الغارديان: معركة عفرين أظهرت قوة فصائل سوريا المدعومة من تركيا

الغارديان: معركة عفرين أظهرت قوة فصائل سوريا المدعومة من تركيا

بعد سلسلة من الخسائر العسكرية التي مُنيت بها فصائل المعارضة السورية المسلحة، جاءت معركة عفرين، التي شارك فيها الجيش السوري الحر المدعوم من قِبل تركيا، لتشكل انعطافة كبيرة في تاريخ الحرب السورية، كما أظهرت قوة هذه الفصائل، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

النصر السريع في معركة عفرين ضد عدو مدرب ومسلح من قِبل الولايات المتحدة، سبق له أن أطاح بتنظيم الدولة، أكد القوة المتنامية للجيش السوري الحر في شمالي سوريا.

في جميع أنحاء الشمال السوري، تراجعت مجموعات الفصائل المسلحة قبل أن تعيد تركيا تجميعها وتفرض الانضباط العسكري على مقاتليها، بعد أن تخلت عنها الولايات المتحدة ورفضت دعمها أو الاستعانة بها في قتال تنظيم الدولة.

يقول أحد قادة الجيش السوري الحر ممن شاركوا في معركة عفرين ضد القوات الكردية: “حتى بشار الأسد لم ينجح في توحيدنا، نحن أضعف عسكرياً وسياسياً من النظام، الذي يستخدم تكتيكات الأرض المحروقة، والمناطق التي كنا نسيطر عليها تتقلص”.

قوة الجيش السوري الحر، المدعوم من تركيا والبالغ عدد مقاتليه أكثر من 20 ألفاً، تتنامى ويمكن أن تشكل ورقة ضغط في مفاوضات السلام، وحتى لو انتهت تلك المفاوضات برحيل الأسد، كما يرغب المعارضون، فإن هذا الجيش سيكون قادراً على العمل مع الجيش النظامي لفرض النظام والسيطرة على التراب السوري بالكامل.

يقول “أبو أحمد”، أحد قادة الجيش السوري الحر: “إذا بقي الأسد فلن تنتهي الحرب، ولكن إذا كان هناك انتقال سلمي يُبعد الأسد والخط الأول من القيادات، فإنه يمكننا العمل مع المجتمع الدولي لفرض الأمن في جميع المناطق المحررة، أما إذا خُدعنا فإن الأسلحة موجودة والمقاتلون موجودون، وستكون معركة حتى الموت”.

وكانت تركيا قد أعلنت عن عملية عسكرية بعفرين في يناير الماضي، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستشكِّل قوة حرس حدود سورية من المليشيات الكردية التي حاربت تنظيم الدولة وحررت مدينة الرقة.

تركيا كانت تتغاضى عن الدعم الأمريكي للمليشيات الكردية، التي تعتبرها فرعاً من حزب العمال الكردستاني الانفصالي وتصنفهم كحركة “إرهابية”، على اعتبار أن هذا الدعم مرتبط بالمعركة ضد تنظيم الدولة، وأنه دعم مؤقت.

وسبق لتركيا أن أطلقت عملية “درع الفرات” في أغسطس من عام 2016، واعتمدت فيها على الجيش السوري الحر، حيث نجحت في وقف التوسع الكردي بمناطق غربي الفرات، وبعد الحملة عملت أنقرة على تدريب وتقوية الفصائل السورية وتزويدها بالأسلحة ودفع رواتب شهرية للمقاتلين، وتم تشكيل ثلاث فصائل تخضع لسيطرة الحكومة الانتقالية التي تشكلت بدعم تركي.

يقول مقاتلو الجيش السوري الحر إنهم نفذوا غالبية أهدافهم بدعم من المدفعية والطيران التركي، فهم مقتنعون بأنهم حققوا نصراً استرتيجياً سيفتح لهم ممراً إلى إدلب القريبة، معقل المقاتلين المرتبطين بـ”القاعدة”.

وبحسب “الغارديان”، فإن فصائل سورية أخرى معارضة للنظام، ترغب في الانضمام إلى الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، وهي فصائل لا ترى أية مشكلة في التوافق مع أنقرة لتلاقي المصالح بسوريا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن