الفصائل الفلسطينية: استقالة “ليبرمان” هروب من فشله وسقوطه أمام المقاومة

أفيغدور ليبرمان
أفيغدور ليبرمان

أكدت فصائل فلسطينية أن إعلان وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته من منصبه ظهر الأربعاء وهو اليوم التالي لإعلان وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، هو إعلان عن فشل العملية الاستخباراتية الأخيرة التي أراد ليبرمان تنفيذها في القطاع، وثانيًا فشله في استعادة قوة الردع بغزة.

وأعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن استقالته من وزارة الجيش، مبررًا ذلك بسبب الخضوع لحماس والذهاب نحو تسوية معها.

وبرر ذلك بأن الرد الإسرائيلي على إطلاق 500 قذيفة صاروخية خلال اليومين الماضيين من قطاع غزة نحو مستوطنات غلاف قطاع غزة ومدينة عسقلان لم يكن مناسباً حسب زعمه.

وأشار ليبرمان في مؤتمر صحفي إلى التهديدات التي تحيط بالكيان الإسرائيلي، مستدركاً “لكن كان علينا بالدرجة الأولى أن ننهي مسألة الجنوب (قطاع غزة) فهي تسبق كل شيء والخنوع الذي أبديناه ينعكس على الجبهات الأخرى”.

حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قالت على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري أن استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة، والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

وشدد أبو زهري في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر” أن استقالة ليبرمان انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال.

فشل بتحقيق أهدافه

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي على لسان القيادي فيها خضر حبيب في تصريح لوكالة “صفا”: “إن استقالة ليبرمان جاءت لفشله بشكل ذريع في تحقيق ما كان يصبو إليه من أهداف خلال العملية الأمنية الأخيرة التي أفشلتها المقاومة، والتي شرع بتنفيذها في سياق محاولته لإحداث اختراق يُحسب له في دعايته الانتخابية القادمة”.

وشدد حبيب على أن فشل هذه العملية والإحباط الذي أصاب ليبرمان جعله يؤثِر الاستقالة، وهذا يؤكد أن المقاومة انتصرت وحققت في إفشال هذه العملية انجازًا كبيرًا.

كما قال حبيب: “العملية الأخيرة التي أفشلتها المقاومة داخل غزة كادت أن تؤدي لكارثة في الكيان الإسرائيلي لو أن المقاومة اعتقلت عناصرها، لولا سلاح الطيران الذي تدخل للتغطية على المجموعة وإنقاذها بعد أن أثخن المقاومين فيها قتلًا وجرحًا”.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لوكالة “صفا”: “إن استقالة ليبرمان تعبير عن حالة فشل ذريع منذ توليه منصبه لكل الوعودات التي أطلقها للناخب الإسرائيلي لإعادة الهيبة لقوة الردع الإسرائيلية”.

وشدد على أن هذه القوة منيت بالانكسار على يد المقاومة خاصة في العملية الاستخباراتية الأخيرة التي كشفها القائد في كتائب القسام نور الدين بركة.

ونوه إلى أن استقالة ليبرمان هروب من تحمل مسئولية هذا الفشل في العملية الأخيرة التي كان هو من يقف ورائها، بالإضافة إلى أنها تعبر عن أزمة حقيقية انتابت الوزراء في حكومة الاحتلال.

وأكد أن استقالته انجاز للشعب الذي أسهم في إسقاط هذا الوزير بالوقوف إلى جانب المقاومة، محذرًا من أن يتم تصدير هذه الأزمة لغزة عبر شن عدوان جديد عليها.

قوة المقاومة الاستراتيجية

من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا: “إن هذه الاستقالة تؤكد أن قوة المقاومة الاستراتيجية بدأت تؤثر على الوضع الداخلي الإسرائيلي”.

واعتبر أن استقالة ليبرمان تأتي أيضًا في إطار المزاودات الحاصلة بين اليمين الإسرائيلي وأحزابه المعنونة بمن يكون أكثر قمعًا لغزة.

وشدد أيضًا على أن هروب ليبرمان من هذا المنصب بعد يوم من وقف إطلاق النار مع المقاومة في الجولة الأخيرة للتصعيد سيُضعف الحكومة الإسرائيلية وقد يؤدي لتغييرها من حيث طبيعة الأحزاب الأكثر شعبية فيها.

وفي ذات الوقت حذر مهنا من أن يزداد التصعيد الإسرائيلي الأخير تجاه غزة في إطار المناكفات الانتخابية ولمحاولة التغطية على الفشل والبلبلة الحاصلة في الداخل الإسرائيلي.

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني تيسير محيسن قال في تصريح لوكالة “صفا”: “إن استقالة ليبرمان هي إعلان فشل للعملية الاستخباراتية الأخيرة بغزة، وفشل محاولة استعادة قوة الردع الإسرائيلية التي لطالما تغنى بها ليبرمان”.

وفي نفس الوقت أفاد أن هناك صراع بين المتشددين والأكثر تشددًا في اليمين الإسرائيلي تجاه غزة.

وأشار إلى أن هذه الاستقالة تعني أن الصراع مع غزة سيبقى مفتوحًا، وسيكون هناك تسابق بين السياسيين الإسرائيليين حولها، لذلك فإن الهدوء الحالي مع القطاع حذر.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن