القيادة البديلة عربية ام عبرية؟

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

المضمون الايديولوجي للاحزاب الصهيونية كلها تجتمع في فكرة واحدة وهي اقامة الحضارة اليهودية روحها التوراة وطرد الفلسطينيين من ارضهم او استيعابهم ضمن اجندة التطبيع، والحفاظ على امنها وبقائها من خلال استمرار تدفق هجرة الجماعات اليهودية واستيعابهم داخل الدولة اليهودية وضمان استمرارية الاستيطان حتى تستمر في رسم حدود دولتهم والحفاظ على مصالحها الامنية والقومية.

وجوهر منظمة الهاجانا 1943 هو الاستيطان وقد قالها احد قادتها بن غوريون ان الصهيونية هو الاستيطان ومشروعهم ليس اقتصادي وإنما استراتيجي عسكري وذلك ان الاستيطان سيرسم حدود دولة الكيان الصهيوني.

في الآونة الاخيرة تفكر اسرائيل بالقيادة البديلة ما بعد الرئيس ابو مازن، وترامب اجرى اتصالات سرية مع دول عربية واعطاهم الضوء الاخضر لايجاد بديل لمحمود عباس، الكثير من التكهنات والشائعات حول الشخص الذي سيقود المرحلة القادمة ” مرحلة صفقة القرن”، وهناك اسماء تتداول بين الجميع والمحللين وقد يكون فلسطينيا او عربيا او عبريا، في نهاية المطاف ستختار اسرائيل مع من يتماشى مع اجنداتها واستكمال مخططها وتحقيق حلم اسرائيل من الفرات الى النيل، وترسيخ فكرة مهندس الكون الاعظم للسيطرة وتنفيذ التطهير العرقي والتهويد.

رغم القرارات الدولية التي هي لصالح الشعب الفلسطيني الا انها غير ملزمة بتنفيذها اي من الدول كونها لا تندرج تحت البند السابع لمجلس الامم المتحدة، قرار الجمعية العمومية الاخير والذي ينص بعد المساس بالوضع القانوني لمدينة القدس والذي ايده 128 دولة ، قرار يدل على التضامن الدولي لفلسطين ولكن لا يحمل صفة الزامية، هذا يعني حسب القرار ان الحارات في القدس ستبقى كما هي حارة اليهود وحارة النصارى والحارات الاخرى، ما عدا حائط البراق سيبقى لليهود للصلاة مع اقتطاع مقبرة باب الرحمة لانشاء الكنس اليهودي.

تكريس مبادئ الصهيونية سيبقى من خلال ستار خفي، والهدف لا يتحقق الا بوضع رئيس يتماشى مع قالبهم، ويحقق اهدافهم حتى تبقى اسرائيل كقوة اقليمية تلعب دور الاسد الواحد وليس الاسدين في منطقة الشرق الاوسط.

اي رئيس قادم سياتي بقرار امريكي اسرائيلي اذا لم تجري الانتخابات بشكل رسمي، اسرائيل غير معنية اليوم لا بحل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة.

هناك مخطط وهو شراء سيناء لتوسعة غزة، وايجاد نظام اردني بديل بعد توطين الفلسطينيين، ومن ثم اقامة دولة فلسطينية على كل من الاردن وسيناء ومن ثم اقامة الكونفدرالية مع اسرائيل، ومن ثم اعلان دولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات، فجميع الاحزاب الاسرائيلية بكافة اطيافها وتوجهاتها تشترك في ايديولوجية واحدة بناء حضارة يهودية روحها التوراة ونظامها الحرية على اسس راسمالية بدعم امريكي مالي وسياسي.

مهما كانت الاهداف هناك تغيرات في موازين القوى قد تتغير في اي لحظة ويحد من هذه الاهداف المستقبلية، والشعب الفلسطيني بامس الحاجة الى قيادة موحدة وليس عدة قيادات وعدة فصائل تشتت الشعب الفلسطيني، وجود القيادات المختلفة اضاعت القضية الفلسطينية عبر توجهات مختلفة، لم تكن اولوياتها القدس واللاجئين والاسرى بقدر الحصول على التمويل، القيادة الموحدة تاتي عبر راي الشارع الفلسطيني ، وان تتوجه تلك القيادة الى دول تنحاز بالفعل الى فلسطين، وليس باستعمال فلسطين كورقة ضغط تتماشى مع مصالح الدول .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن