الكشف عن السبب الحقيقي للزيارة المفاجئة والخاطفة للرئيس عباس للسعودية

عباس - سلمان

الوطن اليوم / رام الله:  لمدة ساعتين فقط مكث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة السعودية الرياض، حظي خلالها باستقبال منقطع النظير، فالملك الجديد سلمان بن عبد العزيز كان على رأس مستقبليه، هو وولي عهده وعدد كبير من أمراء المملكة وكبار المسؤولين، قبل أن يغادر أبو مازن المملكة، دون الكشف عن سبب الزيارة المفاجئ.

صحيفة “رأي اليوم” اللندنية أجرت عدة اتصالات مع مسؤولين سياسيين فلسطينيين لمعرفة سر الزيارة التي لم يعلن عنها من قبل، ولم يعرف تفاصيلها إلا القليلون، فحصلت على إجابات أظهرت السبب الحقيقي لها.

أولا كان واضحا غياب المسؤولين السياسيين الفلسطينيين الكبار الذين اعتادوا على مرافقة الرئيس في زياراته الخارجية، وأبرزهم الدكتور صائب عريقات المسؤول عن ملف المفاوضات، وكذلك اللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة، والدكتور رياض المالكي وزير الخارجية، ولم يرافق أبو مازن سوى اثنان من طاقم المهمات الخارجية، وهما الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي مجدي الخالدي، ورافقه من المملكة حيث كان في مهمة عمل مستشاره محمود الهباش، وسفير السلطة الفلسطينية بسام الأغا.

ويؤكد أحد السياسيين أن سبب عدم مرافقة باقي المسؤولين لأبو مازن في هذه الزيارة جاء لارتباطهم بمواعيد أخرى، إذ أن الزيارة رتبت على عجالة، ودعي الرئيس لزيارة السعودية من قبل الملك، لمناقشة عدة ملفات سياسية هامة، أبرزها أزمة الرواتب والحصار المالي الإسرائيلي والملف السياسي بشكل عام.

وأكدت  أن السعودية عملت على ترتيب الزيارة بناء على عدة اتصالات ومطالبات من دول كبيرة ووازنة، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف وقف أي مخططات فلسطينية في المرحلة الحالية، ينوي الرئيس اتخاذها ردا على وقف إسرائيل تحويل عوائد الضرائب منذ أشهر.

فواشنطن قبل أيام عبرت بشكل رسمي عن قلقها من انهيار السلطة جراء استمرار احتجاز الضرائب من قبل إسرائيل عن خزينة السلطة الفلسطينية.

فالمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أعلنت بشكل رسمي أن السلطة ستكون معرضة للسقوط، إن لم تحصل على الأموال اللازمة، وأكدت أن بلادها أجرت محادثات عاجلة مع زعماء دول الشرق الأوسط ودول العالم، التي تنادي بتحقيق السلام من أجل محاولة إمداد الحكومة الفلسطينية بمزيد من الأموال من أجل استعادة قدرتها على البقاء في السلطة.

ومن هنا يظهر أن زيارة أبو مازن للسعودية كانت بتدخل أمريكي، خاصة مع توفر معلومات لواشنطن ودول عربية أخرى تفيد أن الرئيس الفلسطيني من المحتمل أن يتخذ قرارات جديدة، أهمها وقف التنسيق الامني مع إسرائيل الشهر المقبل كما يتردد بشكل كبير.

ما علمته أيضا يفيد أن واشنطن تسعى من خلال حلفائها في المنطقة إلى إقناع أبو مازن بتأجيل أي من الخطوات التي يريد تنفيذها إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، خشية من أن يستغل ذلك اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو لتحقيق مكاسب سياسية.

لذلك فقد ركز لقاء الملك السعودي على بحث جملة الملفات السياسية السابقة، بالتأكيد أولا على الدعم السعودي السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية، مظهرا ذلك من خلال اهتمامه بالرئيس عباس في أول زيارة رسمية للرجل للملكة بعد تقلد الملك سلمان الحكم، من خلال الاستقبال الرسمي في المطار، قبل التوجه إلى القصر لعقد اللقاء الرسمي.

وتشير معلومات أكدها ساسة فلسطينيون من مقر السلطة الفلسطينية بمدينة رام الله أن الملك سلمان نصح الرئيس بتأجيل اتخاذ أي خطوات في هذه المرحلة، والاكتفاء بالقرار السابق في هذه المرحلة، وهو طلب عضوية المحكمة الجنائية الدولية.

الرئيس الفلسطيني أبو مازن عبر خلال الاجتماع عن تقديره البالغ لمواقف المملكة الداعمة لفلسطين، وما يحظى به الشعب الفلسطيني من دعم ورعاية واهتمام من قيادة وشعب المملكة العربية السعودية.

كما أكد الملك سلمان خلال اللقاء على المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق السلام العادل والدائم لهم، مهيباً بالمجتمع الدولي أن ينهضَ بمسؤولياته لتأمين حماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءاتِ الإسرائيلية المتكررة.

ووصف الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الزيارة بالهامة، وقال أنها بحثت كافة القضايا، واستعراض الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية، وإن الملك السعودي أكد استمرار الدعم لفلسطين على جميع الأصعدة.

عن رأي اليوم

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن