المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج رسالة وهدف

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

إن مؤتمر اسطنبول “المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج” الذي انعقد في الخامس والسادس والعشرين من فبراير الجاري والذي انعقد بدعوة من قيادات في حركة حماس وبرعاية تركيا وقطر والإخوان والإعلام الغربي وتمويل من شخصيات مستقلة تحت شعار ” مشروعنا الوطني طريق عودتنا “، والذي ضم الآلاف من المشاركين من فلسطيني الخارج ما يقارب “5000” القادمين من 50 دولة موزعة على قارات العالم ، وضم أكثر من 70 شخصية فلسطينية .

انعقد المؤتمر من اجل جمع طاقات وتوحيد الجهود والتركيز على دور فلسطيني الخارج في صناعة القرار، وركز المؤتمر على فئة الشباب وفلسطينيو الشتات كونهم صمام الأمان للدفاع عن القضية الفلسطينية ولهم دور في تطوير وحماية القضية العادلة ، وتعزيز حق العودة وتقرير المصير واستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية ، تفعيل منظمة التحرير وانتخاب مجلس وطني جديد ، وإسناد القضية في المحاكم الدولية ، وإطلاق حراك شعبي فلسطيني واسع ورفع صوت فلسطيني الخارج للمساهمة في صنع القرار السياسي والتركيز على المصالح الوطنية والثوابت ، وتحقيق تمثيل حقيقي لفلسطيني الخارج الذين تم تغيبهم قسرا بعد اتفاقية أوسلو .

جاء المؤتمر في مرحلة تمر القضية الفلسطينية في مأزق وأزمات وصلت إلى انسداد أفق من خلال المفاوضات ، وغياب منظمة التحرير الفلسطينية في الشتات وغياب تمثيل فلسطيني الخارج ومصادرة دورهم وحقهم وتهميشهم ، وتم انعقاده في ظروف تتعاظم فيه المخاطر المحدقة لفلسطيني الخارج في المناطق المتأزمة ، وأوضاع غزة الصعبة من حصار خانق إلى فقر نهش في كل فرد فلسطيني في غزة ، وحرص المؤتمر على تحرير المقدسات وإقامة الدولة الفلسطينية على كل التراب وعاصمتها القدس .

ولكن من يتابع البيان النهائي للمؤتمر يجد أن المؤتمر اخذ منحى مؤسسة يشرعن نفسه وبهياكل تنظيمية تنظم عمل المؤتمر وتحقق أهدافه ، هذا يعطي رسالة قوية يظهر عجز منظمة التحرير بالقيام بدورها الوطني والحفاظ على الثوابت الفلسطينية ، وتراجعها وتحولها إلى بيروقراطية وظيفية ، وجاء المؤتمر كأداة ضغط على الرئيس محمود عباس لإجراء انتخابات حرة للمجلس الوطني ، ويعطي رسالة مهما كان هدفه الوطني بان المؤتمر الشعبي وكأنه الإطار البديل الشرعي عن منظمة التحرير والذي سيبدأ العمل بصياغة برنامج سياسي ويخاطب العالم باعتباره ممثل جديد ، هذا سيدخل الحالة الوطنية إلى متاهة أصعب من الانقسام ، مما يؤدي إلى تشتيت الجهود الفلسطينية ويضعف القضية بدلا من تعزيزها وإعادتها للمكانة الأولى .

على السلطة وقيادتها أن تفتح الآذان لسماع الغير وان تعمل على لم الشمل وتوحيد الصف والبيت الفلسطيني وذلك بالدعوة إلى لقاء وطني يشمل كافة الفصائل ، وعلى قيادة منظمة التحرير أن تتخذ خطوة عملية لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير والممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ولابديل لها .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن