المالكي:: رفض نتنياهو للمبادرة الفرنسية “غباء سياسي”!

رياض المالكي
رياض المالكي

بدا وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، متفائلا بنجاح المبادرة الفرنسية، حين رجَّح أن توجِّه الحكومة الفرنسية الدعوات إلى وزراء خارجية 20 دولة، ليس بينها فلسطين وإسرائيل، للمشاركة في اجتماع مجموعة الدعم للمفاوضات، بالعاصمة باريس في الثلاثين من مايو الجاري، آملا في الوقت ذاته مشاركة الولايات المتحدة في ذلك الاجتماع، رغم ترددها. وتوقَّع في حديث إلى “الوطن” السعودية، عقد المؤتمر الدولي للسلام، بمشاركة فلسطين وإسرائيل، في العاصمة الفرنسية قبل اجتماع الجمعية العامة ل فلسطين وإسرائيل في سبتمبر المقبل، وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وردا على سؤال عما إذا كانت بلاده تنازلت عن تقديم مشروع قرار ضد الاستيطان إلى الأمم المتحدة، شدد على أن فلسطين لم تتراجع ولم تؤجل قرارها بالذهاب إلى مجلس الأمن، مضيفا أن الأسباب التي فرضت التحرك نحو المنبر الأممي ما زالت قائمة. إضافة إلى الكثير الذي أدلى به في ثنايا الحوار التالي:

التطبيق الفعلي

لنبدأ بمخرجات لقاء الرئيسين محمود عباس وفرانسوا هولاند الأسبوع الماضي؟

في اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين بباريس، شعرنا أن الفرنسيين لا زالوا في إطار المشاورات لتحديد كيفية العمل، ونحن حثثناهم على خطوتين؛ أولاهما إنهاء المشاورات؛ لأنها إذا بقيت مفتوحة فلن تكون لها نهاية، والثانية هي الانتقال إلى تحديد مواعيد زمنية للتحرك، وربط كل خطوة بتواريخ زمنية.

وناقشنا مع الجانب الفرنسي، بشكل معمَّق، جميع القضايا العالقة، واستطعنا إقناعهم بأهمية الإعلان عن مواعيد زمنية لإطلاق الأفكار الفرنسية، وهو ما تم حين اتصل وزير خارجيتهم بالرئيس عباس، ليبلغه بأنه تم تحديد موعد 30 مايو من أجل الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية.

حرية الحركة

هل بدأ التحضير لاجتماع مجموعة الدعم الدولية؟

سوف تسبقه لقاءات على مستوى كبار الموظفين، لوضع الترتيبات اللازمة للاجتماع الوزاري، والتأكد من أنه فعلا سيحقق المطلوب منه. وعلمنا من خلال وزارة الخارجية الفرنسية أنه ستكون هناك اجتماعات في الأيام المقبلة على مستوى كبار الموظفين، وأن تلك الاجتماعات سوف تستمر حسب الحاجة، حتى موعد انعقاد المؤتمر.

الدول المؤثرة

ما الدول المدعوة إلى الاجتماع؟ هل لديكم أسماؤها؟

لا نريد أن نتدخل في عمل وزارة الخارجية الفرنسية؛ لأنها هي التي يجب أن تعلن ذلك وليس نحن، ولكن كما هو معلوم فإن الحديث يدور حول الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، روسيا، والمملكة المتحدة، ومكونات اللجنة الرباعية الدولية، وهي الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، والأمم المتحدة. وهناك دول عربية يتوقع أن تشارك في الاجتماع وهي: المملكة العربية السعودية، والأردن، ومصر، والمغرب، إضافة للجامعة العربية ودول أخرى مثل اليابان، إندونيسيا، الهند، جنوب إفريقيا، البرازيل.

تردد أميركي

يقال إن هناك ترددا أميركيا بشأن الأفكار الفرنسية، هل من معلومات في هذا الشأن؟

لا أريد الحديث نيابة عن الأميركيين، ولكن الرئيس عباس تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية جون كيري وسأله إن كانت الولايات المتحدة ستشارك فقال إن الإدارة الأميركية لم تحسم أمرها بعد وإنها ما زالت تدرس هذه الأفكار. من جانب آخر، أبلغنا الفرنسيون، عقب محادثات مع الجانب الأميركي، بأن الولايات المتحدة لم ترفض المشاركة، وهذا مؤشر إيجابي يجب البناء عليه، ومن ثمّ فإن من الضروري إقناع كيري بحضور الاجتماع، لأهمية ذلك. ونحن سنحاول من طرفنا بذل المطلوب في هذا الصدد، رغم أنه يحتاج إلى جهد جماعي من فرنسا ودول أخرى كثيرة.

ورطة إسرائيل

هل تتوقع تجاوبا إسرائيليا مع المبادرة؟

فلسطين وإسرائيل غير مدعوتين للمشاركة في الاجتماع، لكن الأخيرة قلقة جدا، بعد أن ربط وزير الخارجية الفرنسي السابق، لوران فابيوس، إفشال إسرائيل للجهود الفرنسية، باعتراف بلاده بدولة فلسطين؛ وعليه فإن تل أبيب تعي تماما أن إفشالها لهذه الجهود سوف يعني اعتراف فرنسا الفوري بدولة فلسطين، مما يمكن أن يكون فاتحة لخطوات مماثلة من عدد كبير من الدول الأوروبية الأخرى. ولو كان الموقف الإسرائيلي ذكيا، لانتظروا انعقاد الاجتماع الوزاري في 30 مايو؛ فقد يكون لديهم حينئذ موقف مختلف، لكن رفضهم المسبق ينم عن غباء سياسي.

رسائل إيجابية

هل أنتم مقتنعون بأن قطار الأفكار الفرنسية انطلق فعلا نحو إيجاد الحلول؟

على الأقل فيما يتعلق بالخطوة الأولى، وهو اجتماع 30 مايو، وأعتقد أن الأمور أصبحت ممهدة لمثل ذلك الاجتماع، ولا يوجد ما يعوقه، وقد تكون هناك حاجة لبعض الجهود التي يجب أن تُبذل من قبل فرنسا وفلسطين لتحفيز بعض الدول على الحضور، وفق التمثيل الوزاري المأمول. ولكن في الوقت نفسه تصل إلينا تباعا إشارات من العديد من الدول التي لم يرد ذكرها في مجموعة العشرين، بأنها ترغب في الحضور والمشاركة على المستوى الوزاري، وهذه بحد ذاتها إشارة مهمة جدا.

شجاعة فرنسية

كيف تقيمون الجهود التي تبذلها باريس لوضع حد للأزمة؟

انطلقت فرنسا من هذا الإطار بشكل عملي للإسهام في هذه المبادرة، ونحن نقدر الأداء الفرنسي المتواصل والالتزام بهذه القضية، والشجاعة التي تحلت باريس بها لتحمل مسؤوليات في هذا الإطار، في وقت تراجعت دول أخرى كثيرة عن تحمل التزاماتها، وتجنبت أخرى الدخول في هذه القضايا. هذا الجهد يقدر للجانب الفرنسي، وعليه فإننا، ومنذ اللحظة الأولى، تعاملنا مع هذه الأفكار بكل إيجابية، وقدمنا كل الدعم والإسناد المطلوبين لها من خلال مواقفنا التي أعلناها في المؤتمرات الدولية أو القرارات التي أصدرناها. وبذلك مهدنا الطريق بشكل سلس جدا للأفكار الفرنسية لكي تنطلق وبكل سهولة، ووفرنا المناخ المناسب للأفكار الفرنسية لتجد الصدى الإيجابي عند العديد من الدول.وكالات

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن