المشهراوى / ما يجرى فى رام الله “زفة” يقودها أبو مازن.. و”الرجوب” متورط فى تسليم مناضلين لإسرائيل

سمير المشهراوي

كتب أحمد جمعة: قال القيادى البارز فى حركة فتح سمير المشهرواى إن ما يجرى الإعداد له فى مدينة رام الله بالأراضى المحتلة ليس مؤتمرا للحركة، واصفا ما يجرى الإعداد له فى مقر المقاطعة بـ”زفة” محدودة ينظمها الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن.

وأكد “المشهرواى” فى حوار لـ”اليوم السابع”، اليوم الاثنين، أن الشعب الفلسطينى يحتاج إلى الوحدة فى منظمة التحرير الفلسطينية والعمل الوطنى الفلسطينى، موضحا أن الشعب يحتاج إلى قيادة موثوقة وشرعية ومنتخبة، مشيرا لوجود فرصة صغيرة وضيقة أمام أبو مازن لتصحيح الوضع الراهن واستعادة شىء من كرامة تترك له مكانا مقبولا فى التاريخ الفلسطينى.

وفيما يلى نص الحوار..

يعقد المؤتمر السابع لـ”فتح” غدا..كيف تقرأون الإصرار على عقده فى هذا التوقيت؟ هل سيتمكن من لم صفوف حركة فتح ؟

ما يعقد فى رام الله ليس مؤتمرا لحركة فتح فليس هكذا تعد وتعقد المؤتمرات الحركية، وما يجرى ليس أكثر من تجمع أو “زفة” محدودة أرادها أبو مازن معتقدا بأنها مخرج ملائم من مأزقه الحركى والوطنى، معتقدا بأن مثل هكذا “مؤتمر” يستطيع أن يلتفت إلى العرب ويقول ليس هناك مشكلات فى فتح، وها هى فتح بلا محمد دحلان بل وبلا أى معارض أو صوت مختلف، وكأن العرب وغير العرب ليس لهم عيونهم وآذانهم وأجهزتهم الدبلوماسية والمخابراتية وما سيحدث بعد “زفة المقاطعة” سيصدم أبو مازن ومجموعته الضيقة، لأن مشكلات فتح ستزداد تعقيدا ثم أن المشكلة بالأساس تكمن فى سلوك أبو مازن وكيفية إدارته للشئون الحركية والوطنية، وكل ما حاول العرب فعله هو توحيد فتح تحت قيادة أبو مازن شخصيا ثم توحيد الساحة الفلسطينية، وتحت قيادته شخصيا،  وأعتقد أن أبو مازن قد أضاع فرصة العمر لأننا فى فتح قبلنا الجهود العربية، رغم أن بعض محتويات المبادرة العربية كان من شأنها منح أبو مازن تأشيرات براءة من مخالفات مالية وسياسية وقانونية جسيمة.

دعونى أؤكد أولا بأن المؤتمر العام السابع هو استحقاق نظامى طال انتظاره من قبل جموع الحركة شيبا وشبابا ونساء، قادة وكوادر، أما هذا “المؤتمر” فهو موضع معارضة الأغلبية الساحقة من قادة وكوادر وقواعد الحركة ولن ينتج إلا مزيدا من الضعف والهوان لمن دبروا انعقاده على هذا النحو المشين، ويجب أن يتذكر أبو مازن ومجموعته الضيقة أن فتح حركة تحرر وطنى، وفلسطين لم تتحرر بعد، ونحن ماضون على درب الشهداء، أمناء على ميراثهم وأوصياء على أحلامهم، نحن وكل شرفاء ومناضلى فتح الحقيقيين، وحفلة أبو مازن لن تؤثر علينا وفق هذا المبدأ، وبمعنى أدق، أبو مازن يأخذ مجموعته الضيقة فى هذه الحفلة ويهربون بعيدا عن خط فتح الكفاحى الذى أكسبها احترام وتقدير شعبنا وأمتنا وكل أحرار العالم.

أنتم المعارضون لهذا المؤتمر ماذا ستفعلون ؟

لكل حادث حديث، أنا لا أحب التسرع وإطلاق الوعود المضخمة وأميل دوما إلى التريث والتشاور المكثف نحن سنواصل جهدنا وعملنا ونتعامل مع التطورات بالتروى والحكمة والرؤية، ولن نسبق الأحداث أنت لا تستطيع عبور الجسر قبل أن تصله، مشاوراتنا الداخلية لم تتوقف للحظة واحدة، ونحن نعمل موحدين وكخلية النحل وأعتقد بأنكم تابعتم بعض قدراتنا من خلال نشاطات “إنذارية” نفذتها قيادات وكوادر فتحاوية فى قطاع غزة ومخيم الأمعرى ولبنان وبروكسل وبلاطة وساحات أخرى، وصدقنى نحن تحت ضغوط هائلة من آلاف الكوادر وعشرات الآلاف من قواعد فتح من أجل التصعيد لكننا نؤمن بالتريث، وكما أسلفت من قبل قضيتنا وطنية ونحن حركة تحرر، وأبو مازن أراد تضليل الجميع والإيهام وكأن حفلته يوم ٢٩ نوفمبر “مؤتمر فتح السابع” هى نهاية الطريق، ونحن نقول هى نقطة الانطلاق لجيش من الأحرار نحو تحرير فتح من العبيد وإعادتها إلى ما تستحق من التقدير والاحترام.

هل معنى كلامك بأنكم لم تستعدوا بصورة عملية لليوم التالى لمؤتمر رام الله؟

أنا لم أقل ذلك، العكس تماما هو الصحيح، نحن ضد أى توتر أو ارتباك أراده أبو مازن للفتحاويين، هو أراد أن يقول كل من لم يحضر حفلة المقاطعة فى رام الله يوم ٢٩ نوفمبر أصبح خارج فتح، وأن هذه سفينة عباس ومن يركبها ينجو، ونحن نقول له بالكثير من الشفقة، أنه قاربه الصغير بالكاد يتسع له ولعائلته، ولن ينجيهم من الغرق، أما نحن فلدينا الكثير لنفعله، وأفقنا لا يتعب إذا استمر الشروق، ولكن ليس بالضرورة كل ما يعمل يقال يكفى أن تعلم بأننا بصدد الإعلان فى الساعات القادمة عن تشكيل لجنة تحضيرية موسعة قوامها 31 قياديا فتحاويا يمثلون كل الساحات والقطاعات الفتحاوية، وهناك أوراق عمل معدة للعرض على هذه اللجنة وكل ذلك تحضيرا لمؤتمر موسع يعقد قريبا، مؤتمر هدفه إنقاذ فتح وإعادتها إلى هيبتها ومكانتها المميزة فى تاريخ وحاضر ومستقبل الشعب الفلسطينى، كما أننا بصدد تنفيذ مجموعة فعاليات مميزة تزامنا مع “زفة” أبو مازن فى المقاطعة.

يقال بأن هناك حالة من الإحباط داخل قواعد وقيادات فتح بسبب ظروف وشروط مؤتمر رام الله ؟

لا ليس إحباطا ولكن قطعا هناك مستوى خطير من المرارة والألم، ولو نظرت إلى تركيبة “زفة” أبو مازن، وقارنت ذلك بإقصاء آلاف القادة والكوادر والأسرى والمناضلين لتفهمنا جميعا مصدر الألم والمرارة ولكن صدقنى أنا أشفق على أبو مازن من هذه الغضبة الفتحاوية العارمة.

هناك من يقول بأن هذا المؤتمر هو لإقصاء القيادى محمد دحلان وأنصاره ؟

لو كان ذلك صحيحا فما ذنب الآلاف الذين تم استثنائهم أو استبدالهم بالعائلات والمرافقين والمنافقين من أعطى أبو مازن الحق لتنسيب كل آل عباس أعضاء فى مؤتمر يحرم منه شيوخ الأسرى والثوار ومئات المنتخبين.

من الذين يعتبرون آليا أعضاء طبيعيين فى أى مؤتمر لفتح ؟

لقد تم استثناء أعضاء مجلس ثورى، فقط لأن أبو مازن أراد، ناهيك عن المئات من قيادات الكفاح المسلح ومناضلين لهم بصمات مشرفة ميادين التحدى وساحات القتال والعمليات الفدائية التى زينت تاريخ فتح المشرف، وهم موجودون فى الساحة الأردنية ولبنان وأوروبا والضفة وغزة تشرُف بهم الأرض أينما حلّوا، وهم وإن استثناهم أبو مازن من حفلته الصغيرة، فهم فى قلوب وعقول شرفاء فتح وجماهير شعبنا.

كذبة “حصرية” المشكلة مع الأخ محمد دحلان سقطت تماما لأن مشكلة أبو مازن كانت أصلا مع فتح مع تقاليدها وإرثها مع نظمها ولوائحها، مع قيودها وتنوعها، مع خطها الكفاحى وأخى أبو فادى “دحلان” كان رمزا لتلك المواجهة المدبرة، ومع ذلك دحلان ونحن جميعا قبلنا بإيجابية عالية كل الجهود الفلسطينية والعربية، التى بذلت لرأب الصدع وإنهاء مشكلات فتح، بل وبادرنا فى أكثر من محطة لإبداء حسن النوايا واتخاذ خطوات ومبادرات مسئولة أثلجت صدور جماهير فتح، كموقفنا من الانتخابات البلدية التى كان من المفروض إجرائها، وكان حريا بقيادة تحترم نفسها، وتحتكم لمنطق الكبار، أن تلتقط مبادراتنا وحرصنا، وتذهب نحو توحيد الحركة ولَم شملها ولكن فى كل مرة وعد أبو مازن الوسطاء ثم أخلف، وآخرها كما تعلمون كانت الجهود العربية بقيادة مصر وعبر خارطة طريق واضحة ومحددة تماماً.

ما الذى يحتاجه الشارع الفلسطينى فى الوقت الراهن؟ وهل سيقبل الرئيس عباس بوضع خارطة طريق؟

الشعب الفلسطينى يحتاج إلى الوحدة، فالوحدة فى فتح الوحدة فى منظمة التحرير الفلسطينية والعمل الوطنى الفلسطينى، الشعب يحتاج إلى قيادة موثوقة وشرعية ومنتخبة، لا كما يحدث الآن من قرصنة كل مراكز القرار الفلسطينى دون شرعية أو وجه حق، الشعب يحتاج إلى الأمل فى غد أفضل ويحتاج إلى مؤسسات نزيهة وفاعلة، يحتاج إلى فصل السلطات وتحقيق العدالة الاجتماعية وفقا لقيم أخلاقية وروحية تعكس تضحيات شعبنا العظيم، وشعبنا يحتاج بدائل فاعلة بعد سقوط كل الرهانات التفاوضية.

أبو مازن فى الواقع لديه خارطة طريق ويخطأ من يعتقد بأنه أبله لكن خارطة طريق أبو مازن هى لأبو مازن وأسرته، وليست خارطة لإنقاذ القضية الفلسطينية.

طرحت مبادرة الرباعية العربية.. هل قبل بها أبو مازن ؟

نعم قبلها مثلها مثل غيرها من الجهود الفلسطينية والليبية واللبنانية والعربية، لكنه عاد وانقلب على وعوده وتلك التصرفات الصغيرة وغير اللائقة، زعزعت مكانة ومصداقية القيادة الفلسطينية فى أماكن مختلفة.

جبريل الرجوب قال إن المؤتمر سيجرف كل من له علاقة بدحلان.. ماتعليقك ؟

جبريل الرجوب يعانى من عقدة دحلان، ويشعر بحضور دحلان أنه صغير، لديه رعب حقيقى من عودة دحلان، كيف لا والأخ محمد دحلان نجح وبأعلى الأصوات فى المجلس التشريعى، عن دائرة خانيونس، فيما سقط جِبْرِيل وهُزم فى دائرته فى الخليل، وجبريل أول من لطّخ سمعة الأمن الفلسطينى حين كان مديراً للأمن الوقائى، وتم اتهامه بتسليم مناضلين لإسرائيل وقتل مجاهدين، وبتحصيل خاوات من تجار ورجال أعمال، ولا تنسى أن جبريل تلقى صفعة على وجهه من الراحل أبو عمار ثم ضربه بالحذاء أمام الناس وطرده من موقعه، ويومها أخرج جبريل ضباط وعناصر الوقائى ليتظاهروا فى الشارع ضد قرار ياسر عرفات والكثير من مصائب جبريل الرجوب وسقطاته المعروفة للناس، باختصار جبريل بيته من زجاج وزجاج هش بصراحة، لذلك لديه هذا القدر من الأحقاد تجاه الرجال الحقيقيين وتجاه المناضلين، وسنتقابل معه ونتحاسب فى مؤتمر فتح الفعلى والنظامى.

هم يخافون من تماسكنا ووفائنا لبعضنا البعض ومن وفائنا لفتح وفلسطين، نحن أخوة درب ورفاق سلاح ولدينا أخلاق، وقد جربونا فى مواجهات عديدة وحاول أبو مازن ومجموعته اختراق القواعد الأخلاقية والنضالية الجامعة والناظمة لمواقفنا فلم ينجح ولن ينجحوا، نحن لم نتكاتف مع محمد دحلان لأنه ظالم بل لأنه تعرض للكثير من الظلم مرارا وعلى رؤوس الأشهاد، والذى جعل موقفنا أكثر صلابة لأن الأمر تعدى أى خلاف شخصى، وأصبح سلوك أبو مازن يسىء لفتح وتاريخها ويهدد مستقبلها بل وقضيتنا الوطنية برمتها عبر سلوك وبرنامج تدميرى ممنهج ومدروس، ولأن خصمنا بلا أخلاق أنظر مؤخرا كيف قامت مجموعة أبو مازن بتسريب تسجيل صوتى للأخ عزام الأحمد تكشف عن حقائق مذهلة فى قضية الأخ محمد دحلان، وفعلوا ذلك لإسقاط عزام الأحمد لأنه خالف مطالب أبو مازن الباحث عن أية إساءة لدحلان.

هل كل من حضر مؤتمر رام الله هو خصم لكم ؟

أبدا هناك المئات من الإخوة المناضلين أصدقاء وإخوة لنا نحترمهم ونجلهم ولا نختلف معهم فى تقييم الكثير من المواقف وهم يعتقدون بإمكانية التأثير من الداخل، نتمنى لهم كل التوفيق، وسيكتشفون بعد الحفلة حقيقة ما دُبّر بليل لهذه الحركة أما الأغلبية الساحقة فهم تركيبة مفروضة لضمان مخرجات ومقاسات ترضى ذوق ومزاج وقلق أبو مازن.

ما رأيك فى ما يتردد عن تنظيم مؤتمرات مناهضة للمؤتمر السابع فى العواصم العربية والعالمية ؟

ستكون هناك أنشطة متعددة ومتنوعة ومؤثرة وتلك الأنشطة ستتوج بمؤتمر موسع، ولكن كما قلت لك أنا لا أحب الإعلانات المبكرة، والكلام فى حينه حلو وله مذاق خاص، وكما أسلفت أبو مازن ومجموعته يعتقدون أن “حفلة ٢٩ نوفمبر” هى النهاية، ونحن نعتبرها البداية لتحرك جيش الأحرار.

ولإطلاق الطاقات الشريفة الكامنة فى صدور المناضلين الذين آمنوا بعدالة قضيتهم واستعدوا للتضحية من أجلها، ولَم يقبلوا يوماً أن يكوناً قطيعاً أو عبيداً لأحد.

ترددت أنباء عن إعلان قاتل عرفات وصلاح خلف فى مؤتمر فتح السابع.. تعليقك ؟

ولماذا تأخير الإعلان إلى “زفة” رام الله إن كان أبو مازن صادقا ؟، لا أحب أن أدخل فى نهج الإثارة والتشويق لان اغتيال أبو عمار أو أبو إياد ليست مواد إثارة وتشويق بل هى جرائم جدية وكبرى ومن حق الشعب الفلسطينى معرفة تفاصيلها الدقيقة لحظة الحصول على الحقيقة، وكل محاولات وإيحاءات أبو مازن “فاشوش” ومردود عليه، لكن هذا النهج خطير أيضا ومضلل، ولو تتبعنا تفاصيل وحيثيات حصار واغتيال أبو عمار وما جرى بعد ذلك فإن هناك شخص واحد يتحمل المسئولية السياسية والقانونية والأخلاقية لأنه كان هو الشخص المستفيد والمسيطر والمعطل فى نفس الوقت، وأخشى أن يلجأ أبو مازن إلى افتعال هذا الضجيج والإثارة بهدف تبرئة إسرائيل وإشغال الناس فى الصغائر، بهدف حرف الأمور عن حقيقتها، وعلى أى حال جميعنا مؤمنون أن إسرائيل هى القاتل الحقيقى، وإسرائيل خلال التنفيذ قد تحتاج أدوات صغيرة وحقيرة لتضع السم، وهنا فهى لن تحتاج سوى عاملين صغار يستطيعوا أن يصلوا إلى تصنيع طعامه أو دكتور يصل إلى دواءه، علما أن الطعام والدواء الذى كان يدخل للراحل أبو عمار خلال حصاره، كان يخضع لتفتيش من قبل الجيش الإسرائيلى الذى يحاصر المقاطعة فى حينه، وهذا يعنى أن إسرائيل تستطيع وضع ا

لسم بنفسها ودون الحاجة لأحد، خاصة ونحن نتحدث عن مواد مشعة وتحتاج اختصاص.عموما طال الزمن أم قصر ستتضح الحقائق ولكن سيبقى السؤال الأهم أمام أبو مازن، ماذا سيكون قراره ضد إسرائيل للانتقام لدم الرمز ياسر عرفات؟ وهو الذى لم يحتمل شتيمة دحلان لأبنائه؟ فما بالنا والحديث عن دم رمز الشعب الفلسطينى.

وما تقييمك لفترة حكم أبو مازن لفلسطين ؟

التاريخ الفلسطينى سيقول كلمته فى عهد أبو مازن كله وحكمى الشخصى قاسٍ جدا، وبالمناسبة أنا لم أكن يوما من أصحاب الأوهام حول قدرات ونوايا أبو مازن، رغم أننا دافعنا عنه حين اتهموه بالخيانة ويوم وصفه أبو عمار بكرزاى فلسطين، حينها دافعنا عن المبدأ وعن حق الاختلاف فى الرأى، بل وشكلنا له حماية جسدية يوم أطلقوا عليه النار فى خيمة عزاء أبو عمار فى غزة وقتلوا اثنين من مرافقيه، علما بأن من أطلقوا عليه النار فى حينها، ومن كان يصفهم ليلاً ونهاراً بالجواسيس، هم اليوم من معازيم حفلة 29 نوفمبر “مؤتمر فتح السابع”، وعليك أن تتذكر الظروف الاستثنائية التى فرضت علينا بالرحيل المفاجئ لزعيم الشعب أبو عمار،  ومسألة تقييم أبو مازن كانت دوما من نقاط النقاش المحتدم بين أبو فادى وبينى أنا ومجموعة محددة من الأخوة لكن دحلان، وشهادة للتاريخ كان جارف الوفاء والإخلاص فى علاقته مع أبو مازن لكن يبدو أنها كانت مثل أسطورة علاقة السلحفاة والعقرب.

ما رأيك فى الاستراتيجية الجديدة التى تتبعها مصر فى غزة ؟

مصر ونحن الفلسطينيون شركاء مصير، فلسطين لن تحرر إلا بمصر قوية ومتعافية وشديدة الحضور، وعلينا أن نتذكر ونتمسك بالقواعد الاستراتيجية الصارمة التى أسسها زعيمنا الراحل أبو عمار فى العلاقة مع مصر، وعليكم أنتم فى مصر أن تتذكروا بأن الشعب الفلسطينى لم يحكم حكما عادلا ورشيدا إلا من زعيم لم يكن يجيد الكلام إلا باللهجة المصرية الصرفة، أبو عمار لم يكن فقط مصرى الهوى بل كان مصرى العقل والمنهج لأنه رأى دوما أبعد من الجميع، تأسيسا على تلك القواعد الصلبة، أؤكد لكم بأننا نتفهم ظروف مصر الراهنة وبعمق وحساسية عالية، وقطرة دم أى جندى مصرى يستهدفه الإرهاب تساوى لدينا الكثير والكثير، أكثر من ذلك نحن لا نميز أبدا بين شهيد مصرى يسقط فى سيناء وبين شهيد فلسطينى يسقط فى القدس، وبالتالى أؤكد لكم بأن هناك رؤية مصرية جديدة للتعامل مع احتياجات أهلنا فى قطاع غزة مع الأخذ بعين الاعتبار تعقيدات الوضع الأمنى فى سيناء، وكلنا أمل أن يتم تنفيذ الرؤية الجديدة بفاعلية وسرعة وديمومة، لأن أوضاع أهلنا فى القطاع قد بلغت حدا خطيرا من التدهور فى كل أوجه الحياة.

من الأصلح لقيادة الشعب الفلسطينى خلال الفترة الراهنة؟

قولا واحدا من ينتخبه الشعب بحرية تامة ووفقا لبرنامج ورؤية وطنية شاملة تعيد الصراع إلى مربعه الأصلى، ويقضى على الانقسام الوطنى ومسبباته ويعيد الحيوية إلى الشعب الفلسطينى وإلى العلاقات الفلسطينية العربية، ويعمل من أجل شعبه ووطنه لا من أجل نفسه وأسرته، وشعبنا ليس شعبا عاقرا وهو شعب ينجب قيادات وكفاءات كل يوم، لم يعاد متاحا لنا ترف النظر إلى الأشخاص والأسماء والوعود بل علينا التدقيق فى البرامج والالتزامات والمؤهلات الوطنية والقيادية.

حركة فتح إلى أين حالة رحيل الرئيس عباس فجأة عن المشهد ؟

بصراحة أبو مازن أصبح عبئا على المشهد الفلسطينى وشخصيا لا أتمنى له إلا كل الخير والصحة الدائمة، لكن آن له أن يترجل ويترك هذه المهرة الفلسطينية الأصيلة تعود إلى القفز والصهيل، وأبو مازن نفسه وعد بأنه لن يترشح مجددا لأى موقع ونحن صدقناه لكن مؤشرات “زفة” رام الله توحى بغير ذلك، رغم أنه قال يوما (إذا قال لى اثنان: ارحل، سأكون ثالثهما، وسأرحل فوراً ولن أبقى دقيقة)، هذا كان كلام أبو مازن، وأظنه سمع آلاف الحناجر تطالبه بالرحيل، ولكنه لم يفعل، ربما فوائد وأرباح الحكم وامتيازاته منعته، ناهيك عن الخوف من العواقب، وأنا أعتقد فى حال رحيل أبو مازن بإرادته أو بصورة قهرية أو مفاجئة، فسنعود إلى الطريق الديمقراطى السليم الذى تعودنا عليه، لكن ما يقلقنى هو سعى أبو مازن لهدم المعبد على رؤوس الجميع هروبا من استحقاقات ومحاسبات ومراجعات قادمة.

لماذا يرفض أبو مازن المحاسبة؟ هل تؤيدون خروجا آمنا له ولأولاده؟

سؤال جميل ووجيه ولكن ينبغى توجيهه إلى العنوان الصحيح، فعلا يا أبو مازن لماذا ترفض أنت وأولادك الخضوع للمسائلة والمحاسبة ؟، هل نسيت وعودك الإصلاحية قبيل فرضك علينا رئيسا للوزراء، وهى ذات الوعود التى كررتها خلال حملتك الانتخابية إلى الرئاسة الفلسطينية ؟

يا صديقى لن يرفض المسائلة والمحاسبة من كان موقفه سليما، ولن يرفض المحاسبة من كانت جيوبه وجيوب أولاده خالية من أموال الشعب، ولن يخشى شيئا من لم ينتهك القانون والقضاء، وتذكر ما قيل عن سيدنا الخليفة عمر بن الخطاب وعدله ويقينه وطمأنينته “قد حكمت، فعدلت، فأمنت، ونمت يا عمر”.

وختاما أقول لا زالت هناك فرصة صغيرة وضيقة أمام أبو مازن لتصحيح الوضع الراهن واستعادة شىء من كرامة تترك له مكانا مقبولا فى تاريخنا الفلسطينى، وأخشى أنه يخشى فعل ذلك، كما أن الفرصة أصبحت ضيقة أمامه وقد تتلاشى قريبا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن