المصالحة الفلسطينية تصيب إسرائيل بالقهر

المصالحة الفلسطينية

تمّت المصالحة الوطنية على خيرة الله وبركته ، فهلل جموع الشعب الظمأن للتوحد ، والذي أنهكته سنوات الإنقسام ، فرح الفلسطينيون ونوّح الإسرائيليون ، وبدأ التنويح من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتانياهو” الذي أعلن عن إلغاء جلسة تفاوضية كانت مقررة – مساء أمس – مع الجانب الفلسطيني ، وخيّر المتحدث باسم نتانياهو “اوفير جندلمان” “عباس” خيارا غير معقولا ، فقال ” يجب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يختار، إما المصالحة مع حماس وإما السلام مع اسرائيل، ولا يمكنه سوى اختيار أمر واحد لا غير، لأن هذين الخيارين متوازيان لا يلتقيان”.

جلسة للمجلس الوزاري المصغر

وبعد ساعات من إعلان اتفاق المصالحة ، أعلنت مصادر صهيونية أن “نتنياهو” سيعقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية لمناقشة انعكاسات اتفاق المصالحة بين حماس وفتح ، واتهم نتنياهو الرئيس عباس بانه اختار حماس وليس السلام ، مؤكدا ان من يختار حركة حماس وهي حركة ارهابية تنادي بالقضاء على دولة اسرائيل لا يريد السلام .

وبالفعل إجتمع – اليوم – المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر” الكابينت” منذ عدة ساعات في جلسة طالت أكثر مما كان يعتقد لبحث تداعيات اتفاق المصالحة الفلسطينية والإجراءات والخطوات التي يتوجب على إسرائيل اتخاذها .

قطع كامل المباحثات والاتصالات مع الفلسطنيين

وبتسريب صغير خلال فترة استراحة الجلسة ، خرج أحد الوزراء المشاركين وهو الوزير “اوردن” ليدعو أمام المراسلين المرابطين منذ ساعات إلى قطع كامل للمباحثات والاتصالات مع الفلسطينيين حتى يتم إلغاء اتفاق المصالحة مع المنظمة “الإرهابية “. يعني “حماس” ، وقال “اوردن ” يجب على إسرائيل أن توضح موقفها بجلاء وتقول بانها لن تسمح للسلطة بتنظيم الانتخابات في الضفة الغربية في حال شاركت بها حماس .

وقاحة وزراء “نتنياهو”

وظهر التطرف الإسرائيلي في مهاجمة وزراء داخل حكومة “نتنياهو” بشدة اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة توافق وطني ، فاعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي “افيجدور ليبرمان” أن الاتفاق على تشكيل حكومة تكنوقراط يعدّ توقيعا على نهاية المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل ، وقال “لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تصنع السلام مع إسرائيل ومع حماس في آن واحد”.

الكنيست : إتفاق المصالحة يعني تشكيل حكومة إرهاب فلسطيني

وعلى نفس الخُطى ، وصف رئيس حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف ووزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينت، السلطة الفلسطينية بأنها “أكبر منظمة إرهابية في العالم”. ، قائلا : “تحولت السلطة إلى أكبر منظمة إرهابية في العالم وهذا سيشكل عصرا سياسيا جديدا في الشرق الأوسط “.، مؤكدا – حسب زعمه – إن “حماس ستستمر بقتل اليهود وعباس سيستمر بطلب تحرير المعتقلين”. وأضاف:”كل من اعتقد أن عباس شريك عليه دراسة موقفه من جديد” ، ومن جهته صرح رئيس الكنيست القطب الليكودي يولي إدلشتاين بأن اتفاق المصالحة يعني عملياً تشكيل حكومة إرهاب وطني فلسطيني مما يؤدي إلى تصاعد المقاومة الفلسطينية لإسرائيل التي ستجلب المعاناة الجمة على الفلسطينيين أنفسهم .

رئيس المعارضة الاسرائيلية النائب يتسحاق هرتصوغ ، قال إنه يتعين على إسرائيل إيجاد صيغة للانفصال عن الفلسطينيين ، معربا عن اعتقاده بأن اتفاق المصالحة سيتلاشى في نهاية الأمر ، معتبراً اتفاق المصالحة بمثابة خطوة تكتيكية اتخذت في الوقت الذي توشك فيه المهلة المحددة للمفاوضات مع إسرائيل على الانتهاء.

كاتس:أبو مازن يخدع

“المفاوضات السياسية إنتهت بلا شيء” .. هكذا أكد الوزير يسرائيل كاتس ، قائلا :” هذا هو الزمن لرص الصفوف والوقوف معا في مواجهة الضغوط المرتقبة. أبو مازن يخدع، وهو غير مستعد للتنازلات، يتوجه الى الامم المتحدة ويسارع الى العناق مع حماس. هذا هو الوقت لاتخاذ خطوات رد ذات مغزى، بما في ذلك الغاء البند في اتفاقات اوسلو الذي يتحدث عن الممر الآمن بين غزة والضفة الغربية ” ، وواصل كاتس يقول ان “حل السلطة سيؤدي الى الغاء الحصانة التي منحت لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية. ومن الان فصاعدا سيكون حكم جبريل الرجوب كحكم مروان البرغوثي”.

هجوم “واينت” الصهيوني

ووصل القهر الصهيوني إلى أدوات إسرائيل الصحفية ، فطلّ موقع “واينت” الصهيوني بالقول إنه لا يتوقع تجديد المحادثات مع السلطة الفلسطينية في الظروف الراهنة ، وأن المستوى السياسي في إسرائيل ليس واثقا بعد بأن اتفاق المصالحة حقيقي ، ونقل عن مسؤول سياسي قوله: ” علينا أن ننتظر ونرى ماذا سيحصل بعد ذلك. لقد شهدنا في السابق محاولات مماثلة، قد يكون كل ذلك مجرد استعراض لا أكثر. لكن بما يتعلق بالمفاوضات السياسية فإن التاسع والعشرين من إبريل/ نيسان قريب ولا أعتقد أنه يمكن مواصلة المحادثات مع السلطة في الظروف الراهنة”.

مساندة أمريكا لإسرائيل في هجومها

وكان لحليفة إسرائيل “الولايات المتحدة الأمريكية” نصيب في الهجوم ، فأعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في مساعدتها للفلسطينيين إذا شكلت منظمة التحرير الفلسطينية التي تقودها حركة فتح حكومة مع حركة “حماس” ، وقال المسؤول إن أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم بلا غموض وبوضوح بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل، وقبول الاتفاقات السابقة والالتزامات بين الطرفين” في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية ، وإذا شُكلت حكومة فلسطينية جديدة فسنقيمها اعتماداً على التزامها بالشروط الموضحة أعلاه وسياساتها وتصرفاتها، وسنحدد أي انعكاسات على مساعدتنا حسب القانون الأميركي.

وسابقا ، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ” جنيفر بساكي” أن الولايات المتحدة تشعر في آن واحد “بخيبة أمل وبالقلق” إزاء إعلان المصالحة الفلسطينية.

المصدر: فراس برس

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن