الموجة الإنتفاضية والمتغيرات الدولية

1

الوطن اليوم / وكالات

منذ بداية الموجة الإنتفاضية ولم تهدا اسرائيل في إجراءاتها وتصريحاتها ومواقفها الرافضة للسلام نتنياهو القادم مؤخرا من الولايات المتحدة الامريكية دون المرور بالبروتوكول المتبع لزيارة الدولة الراعية للسلام يتصرف وكأنه لا يرى احد سوى دولته ويزيد في غيه ويتحدث امام الأيباك ومجلس الشيوخ لتغطية جرائمه اليومية والمتتالية ومؤخرا يتخذ قرارات بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية واغلاق مقرات الحركة الاسلامية الوطنية وهذا قرار خطير بحاجة الى وقفة جادة من الداخل المحتل بكافة مكوناته والا اكلت يوم اكل الثور الابيض ,كل ذلك بل يزيد من الاجراءات اليومية والخطوات الاستفزازية والعراقيل المتبعة تجعل الفجوة تتسع لصالح التصعيد فنتنياهو يبحث عن إرضاءات هنا او هناك في داخل المشهد الاسرائيلي المعقد والذي يزداد تعقيده اكثر فاكثر بل تتجه فيه احزابه نحو الدولة الدينية بامتياز هذه المتغيرات وغيرها لا تراها اسرائيل وكأنها اصابها العمى فالموجه الانتفاضية تدخل الشهر الثالث دون البحث في الاسباب الكامنة خلف هذه الموجهة والى مدى ستستمر وتأثيراتها وابعادها فكل مرة تحاول اسرائيل التصدي لها بطرق امنية تقف مندهشة وعاجزة عن تفسير كل عملية يقوم بها شاب او فتاة مسلحين بأدوات بسيطة ,لم تدرك اسرائيل حتى الأن ان هذا الاسلوب من العمل الفدائي المقاوم غير مخطط له او يخضع للتدريب او التكتيك فلو كان ذلك ستقوم اسرائيل بفك رموز الخطط وتستكشف من خلال اجهزتها الامنية المسؤولين عن ارسالهم وستقوم بتتبعهم وملاحقتهم الى ان تصل لإنهاء هذه العمليات ,ولكن ما يعقد ذلك انها عمليات ارتجالية من الدرجة الاولى
ان الموجة الانتفاضية التي بدأت تأخذ اشكالا وانماطا مختلفة وفريدة من نوعها اعتقد انها لن تهدأ ولن تنتهي حتى تحقيق الهدف التي قامت من اجله وهو وقف كافة اشكال الاسرائيلية اليومية من انتهاكات بحق الفلسطينيين من قتل وحرق واختطاف ومصادرة اراضي واعتداءات من قطعان المستوطنين على ممتلكات المزارعين والمدن المجاورة للمستوطنات وهذا هو السبب الرئيسي والاول فإعادة البناء والاستمرار في منح المزيد من العطاءات يفتح شهية المستوطنين في الاستمرار بتلك الاعمال التخريبية بحق المدنيين الفلسطينيين ,وهذا يذكرنا بالسبب الرئيسي في بداية الموجه الانتفاضية حينما كانت هبة جماهيرية رافضة التقسيم الزماني والمكاني للأقصى المبارك وتحولت هذه الهبة الى موجة انتفاضية اعتقد ان اسبابها لاتزال موجودة ولم يرى الفلسطينيون افاقا للحل فيها فقد تتحول الى ثورة واسعة تشمل كافة الأراضي الفلسطينية دون استثناء , فلم تسعف زيارات كيري المتكررة للمنطقة وبان كي مون وغيرهم من المسؤولين لأن الامر لم يعد كالسابق , وعلى النقيض من ذلك تقوم امريكا بزيادة المساعدات المالية والعسكرية لإسرائيل بل ذهبت بأبعد من ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بأن الاشهر المتبقية من عمر الادارة الامريكية لن تسمح بالعمل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, هذا هو الوجه الحقيقي للراعي الأول لعملية السلام والمفاوضات الفلسطينية ويعتبر هذا الموقف الرسمي للولايات المتحدة الامريكية بمثابة الضوء الأخضر لاستمرار القتل والتنكيل وزيادة الاستيطان ومصادرة الأراضي والاعتداء على المقدسات المسيحية والاسلامية .
ان المتغيرات على الساحة الدولية والاقليمية والعربية تجعلنا اكثر اصرارا واحتياجا لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي قد يصح القول ان هذه الموجة الانتفاضية بدأت بهبة شبابية دون تدخل الفصائل فيها وذلك لا نها انطلقت من القدس بأسباب محددة ولكن حينما تحولت الى خارج اسوار القدس رأينا كيف اكملت الفصائل الفلسطينية جمال ورونق هذه الصورة في ملحمة التحدي للبقاء والحفاظ على الهوية وذلك من خلال الدور الحاضن والأدوار الأخرى الملقاة على عاتقها فهي الفطرة الطبيعية التي تولد مع كل حدث او هبة او انتفاضة او ثورة بتاريخ هذا الصراع المرير مع المحتل على مدى تاريخ وعمر الثورة الفلسطينية ولكن هذه المرة جاءت بنوع من الحكمة وما قد يفيد الحالة التي نعيش فوسائل الإعلام المسموع والمقروء لم تسكت ولم تتخدر جهدا بل طورت من أدائها وأبدعت أحيانا.
ان التطور الطبيعي والتدرج لما يحدث وتزايد في اعداد العمليات الفردية والتزايد في المواجهات والاصابات يؤكدا ان هذه الموجة الانتفاضية ستتسع خلال الفترة القادمة الى ثورة تتطلب من فلسطينيا الى عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية بشكل سريع يوضع على جدول أعماله الاتفاق على اهداف الانتفاضة وتشكيل قيادة ميدانية تنسيقية شبابية والاتفاق على استراتيجية وطنية ناظمة للشعب الفلسطيني , بدون ذلك لا يمكن ان نستفيد سياسيا من هذه الثورة فالشباب الذي يخرج يوميا لمواجهة الاحتلال في داخله غصة كبيرة
لإنه لا يستطيع اليوم الخروج مناديا بإنهاء حالة الفساد الذي بدأ يزداد وايضا انهاء الانقسام لقد اثبتت تجربة الخليل حينما خرجت الجماهير بعشرات الآلاف تنادي باستعادة جثامين الشهداء ان هذه الجماهير خرجت واصرت على هدفها ستكسر قرارات الاحتلال أيا كانت فاستعادة جثامين شهداء الخليل ليس العبرة فيها اعادة الجثامين فحسب بل ان هناك قرار كابينت قد كسر يا سادة فالخليل اليوم تسطر اروع نماذج البطولة هذه المحافظة ذات الطبيعة المختلفة نوعا ما جغرافيا وعشائريا ومن نقاط التماس مع المحتل وكونها غير منزوعة السلاح شكل حالة فريدة من العطاء للوطن علينا الوفاء لدماء شهدائها وجرحاها واسراها, علينا ان نكون مقنعين وموحدين حتى نستطيع اقناع المجتمع الدولي بما نريد والى اين نحن ذاهبون في اجواء ملبدة بالغيوم وازمات تعصف في المنطقة العربية والدول المؤثرة في العالم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن