النقاط التسعة.. ماذا سيحمل “الرئيس عباس” بجعبته لـ “الرئيس الأمريكي”؟

دونالد ترامب ومحمود عباس
دونالد ترامب ومحمود عباس

بدأ العد التنازلي للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس الامريكى دونالد ترامب، والذي حدده له في الثالث من ايار/مايو في محاولة لإحياء جهود السلام مع إسرائيل.

أمريكا وفق ما أعلنه شون سبايسر المتحدث باسم الرئاسة الأميركية أن “هذه الزيارة ستتيح إعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة وكذلك المسؤولين الفلسطينيين بالسعي والتوصل في النهاية إلى اتفاق يهدف إلى وضع حد للنزاع”، تزامنا منع تسريبات عن مسودة من تسعة نقاط وضعت من قبل الإدارة الأمريكية ستقدم للرئيس عباس من أجل إنعاش عملية السلام .

النقاط التسعة والتي كشفتها مصادر مطلعة وموثوقة وفق ما نشره صحيفة القدس المحلية امس، ان الفريق الاميركي المكلف بإعداد خطة واقتراحات لانعاش عملية السلام والبحث عن حل قد صاغ مسودة من تسع نقاط وسيتم تقديمها الى الرئيس ترامب كما ستتم مناقشتها بين الوفد الفلسطيني المقرر ان يزور واشنطن خلال ايام والطاقم الاميركي بهدف التوصل الى مقترحات متفق عليها ويبحثها ابو مازن وترامب.

والنقاط التسع وفق الصحيفة هذه هي سلبية جدا ويبدو من المستحيل التزام السلطة الفلسطينية في معظمها، ومنها توقف السلطة عن دفع رواتب لعائلات الشهداء والاسرى والتزامها بوقف تحويل الاموال الى قطاع غزة، وعدم الاعتراض على استمرار الاستيطان بشرط عدم بناء مستوطنات جديدة، والشراكة الفلسطينية الفعالة لما اسموه «محاربة الارهاب» ووقف كل اعمال العنف ضد اسرائيل. ومن هذه النقاط ايضا موافقة السلطة على اشراك دول عربية، مثل السعودية ومصر والاردن والامارات، بأية مفاوضات مع اسرائيل، مقابل ذلك تتعهد الادارة الاميركية بالعمل على حل الدولتين ومواصلة دعمها للفكرة، ولكن بدون تحديد اية حدود لكل دولة، وتدعو السلطة الى استئناف المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة.

ابتزاز الجانب الفلسطيني

وأمام عملية الابتزاز التي سيتعرض لها الجانب الفلسطيني رأى تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفق ما رصده تقرير” وكالة قدس نت للأنباء” ، أن الإدارة الأميركية تحاول ابتزاز الجانب الفلسطيني بمثل هذه المطالب الاستفزازية ودفعه نحو عقد صفقة مشبوهة يتنازل بموجبها عن استقلاله وحقوقه وكرامته مقابل تمسكها اللفظي بحل الدولتين وتأجيل نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة وهو ما يشكل في حالة الاستجابة لها خفض سقف الموقف السياسي الفلسطيني والتسليم بشروط التسوية السياسية لحكومة بنيامين نتنياهو بكل ما تنطوي عليه من استسلام سياسي كامل وتصفية سياسية كاملة للحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني والتي كفلتها القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني والعربي – الإسرائيلي.

وأكد خالد أنه “أشرف للجانب الفلسطيني إلف مرة رفض صك الاستسلام، الذي تعرضه الإدارة الأميركية، وعدم الدخول أصلا مع واشنطن في مناقشة مقترحاتها والانتقال عوضا عن ذلك الى ترتيب أوضاع البيت الفلسطيني من الداخل”.

الرئيس عباس بين الاستجابة والرفض

ويبقي السؤال إلى اى مدى يمكن أن يستجيب أو يرفض الرئيس عباس الاشتراطات الأمريكية عليه، وذلك في ظل التقارب الامريكي الإسرائيلي وصعوبة جسر الفجوة لتحقيق تقارب ما بين الرئيس عباس و نتنياهو، علما ان الرئيس عباس أعرب عن استعداده للقاء نتنياهو في أي وقت في واشنطن، تحت رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

الكاتب والمحلل السياسي سميح شبيب يجيب على ذلك قائلا:” لعله من نافلة القول، إن حدثاً، بحجم لقاء الرئيس، محمود عباس (أبو مازن) مع الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، ستسبقه اجتهادات وأقاويل، واستشرافات، لهذا الحدث، ما يكتب هذه الأيام، وقبل اللقاء، وما يتم تداوله من معلومات، من الطبيعي، ان يخدم اصحاب هذا التوجه السياسي او ذاك.

بعض هذه «المعلومات»، يتحدث عن اشتراطات أميركية، وبعضها الآخر، يتحدث عن ضغوط، تمارس على م.ت.ف، ورئيسها، قبل اللقاء الفلسطيني – الاميركي. بعضها الآخر، يربط ما بين اجراءات السلطة، خاصة، فيما يتعلق بملف غزة، وبين اللقاء المنتظر.

وأضاف شبيب الكاتب في جريدة الأيام وفق ما رصده تقرير “وكالة قدس نت للأنباء”، أن أكل ذلك يدور، ما قبل اللقاء، ليرسم صورة تقريبية، لما بعده .. وحقيقة الأمر، لا تزال لقاءات الرئيس الاميركي، ترامب، مع الأطراف الرئيسة في الشرق الاوسط، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، تدور في اطار التفكير والاستماع، بصوت واضح، بين الادارة الاميركية من جهة، وبين تلك الأطراف، وهي: اسرائيل، المملكة الاردنية الهاشمية، جمهورية مصر العربية، ومن ثم م.ت.ف، ممثلة برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس.

من الصعب جسر الهوة

واوضح الكاتب ان اسرائيل ستحاول دون شك، اضاعة الوقت، او طرح مسارات من شأنها اضاعة الموضوعات الاساسية، كسباً للوقت، وتملصاً من استحقاقات جدية، خاصة فيما يتعلق بموضوع الاستيطان، والبدء في المفاوضات الجادة، وتدرك الادارة الاميركية، الجديدة، في عهد ترامب، استحالة القفز عن الرقم الفلسطيني، وتجاوز م.ت.ف والسلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي، مسايرة حكومة نتنياهو فيما تذهب اليه.

ونوه الكاتب في مقال له بعنوان ما قبل لقاء القمة الأميركي – الفلسطيني ، أنه سيكون من الصعب، ان لم نقل المحال، او شبه المحال، على ادارة ترامب، جسر الهوة، بين الموقف الاميركي، الآخذ في التشكل والتبلور، بشأن الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وبين موقف حكومة نتنياهو، وبالتالي، فإن استشراف المستقبل القريب، لسياسات الولايات المتحدة، في الشرق الاوسط، بات امراً ممكنا، ذلك ان مصالح الولايات المتحدة، المالية والتجارية، اضافة للسياسية، ونفوذ الولايات المتحدة، في الشرق الاوسط، باتت تقتضي، مواقف اميركية، بشأن الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، مقبولة، الى حد ما، من الدول العربية والاسلامية، في هذا الشأن.

وسيطرح الرئيس محمود عباس، رؤيته للحل، على اساس الدولتين، وسيحدد مرجعيات الحل، بوضوح وجلاء، وسيطالب الولايات المتحدة بمواقف واضحة ازاء ذلك، لم يعتد الرئيس محمود عباس، على ممارسة السياسة، بوجهين، ولم يعتد الاذعان لضغوط خارجية، ان مورست عليه، سيعلن مواقفه، بوضوح وصراحة، وسيضع شعبه، في صورة الوضع القائم، بكل ابعاده. القول لشبيب

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن