اليهود الهاربون من القدس يفوقون القادمين إليها

إحصائية: أكثر من 29 ألف مهاجر وصلوا إلى

كشفت معطيات جديدة نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية عن ارتفاع معدلات الهجرة الداخلية لليهود من القدس إلى مدن أخرى لأسباب أمنية واقتصادية، وهي معدلات تعتبرها الأوساط السياسية مقلقة ويجري نسفها عكس ما تشتهيه الرواية الأيديولوجية الإسرائيلية.

ووفق المعطيات فقد غادر 17654يهوديًا القدس خلال العام الإحصائي الأخير 2016-2017، منهم 6500 شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، فيما غادرها 11154 شخصا من عمر 30 حتى 60 عاما، ومقابل هذه الهجرة وفد للقدس في المدة نفسها 9702 من الشباب والشابات تتراوح أعمارهم بين 19 و46 عامًا.

هذه المعطيات سجلت ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة مع العام الإحصائي السابق (2015-2016) الذي سجل خلاله مغادرة 13640 يهوديًا من عمر 19 حتى 46 عاما مقابل دخول 7320 شابا وشابة للمدينة في المدة ذاتها.

ويستدل من المعطيات التي نشرت قبل أيام أن معظم من يصل للعيش في القدس هم من اليهود المتشددين “الحريديم” الذين يأتون لأهداف أيديولوجية من مستوطنات بعيدة عن المدينة ومن مدن مهمشة مثل “نتيفوت” و”بيت شيمش”.

انعدام الأمن

وكان لكل من مدن أسدود والعفولة و”يفني” في الداخل الفلسطيني المحتل الحصة الأكبر باستقبال اليهود المهاجرين من القدس والذين رأوا فيها ملاذًا آمنا مقارنة بالمدينة المحتلة التي ضاقت بهم بسبب انعدام الأمن بها وتناقص فرص العمل.

وهبطت القدس من الدرجة الرابعة إلى الثالثة من حيث الخدمات التربوية والتعليمية والنفسية والطبية بعد إغلاق الكثير من المراكز التي تؤوي الطلبة بعد دوامهم المدرسي وتوفر لهم وجبة غذائية ومساحة ترفيهية بعد إنجاز واجباتهم المدرسية. وتعتبر هذه المراكز من مظاهر الرفاهية في المدن، ومع تقليصها غادرت الكثير من العائلات اليهودية القدس.

ويرى مراقبون بأن المعطيات الجديدة حول الهجرة الداخلية تشكل صفعة للرواية الرسمية الإسرائيلية التي تواصل الليل بالنهار للترويج لمدينة القدس على أنها “عاصمة إسرائيل” التي تنعم بالأمن والأمان والمدينة السياحية الساحرة التي تتلاقى بها الأديان، وأتت دائرة الإحصاء لتسحق الرواية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.

وأرجع هؤلاء ذلك إلى الأحداث التي شهدتها مدينة القدس خلال العام المنصرم من هبة البوابات الإلكترونية وعدم توقف العمليات الفردية، ما أدى إلى تجاهل الإسرائيليين قضية الأيديولوجيا وإبقاء الخطر الديمغرافي على سلم أولوياتهم، وانتقلوا للبحث عن مصدر الرزق الثابت والرفاهية والأمان قبل هذا وذاك.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن