انضمام المغرب للإيكواس في غرب إفريقيا

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

يحاول المغرب الانضمام الى المجموعة الاقتصادية الإفريقية لدول غرب افريقيا ” ايكواس” مع اقتراب انعقاد القمة الـ52 لزعماء الدول الأعضاء في تلك المجموعة ، والمقرر عقدها في توجو في شهر ديسمبر القادم، ويندرج طلب المغرب بالانضمام الى المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ضمن عوامل تجمع المغرب وتلك الدول عبر روابط انسانية وحضارية وروحية عريقة وعلاقات متميزة من التعاون المثمر والتضامن الفعال.

سبق للمغرب أن حصل على الموافقة المبدئية للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” في يونيو الماضي خلال انعقاد القمة الـ51 لرؤساء دول وحكومات مجموعة “إيكواس” بالعاصمة الليبيرية “مونروفيا” وذلك بعد الطلب الذي تقدمت به في وقت سابق، في انتظار الموافقة النهائية لرؤساء دول وحكومات المجموعة المكونة من 15 دولة إفريقية.

ترغب الحكومة المغربية في الانضمام لمجموعة الإيكواس لتحقيق عدد من الأهداف ذات الطبيعة الاقتصادية في المقام الأول، وذلك على النحو التالي:

1- ترسيخ الشراكة الاقتصادية: حيث جاء طلب المغرب للانضمام لهذه المجموعة الاقتصادية في إطار اتجاه رسمي جديد من المملكة بالتوجه أكثر نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة بعد عودتها للاتحاد الإفريقي ، وتركز المغرب على الشراكة مع دول جنوب الصحراء التي تشكل بالنسبة للمملكة حافزًا اقتصاديًّا مهمًّا، وفي هذا السياق، وقَّع العاهل المغربي “محمد السادس” عشرات الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع زعماء الدول التي زارها ضمن جولاته الإفريقية الأخيرة.

2- تعزيز التبادل التجاري: رغبة المغرب في تطوير وزيادة حجم التبادل التجاري بين الرباط وباقي دول القارة الإفريقية، حيث سجل المغرب حضورًا اقتصاديًّا في العمق الإفريقي داخل 21 دولة إفريقية.

3- زيادة التدفق الاستثماري: تسعى السياسة التوسعية المغربية تجاه دول إفريقيا، لا سيما دول غرب إفريقيا، إلى توفير فرص عمل للشركات المغربية في مختلف المجالات عبر ضخ استثماراتها في هذه الدول.

وفي هذا الإطار تنوعت الاستثمارات المغربية لتشمل: الاتصالات، والمصارف، والتأمين، والعقار، والبناء، والنقل الجوي، والمعادن، والكهرباء، والصحة، والصيدلة، والتجارة، والصناعة، والأسمنت، وتستورد المغرب من إفريقيا نحو نصف احتياجاتها من الغاز وباقي المشتقات النفطية، وتصدر إليها سلع صناعية أو نصف مصنعة، مكونة أساسًا من “مصبرات السمك” والأسمدة الطبيعية والكيميائية.

4- فتح أسواق جديدة: لتنويع مصادر الاقتصاد المغربي ،حيث يؤمن المغرب بقدرات افريقيا على رفع التحديات التي تواجهها، كما يجسد حرص المغرب على المساهمة الى جانب اخوته في النهوض بالقارة الافريقية .

يسعى المغرب عبر محاولات حثيثة الانضمام للإيكواس، وإذا نجحت جهود المغرب في الانضمام لمجموعة الإيكواس الاقتصادية فسيصبح الاقتصاد المغربي ثاني أكبر اقتصاد بعد الاقتصاد النيجيري، حيث تسعى المغرب لعمل شراكة اقتصادية مع نيجيريا باعتبارها العضو الأكثر قوة في هذا الكيان.

المغرب يُعزز وجوده إفريقيًّا بعد استعادة عضويته في الاتحاد الإفريقي، على طريق التضامن والسلم والوحدة التي تجمع الشعوب الافريقية ، وانضمامه للمجموعة الاقتصادية هو في سياق الدافع المشترك والبناء بين تلك الشعوب الافريقية.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن