باراك: لم نهاجم إيران بسبب معارضة القيادة الأمنية وتردد نتنياهو

إيران اخرقت الهاتف المحمول لرئيس الوزراء الأسبق باراك
ايهود باراك

لا ينفي وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، ايهود باراك، أنه خطط ودفع سوية مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى شن هجوم عسكري ضد إيران، بادعاء أنها تطور برنامجا نوويا عسكريا. بل قال خلال مقابلة نشرتها صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ اليوم، الجمعة، إن هدف الهجوم ‘كان جعل الأميركيين يشددون العقوبات (على إيران) وتنفيذ العملية العسكرية أيضا. وأنا كنت صقريا (أي متشددا) أكثر من نتنياهو’.

وأضاف باراك أنه ‘افترضنا أن الأميركيين يعرفون كل شيء، عن الهجوم وأيضا عن المعارضة له من جانب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ورئيس الموساد، مئير داغان، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين، ورئيس الشاباك، يوفال ديسكين. عرفنا أنه يوجد عندنا من يتحدث معهم على أساس يومي’.

وقال باراك إنه تحدث في حينه مع الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي أنهى ولايته في بداية العام 2009، وبعد ذلك مع خلفه الرئيس باراك أوباما، ‘وأوضحت لهما أنه عندما تتعلق الأمور بمسؤولية إسرائيل عن أمنها، فنحن سنتخذ القرار وليس هم. وكلا الرئيسين لم يحبا خطتنا، لكنهما احترما حقنا باتخاذ القرار’. وأضاف أنه قال للأميركيين إن إسرائيل ستبلغهم بالهجوم قبل موعده بساعات قليلة وأنه ‘نحن ملزمون بالحفاظ على عامل المفاجأة’.

ورغم معارضتهم، التزم الأميركيون بتعهداتهم لإسرائيل حتى لو شنت هجوما ضد إيران.

واعتبر باراك أن ‘إيران اختارت تطوير برنامج نووي ليس ردعيا على غرار كوريا الشمالية. وسلاح نووي بأيدي إيران سيغير الوضع في المنطقة من أساسه وقد يتحول إلى مشكلة وجودية بالنسبة لإسرائيل’. لكن قيادة الجيش وكبار الخبراء العسكريين والأمنيين في إسرائيل شددوا مرارا على أن إيران نووية لا تشكل تهديدا وجوديا على إسرائيل.

وأوضح باراك أنه ‘في إسرائيل، يصادقون على شن هجوم عسكري فقط في حال استيفاء ثلاثة أمور: قدرة عسكرية، شرعية دولية ووجود ضرورة لشن هجوم فوري لأنه لا يمكن شنه لاحقا’.

وعن سبب تراجع إسرائيل عن شن الهجوم ضد إيران، قال باراك إن ‘معارضة رئيس أركان الجيش للهجوم لا يمنعه بالضرورة، فالقرار بأيدي القيادة السياسية. لكن عندما جرى طرح الهجوم للنقاش، في العام 2010، قال أشكنازي إنه ليس لديه قدرة عسكرية. وعندما يقول رئيس أركان الجيش إنه لا توجد قدرة عسكرة يكون الأمر قد انتهى، والمصادقة لا تتجاوز العتبة’.

وأشار باراك إلى أنه ‘لأسفي، المعارضون تلقوا الدعم من ديوان الرئيس، شمعون بيرس. ولم أنجح في إقناعه ولا في إقناع المعارضين الآخرين رغم أني استثمرت ساعات كثيرة في هذا الأمر’.

ووفقا لباراك، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، الذي خلف أشكنازي، ‘قال في العام 2011 إن الهجوم خاطئ، لكن توجد قدرة عسكرية. وجمعنا الوزراء الثمانية (الذين شكلوا المطبخ السياسي والأمني الموسع)، لكن الوزيرين يوفال شطاينيتس وموشيه يعالون عارضا الهجوم’.

وأضاف أن ‘نتنياهو لم يبذل جهدا كبيرا لإقناعهما. ومن سنة إلى أخرى تزايدت شكوكي حيال إصراره على شن الهجوم. واقترحت عليه أن يدفع الموضوع الفلسطيني، إن لم يكن من أجل التوصل إلى اتفاق، فعلى الأقل من أجل ضمان دعم دولي واسع للهجوم ضد إيران. ربما أن الحاجة إلى القيام بشي ما في الموضوع الفلسطيني أخافه، أو أن حجم القرار (بمهاجمة إيران) ردعه. وبيبي لا يحب اتخاذ القرارات. أن أحب اتخاذها’.

وقال باراك إنه انشق عن حزب العمل، الذي كان يترأسه ، في العام 2012، ‘فقط بسبب إيران. عندما لم أنجح في إقناع زملائي في العمل، انشققت. ثمة أمور أهم من الحزب’.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن