حل صباح اليوم بالعاصمة اللبنانية بيروت، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في زيارة تستغرق يومين، من المقرر أن يلتقي خلالها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وبعض المسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين.

وتتضمن زيارة كي مون إلى لبنان أيضا زيارة تفقدية سيقوم بها إلى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، إضافة إلى زيارة أحد مخيمات اللاجئين السوريين.

ومن المفترض أن يبحث كي مون مع المسؤولين اللبنانيين الجهود المبذولة في إطار مكافحة الإرهاب وموقف المجتمع الدولي المؤيد لهذه الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية من أجل الحفاظ على الاستقرار ومنع تمدد الجماعات الإرهابية.

وسيبحث المسؤول الأممي عددا من الملفات الأساسية التي تهم الوضع اللبناني، وسبق أن حاول رئيس مجلس النواب تحديد أهمها من خلال التأكيد على تفعيل دور الأمم المتحدة في حل النزاع القائم مع إسرائيل حول الحدود البحرية وترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان في المناطق “المتنازع عليها” في الحدود البحرية وتأثيراتها على حصة لبنان من الغاز في الحقول المشتركة، وبالتالي خسارته لجزء أساسي من موارده المنتظرة من هذا القطاع.

بري تحدث عن ضرورة قيام الأمم المتحدة بخطوات عملية فيما يتعلق بالدعم المالي الدولي المقرر للبنان من أجل مساعدته في التعامل مع أزمة النازحين السوريين، خاصة أن أعباء النزوح باتت تؤثر على الاقتصاد اللبناني الذي يتراجع تحت ضغط الأزمات الداخلية والخارجية.

الدعم في موضوع أزمة النازحين السوريين سيكون مدار بحث بين بان كي مون ورئيس مجلس الوزراء الذي سيشدد على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات الدولية وتنفيذ الوعود التي أعلن عنها في المؤتمرات الدولية، خاصة في بريطانيا وألمانيا لدعم جهود لبنان في التعامل مع أزمة اللاجئين، ودعم اقتصاده الذي دخل في دائرة الخطر بعد وصول نسبة النمو الاقتصادي إلى دائرة الصفر.

ومن المتوقع أن يثير كي مون في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين أزمة الشغور الرئاسي، وضرورة وضع حد لهذه الأزمة المستمرة منذ ما يقارب السنتين، خاصة في ظل أجواء دولية داعمة ومطالبة بإنهاء هذه الأزمة، وانتخاب رئيس جديد من أجل انتظام عمل المؤسسات الدولية، وإعادة تنشيط علاقات لبنان مع المجمتع الدولي.

زيارة كي مون ترافقت مع تصعيد أمني لافت من قبل الجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة “جرود” بلدة عرسال الحدودية شرق لبنان، حيث قامت هذه الجماعات بتفجير عبوة ناسفة بآلية للجيش اللبناني لدى مرورها بين “وداي الرعيان وعين عطا”، ما أدى إلى وقوع جندي من الجيش اللبناني قتيلا، فيما جرح ثلاثة جنود آخرون.

وعلى الفور قام الجيش اللبناني باستقدام تعزيزات عسكرية إلى منطقة وادي عطا، وقامت مدفعية الجيش الثقيلة وراجمات الصواريخ بقصف جماعات الإرهابيين والمسلحين في منطقتي جرود عرسال ورأس بعلبك.

ومن المقرر أن يقوم بان كي مون بعد انتهاء زيارته إلى لبنان بالانتقال إلى العراق للقاء المسؤولين العراقيين، وفي مقدمتهم رئيسا الجمهورية فؤاد معصوم والوزراء حيدر العبادي لبحث الجهود التي تبذلها الدولة العراقية على صعيد مكافحة الإرهاب والمعركة التي تحضوها ضد تنظيم داعش من أجل استرداد المناطق التي سيطر عليها هذا التنظيم، إضافة إلى تفعيل العملية السياسية الإصلاحية التي تقوم بها الحكومة إلى جانب المعركة العسكرية.