بتضامنه مع الغوطة.. وقفات إنسانية لـ”رونالدو” مع مضطهدي العالم

بتضامنه مع الغوطة.. وقفات إنسانية لـ

رغم تألقه اللافت منذ وصوله إلى قلعة “سانتياغو برنابيو” وارتداء قميص نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد، صيف عام 2009، آتياً من صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي، دأب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على التفاعل مع مختلف القضايا الإنسانية التي يُعاني منها العالم بأسره، وخاصة العالَمين العربي والإسلامي.

وبدد نجم الكرة البرتغالية بتضامنه المستمرّ مع المعاناة التي يعيشها مضطهدون في العالم على مدار السنوات الـ 5 الماضية، الصورة النمطيّة التي ارتبطت بأذهان جماهير “اللعبة الشعبية الأولى في العالم”، والتي وضعت “الدون” في فئة الشخصيات “المغرورة” و”الأنانية” و”المتعجرفة”.

ضحايا “الغوطة”

“جديد” رونالدو هذه المرة تضامنه مع أهالي “الغوطة الشرقية”؛ إذ نشر مقطعاً مصوّراً على حساباته المختلفة بمنصّات التواصل والشبكات الاجتماعية يُظهر قصف النظام السوري الأحياء السكنية في الغوطة المحاصرة في ريف دمشق، إضافة إلى صرخات عالقين تحت الأنقاض ونداءات استغاثة من الدفاع المدني للبحث عن ناجين أو مصابين تحت الركام.

ولخّص الفيديو الحرب السورية المندلعة منذ سبع سنوات في عدة أوصاف بات يُعانيها أطفال سوريا؛ بـ “سبع سنوات من القذائف، الخوف، الاشتباكات، الألم، المعاناة، الصدمة، الرصاص، الصراخ، الكوابيس، الدمار، الحرب”، في حين كتب نجم الكرة البرتغالية، مُعلّقاً على الفيديو: “كن قوياً، كن مؤمناً، لا تستسلم أبداً”.

وتضمّن الفيديو شخصاً يحاول الهروب من القصف العنيف، قبل أن يظهر شخص يختبئ خوفاً من الموت، ثم تظهر امرأة يبدو أنها فقدت أطفالها بالقصف نفسه، في مشهد مؤثّر للغاية، مذكِّراً بمرور سبع سنوات على استمرار موت الأطفال والضحايا بسبب الحرب، داعياً لـ “إنقاذ الأطفال”.

ونشر رونالدو هذا الفيديو كجزء من حملة لمنظّمة “أنقذوا الأطفال”، التي يُعدّ أفضل لاعب بالعالم في العامين الماضيين أحد سفرائها منذ عام 2013.

وتتعرّض “الغوطة الشرقية” لقصف مُدمّر بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ من قِبل قوات النظام السوري، بإسناد من الطائرات الروسية، على المدنيين العزل، وسط حصار فتك بكل مقومات العيش هناك، حيث اللاحياة.

أطفال سوريا

ولم تكن هذه المرة هي الأولى التي يتعاطف فيها “صاروخ ماديرا” مع السوريين؛ إذ نشر أواخر ديسمبر 2017، مقطعاً مصوَّراً أعلن من خلاله دعمه المطلق لأطفال سوريا، وقال في رسالته القصيرة التي نشرها في مختلف حساباته الرسمية على مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية: “مرحباً، هذا الفيديو لأجل أطفال سوريا. نحن نعلم أنكم تعانون كثيراً”.

وأضاف قائلاً: “أنا لاعب كرة قدم مشهور جداً، لكن أنتم الأبطال الحقيقيون. لا تفقدوا الأمل، العالم معكم، نحن نهتم لأمركم، أنا معكم”.

وفي مارس من العام الفائت أيضاً، كتب نجم خط هجوم نادي العاصمة الإسبانية: “اليوم أفكّر في أطفال سوريا أمثال عُمر الذي يحلم بأن يصبح حلاقاً، أنقِذوا أطفال سوريا”.

ونشر قائد منتخب البرتغال صورة له برفقة نجله جونيور رونالدو، وهما مُمسكان بصورة للطفل عُمَر، الذي أشار إليه بأنه يحلم بأن يُصبح حلّاقاً من خلال رسوماته.

وفي سبتمبر 2015، دخل رونالدو برفقة الطفل السوري زيد أسامة إلى أرضية ملعب “سانتياغو برنابيو”، قبل مباراة فريقه ريال مدريد أمام غرناطة، ضمن لقاءات الدوري الإسباني لكرة القدم.

وكان الطفل زيد ووالده أسامة عبد المحسن قد تعرّضا للعرقلة من قبل صحفيّة مجرية في إحدى المدن جنوب المجر، أثناء محاولتهما الفرار من الشرطة المجرية، ليتواصل معهما مدير لمدرّبي كرة القدم في مدينة خيتافي الإسبانية، بعد رؤيتهما في الأخبار؛ بهدف مساعدتهما، وهو ما حدث بالفعل؛ إذ عُيّن مدرّباً لفريق الناشئين لنادي خيتافي الإسباني، كما زار مقرّ النادي الملكي ملتقياً رئيس النادي، فلورينتينو بيريز، وعدداً من نجوم “الملكي”.

أطفال فلسطين

ولم يتوقف تضامن رونالدو مع أطفال سوريا فحسب، بل كان لأطفال فلسطين نصيب؛ بعدما استقبل نجوم ريال مدريد وفي مقدّمتهم “CR7″، الطفل أحمد دوابشة، في مركز تدريب النادي الملكي، منتصف مارس 2016.

ويُعد “دوابشة” الناجي الوحيد من إحراق منزل عائلته على يد مستوطنين إسرائيليين، حيث استشهد شقيقه الرضيع على الفور ووالداه في وقت لاحق، في قرية “دوما”، قرب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، صيف 2015.

واستُقبل “دوابشة” بحفاوة من رونالدو والويلزي غاريث بيل والبرازيلي مارسيلو والفرنسي كريم بنزيما، والتقط معهم الصور التذكارية.

وبث تلفزيون ريال مدريد آنذاك صوراً عن اللقاء بين اللاعبين والطفل الفلسطيني وهو يرتدي القميص المقدَّم له، والذي يحمل الرقم “7” العائد لرونالدو وعليه اسم “أحمد”.

وخلف استقبال نادي العاصمة الإسبانية للطفل الفلسطيني ردود فعل مرحّبة على نطاق واسع في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ووصف مغرّدون آنذاك “لفتة” ريال مدريد بأنها “أخلاق رياضية عالية”.

مسلمو “الروهينغا”

لفتات النجم البرتغالي لم تنحصر بالعالم العربي، بل امتدّت إلى العالم الإسلامي؛ بتضامنه منتصف فبراير 2018، مع أطفال مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان التابع لدولة ميانمار بقارة آسيا، داعياً لضرورة إنقاذهم من بطش النظام الحاكم.

وقال رونالدو عبر موقع التغريدات القصيرة “تويتر”: “عالم واحد.. جميعاً نحب أطفالنا.. من فضلكم ساعدوا لاجئي الروهينغا”.

وربط رونالدو تغريدته بصورتين؛ الأولى له مع أبنائه، والثانية لأبٍ من مسلمي الروهينغا يحمل ابنه، ودعم تغريدته برابط إلكتروني بعنوان “أنقذوا الأطفال”.

وأودت مجازر يرتكبها جيش ميانمار ومليشيات بوذيّة بحياة أكثر من 9 آلاف من الروهينغا، في الفترة ما بين 25 أغسطس و24 سبتمبر الماضيين، بحسب منظمة “أطباء بلا حدود”، كما لجأ أكثر من 650 ألفاً من الروهينغا إلى الجارة بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.

وتصنّف الأمم المتحدة الروهينغا بأنهم “الأقلية الدينية الأكثر تعرّضاً للاضطهاد في العالم”.

تجدر الإشارة إلى أن نجم ريال مدريد يحرص على المشاركة في مبادرات إنسانية، وساهم في مناسبات سابقة في تحقيق أمنيات العديد من الأشخاص في ظروف صعبة عبر أنحاء العالم، كما عبّر عن مساندته ودعمه للعديد من ضحايا المآسي الإنسانية.

تألق لافت

وتزامناً مع مبادراته الإنسانية يتألّق رونالدو فوق “المستطيل الأخضر” في السنوات الأخيرة؛ حيث توّج بجائزة “الكرة الذهبية” التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية الرياضية المتخصّصة لأفضل لاعب في العالم، 5 مرات؛ أعوام 2008 و2013 و2014 و2016 و2017، ليعادل رقم غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي “أيقونة” برشلونة الإسباني.

بينما ينفرد “الدون” البرتغالي بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بجائزة “أفضل لاعب” التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، 3 مرات، متفوّقاً على ميسي الذي ظفر بالجائزة الفردية في مناسبتين.

ومنذ استحداث جائزة “الأفضل” الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم، لم تعرف الجائزة الفردية فائزاً بها سوى رونالدو، الذي توّج بها عامي 2016 و2017.

يشار إلى أن رونالدو يُعد الهداف التاريخي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، برصيد 118 هدفاً، بفارق 20 هدفاً عن أقرب ملاحقيه؛ غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.

 

هذا المحتوى من (الخليج اون لاين)

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن