بشارة: المقاومة قالت لـ”إسرائيل” دخول الحمام ليس كالخروج منه

عزمي بشارة

أكد عزمي بشارة، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية عما يحدث في غزة، وقال إنها تتصرف بالمنطقة وكأنها ساحتها الخلفية وعلى الآخرين أن يتحملوا كل ضروب الجنون التي تقوم بها.

وأضاف بشارة في لقاء سابق مع الجزيرة أن قرار “إسرائيل” بالحرب على غزة ليس عفويا، لكنه مدروس ونابع من قرار سياسي للحكومة المصغرة، مشيرا إلى أنهم “كمن قفزوا على فرصة أتيحت لهم”.

وحول رؤيته لمستقبل هذا التصعيد في غزة، قال بشارة إن “إسرائيل” متعجلة لوقف إطلاق النار، لكن المقاومة في غزة ترد بأن “دخول الحمام ليس كالخروج منه”، بحسب وصفه.

واعتبر أن السلطة في رام الله في وضع صعب، لأنها تولت مسؤوليات ووظائف، لكنها كلها ارتبطت بوظائف أمنية، مطالبا الفلسطينيين هناك بالوقوف مع إخوانهم في غزة، وأن يتصلبوا بمواقفهم، كما طالب السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، والتصعيد باتجاه الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وردا على سؤال حول سر صمود غزة رغم الحصار المفروض عليها منذ سنوات، والحروب التي شهدتها، قال بشارة إن ما يجب أن نفهمه أن المعركة في غزة هي معركة ضد أصحاب قضية، لأن أهل غزة بأغلبيتهم الساحقة لاجئون، لذلك فهي مخيم كبير للاجئين الذين يعانون من حصار ليس له مثيل على الإطلاق في التاريخ.

وأضاف أن شعب غزة بأكمله محروم من البناء والسفر والانفتاح على العالم، وفي أسوأ التفسيرات فليس أمامهم إلا الصمود، فأين يذهبون وقد أغلقت الأبواب والحدود في وجوههم.

وأشار إلى أن أهل غزة تعلموا من التجربة الطويلة منذ الانسحاب الإسرائيلي عام 2005 أن يخزنوا المؤن ويحضروا أنفسهم لمثل ما يحدث لهم الآن، حتى وصلنا إلى مقاتلين يصنعون صواريخ في الأنفاق، لذلك فوجئت “إسرائيل” برد المقاومة ومدى صواريخها الذي وصل لعمق “إسرائيل”.

وبشأن تأثير هذه الحرب على المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية، اعتبر المفكر العربي أن الوحدة الوطنية ليست قضية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، لكنها قضية الوحدة بين الضفة الغربية وغزة، وهو ما لا تريده إسرائيل ولديها مخططات بشأن وضع غزة الداخلي، لكنه أكد أن الوحدة الوطنية ستخرج من هذه الحرب أكثر رسوخا.

وبينما يتصاعد العدوان الإسرائيلي، يرقب المحيط الإقليمي هذا العدوان في حال أقرب ما توصف بالتحرك في نفس المكان، وتراجع خطاب التنديد إلى أدنى مستوى ممكن، وهو ما فسره بشارة بأن المنطقة تمر بمرحلة صراع على وجودها، وتصنف الأمور والحركات بموجب “معي أو ضدي”، ويعتبرون قضية فلسطين أداة يمكن أن تستثمر في “الديماجوجية” وفي تأجيل حل القضايا.

وبشأن ما يوصف بـ”محور المقاومة والممانعة”، قال بشارة إن هذا المحور لم يتدخل يوما في ما تعرضت له غزة، وهو الآن مشغول بالحفاظ على حكمه، في سياق الجو العام التحريضي على التيار الإسلامي
وأضاف “نعيش مرحلة تاريخية مصيرية تشبه وضعنا بعد هزيمة الدولة العثمانية، والتي ملأ الفراغ وقتها الاستعمار”، مشددا على ضرورة إدراك أهمية فكرة العروبة وفكرة الدولة كبديل عن التوجهات الطائفية والتي قد تؤدي للتشرذم والتفكك”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن