بعد الاستغناء عن فضل شاكر.. مطربون وملحنون وشعراء يؤيدون عودته للغناء: “حالة فنية فريدة”

فضل شاكر

فاجأ الجميع وأحدث حالة من الذهول بين محبيه وعشاق صوته العذب الجميل، فلم يصدقوا للوهلة الأولى التى رأوه فيها يغنى ويعزف على آلة البيانو، أن المطرب اللبنانى فضل شاكر، عاد مجدداً للغناء بعد فترة غياب دامت ما يقرب من 5 سنوات، استطاع «فضل» أن يصبح حديث الجميع بعد طرح أغنية «شبعنا من التمثيل» تتر مسلسل «لدينا أقوال أخرى» للفنانة يسرا، ومن كلمات الدكتور مدحت العدل وألحان عمرو مصطفى، سبقها طرح أغنية «ليه الجرح» التى طرحها منذ أيام على موقع «أنغامى» وحققت نجاحاً كبيراً بالتعاون مع الملحن وليد سعد، كلمات هانى عبدالكريم وتوزيع عادل عايش.

ولكن حالة الاحتفاء من الجانب المصرى لم تستمر طويلاً أمام غضب الجانب اللبنانى من فضل شاكر.

وتعالت مطالبات لشركة «العدل جروب» بوقف التعاون مع فضل شاكر، وهو الأمر الذى استجابت له الشركة بسرعة كبيرة من جانبها، حيث أصدرت بياناً صحفياً أعلنت عبره الاستغناء عن صوت فضل شاكر من تتر مسلسل «لدينا أقوال أخرى»، المشارك فى سباق الدراما الرمضانية، وأضاف البيان: «تعلن الشركة احترامها وتقديرها للشعب اللبنانى وجيشه الباسل، ونظراً للعلاقات الفنية والتاريخية بين مصر ولبنان، التى أثمرت عن اعتبار الفنان اللبنانى مصرى الهوية والعكس صحيح، فإننا عندما فكرنا فى الاستعانة بالفنان فضل شاكر لغناء تتر مسلسل الفنانة يسرا كانت اعتباراتنا فنية بحتة، ولم يدر بخلدنا أن مشكلته ما زالت قائمة، فلما علمنا أن مشكلته لم تحل وهناك علامات استفهام حول موقفه القانونى، ونظراً لاعتقادنا الدائم أن الفن يوحد الشعوب ولا يفرقها فإننا احتراماً لمشاعر الأخوة فى لبنان قررنا الاستغناء عن صوت فضل شاكر، نحن نكن ونحترم كل المشاعر وليس فى نيتنا إلا الفن والانتصار له»، وهو الأمر الذى علق عليه فضل شاكر بشكل مقتضب تماماً عبر حسابه على «فيس بوك»، حيث أعاد نشر بيان شركة «العدل جروب»، قائلاً: «هذا ما يؤلمنى فى حياتى».

«عبدالكريم»: يمتلك موهبة غنائية لا يمكن مقارنتها بأخرى.. و«برجى»: القضاء من يحكم وليس «السوشيال ميديا»

كانت السنوات الـ5 الماضية فترة فارقة فى عمر الوطن العربى، كانت أيضاً الأغرب فى حياة الملقب بـ«ملك الإحساس»، حيث شهدت سيناريوهات درامية غريبة على كل من عرفه، منها انضمامه لجماعة محظورة ببيروت، واتهامه بقتل جنديين فى الجيش اللبنانى، تلك القضية التى حكم عليه فيها بالسجن 15 عاماً، ما دفعه للهروب والعيش فى مخيمات عين الحلوة، ورغم غيابه فيها عن الساحة الفنية، فإن أصدقاءه وكل من أحبوه رفضوا الاتهامات التى وجهت ضده، وأصروا على الدفاع عنه ومساندته فى محنته، وحجتهم أن فضل يمتلك صوتاً وإحساساً يستحيل أن يكون صاحبه شارك فى جريمة قتل.

ويقول الشاعر هانى عبدالكريم، الذى يعد من أقرب أصدقاء المطرب اللبنانى فى مصر، وقدم له عدداً من أهم أغنياته، منها «بنسى العالم» و«نسيت أنساك»: «العمل مع فضل شاكر له مذاق مختلف، ربما قد تعاونت مع أهم وكبار مطربى الوطن العربى، ولكن فضل حالة غنائية مختلفة تماماً، ولا يمكن مقارنتها»، وأضاف لـ«الوطن»: «حينما أستمع لكلماتى بصوت فضل أشعر بأن ما كتبته غير ما أسمعه، ففضل لديه حالة فريدة وهو يتغنى بالكلمات، ولذلك لا أرى أن هناك أى شخص يرفض فكرة عودته للغناء، فنحن منتظرون عودة هذا الرجل لمكانته لكى يملؤها بصوته من جديد، فهو من وجهة نظرى أفضل من غنى فى الجيل الحالى، ويكفى إحساسه ورقة صوته وهو يشدو بكلمات أغنياته المصرية واللبنانية».

أما الفنان والملحن زياد برجى، الذى هوجم كثيراً بسبب دفاعه عن «فضل»، فيتحدث عن شكل علاقته به ورأيه فى عودته، قائلاً: «علاقتى مع فضل شاكر مستمرة منذ أكثر من 20 عاماً، وأستطيع أن أقول إن فضل ساندنى كثيراً فى محن شخصية لم يقف فيها معى غيره، وربما بسبب مساندتى له أصبح البعض يتهمنى بتعاطفى مع داعش، ولكن كل ما أستطيع قوله فى تلك الأزمة أن لو فضل مدان فى الاتهامات التى وجهت له بشأن الهجوم على الجيش اللبنانى، فأنا مع القضاء أن يحكم عليه كما يرى»، وتابع: «ولكن فى حال براءة فضل، فهذا الأمر سيكون انتصاراً كبيراً لنا جميعا كفنانين، فالجميع سيرى أن الفنان الذى أخطأ فى لحظة ما وذهب لنصرة أفكار متطرفة، رفضها وعاد لمكانه من جديد، فالذى يحكم فى النهاية على الفنان القضاء العادل وليس ساحات مواقع التواصل الاجتماعى كالفيس بوك وتويتر».

«تعاونت مع فضل فى أغنية واحدة بعنوان من أول عمرى ضمن ألبوم (سهرنى الشوق)»، كلمات قالها المطرب رامى صبرى عن فضل شاكر، مضيفاً: «حينما تعاملت مع فضل وجدته واحداً من أطيب وأنظف الفنانين الذين تعاملت معهم فى حياتى، ربما لم أجد فى أخلاقه وأدبه فى الوسط الفنى سوى عامر منيب»، ويرى «رامى» أن طيبة «فضل» من السهل أن تكون سبباً فى أزمته، لأن أى شخص يمكن أن يقنعه بشىء خطأ وهو ما حدث معه فعلياً، على حد قوله، متابعاً: «كل ما أستطيع قوله لفضل إننى أتمنى أن أراه مرة ثانية يغنى لأنه مختلف تماماً عن أى فنان عربى موجود على الساحة الفنية».

«صبرى»: طيبته سبب أزمته.. لكنه فنان مختلف عن مطربى الساحة الغنائية و«توفيق»: وكلنا معرضون للخطأ

أما وليد توفيق، أشد المؤيدين له، فيقول: «فضل شاكر فنان جميل، وكان فى استطاعته أن يخرج ويعلن عن موقفه السياسى على الملأ أياً كان، ولكن ساعة واحدة انجرف فيها إلى الطريق الخطأ ووضع نفسه فى موقف لا يستطيع أى إنسان الدفاع عنه، وأصبح فى يد القانون والمحكمة، وكل ما أستطيع فعله هو الدعاء له، لأننا فى النهاية معرضون للخطأ»، وأضاف لـ«الوطن»: «أكثر ما يحزننى عندما يخرج فنان عبر وسائل الإعلام ويقول أنا كنت أول فنان هدده فضل شاكر، فبدلاً من أن نهدئ الوضع نزيد الأوجاع عليه، وأنا عن نفسى أرى أن فضل قد يكون بريئاً ولكن عليه أن ينهى مشكلته ويعود لنا من جديد لكونه صوتاً لا يختلف عليه أحد».

الشاعر أحمد ماضى، أحد أقرب أصدقاء «فضل» فى الوسط الفنى اللبنانى، تحدث عن عودة الأخير للغناء، قائلاً: «قلت إن فضل سيعود للغناء، منذ أول يوم أعلن فيه اعتزاله، لأنه لا يستطيع أن يعيش بدون فن، فالوطن العربى سيخسر صوتاً لا يعوض أبداً، أما عن قصة مشاركته فى الإرهاب، فهذا الكلام ليس صحيحاً، فمن يعرف فضل عن قرب يعرف جيداً أنه لا يستطيع أن يقتل فرخة، من عاشره فى طفولته وحتى رجولته يعرف جيداً أنه إنسان أبسط من كل الكلام الذى يقال عنه»، وأضاف: «لو هناك أى إثبات أو دليل لقتل فضل أى شخص من الجيش اللبنانى سأكون أنا وأبى أول الذين يطالبون بمحاكمته، ولكن حتى الآن لا يوجد أى إثبات أو دليل واضح على ذلك، حتى أحمد الأسير الذى كان مشاركاً معه نفى وجود فضل معه فى تلك الواقعة، إذاً على الجميع أن يترك فضل يعود لجمهوره من جديد».

فضل شاكر يعد واحداً من أهم المطربين اللبنانيين الذين حققوا شهرة واسعة فى المنطقة العربية خلال الألفية الثالثة، وكانت ألبوماته الغنائية الأكثر مبيعاً فى الوطن العربى، ومن أبرزها «بياع القلوب» و«خيال» و«سهرنى الشوق» و«بعدا عالبال»، وقدم على الصعيد الغنائى عدداً من أهم الأغنيات الرومانسية فى تاريخ الأغنية العربية مثل «جوايا» و«لو على قلبى» و«يا غايب» و«مأثر فيا» و«ضحكت الدنيا» و«الله أعلم».

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن