بعد العدوان.. نتنياهو يواجه أزمة البيت الداخلي بخيارات صعبة

بلغت الأزمة السياسية لرئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذروتها بعد رفض الأخير الدعوة لحضور اجتماع المؤتمر العام لحزب الليكود في مدينة عسقلان تفادياً لانتقاد أدائه في العدوان على غزة.

القناة الثانية العبرية، كشفت عن تهرب نتنياهو من اجتماع دعا إليه رئيس مركز حزب “الليكود” داني دنون، خشية توجيه انتقادات له على خلفية العدوان الذي استمر 51 يوماً.

وأضافت القناة أن “نتنياهو اختار عقد اجتماع آخر في أحد فرعيات الحزب بمدينة (بيتاح تكفا) ليلة أول من أمس”.

قيادات في حزب الليكود، استنكرت خطوة نتنياهو، ووصفتها بـ”الخطيرة” على وحدة مؤسسات الحزب خاصة في ظل الأزمة بين نتنياهو والأحزاب الأخرى في الائتلاف الحاكم.

وأضافت أن “هذا السلوك دليل على أن نتنياهو لا يحترم مؤسسات الحزب الذي يرأسه”.

دليل الأزمة التي يتعرض لها نتنياهو، أيضاً كما قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، عدم قدرته على الاتفاق على ميزانية 2015، وخشيته عقد اجتماع للحكومة الإسرائيلية أو المجلس الوزاري المصغر منذ انتهاء العدوان على غزة.

الباحث في الشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع، قال لـ”فلسطين”: إن “نتنياهو لم يسبق أن وضع في أزمة كبيرة بهذا المستوى الذي عليه والتي يمكن تلخيصها، في أن الإعلام بات يهاجم نتنياهو في ملفات كثيرة منها إدارة الدولة، و القدرة على ضبط الائتلاف الحاكم، بل باتت شخصيته محط نقاش ساهم في خلق تصورات عن شخصيته ظلّ نتنياهو يدفعها عن نفسه طيلة سنوات حكمه، كالضعف، التردد، و قلة الإدارة مضافاً إلى ذلك أن النقد جاء في سياق الفشل لا النجاح”.

وأشار أبو السباع إلى أن الائتلاف الحاكم منذ الحرب على قطاع غزة تمزق بفك تحالف نتنياهو مع وزير الخارجية ليبرمان، وسادت علاقة نتنياهو برئيس البيت اليهودي خلافات عميقة، كما لم تعد علاقة نتنياهو بالأحزاب الدينية قوية على خلفية تجنيد طلاب المدارس في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى المواجهة مع وزير المالية في ملف موازنة عام 2015.

وتابع، “أزمة نتنياهو الداخلية تطاله في حزب الليكود، إذ تفاقمت أزمة نتنياهو داخل الحزب الذي يرأسه بعد الحرب على غزة، وبات في الحزب تياران، تيار يقوده داني دنون نائب وزير الدفاع المقال على خلفية انتقاده لنتنياهو في الحرب ورئيس المؤتمر العام لحزب الليكود، وتيار يدعم نتنياهو، التيار المعارض يميل في زخمه في مناطق جنوب (إسرائيل) مما يجعله مؤثراً خاصة في ظل الحديث عن فشل نتنياهو في بناء قدرة الردع في الحرب على غزة والفشل في كثير من ملفاتها”.

وطالت الأزمة حسب أبو السباع أزمة الموازنة والموارد، إذ تطالب حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزيادة موازنة الجيش بـ11 مليار شيكل في العام الجاري و11 ملياراً آخر في العام الذي يليه، هذه الزيادة ستأتي على شكل تقليصات على موازنة وزارات مجتمعية، كالتعليم و الرفاه، و الصحة مما تسبب بخشية أن تمس الطبقات الفقيرة والمتوسطة، الأمر الذي سيزيد نسبة المعارضين للحكومة الإسرائيلية.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عماد عواد: “إن نتنياهو يعيش أزمة ترتيب الأوراق سواء كان ذلك على صعيد حزب الليكود أو الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها”.

وأضاف : هذا “الواقع يأتي على خلفية النقد الكبير الذي يتعرض له بسبب إدارة الحرب على قطاع غزة”.

وأشار عواد إلى أن هذا الواقع بات يأخذ المشهد الإسرائيلي إلى إمكانية الدعوة لانتخابات مبكرة، خاصة وأن رئيس حزب البيت اليهودي ووزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بنيت، يهدد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم بسبب الخلافات التي نشبت بينه وبين نتنياهو بسبب طريقة إدارة الحرب على غزة”.

صحيفة معاريف لخصت المشهد السياسي بالمربك، لكنها أشارت إلى أن الإرباك يطال الأحزاب كلها مما قد يضفي حالة من الاستقرار الجبري على أطراف اللعبة السياسية الإسرائيلية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن