بعد القرار الترامبي هل القرار الاستراتيجي المستقبلي حربا على غزة؟

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة : تمارا حداد

قصف هنا وهناك على الانفاق في غزة، صواريخ تُطلق على المستوطنات المتواجدة في غلاف القطاع، واتصالات هنا وهناك، اتصالات لتصعيد المقاومة كاتصال اللواء قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني ” فيلق القدس” مع قيادتي القسام وسرايا القدس بشأن جهوزية المقاومة الفلسطينية، واتصالات اخرى لتهدئة الامور، فأي الاتصالات ستنجح؟ اتصالات تشجع من عملية اطلاق الصواريخ الى عملية عسكرية تودي لحرب على القطاع كالحروب الثلاث الماضية، ام الاتصالات التي تدير ملف التهدئة؟ وهل الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني جاهزين لخوض حرب مدمرة وخاسرة للطرفين؟

لو نظرنا الى الجانب الاسرائيلي وانشغال الشارع الاسرائيلي بالفساد المنتشر في حكومتهم، لرأينا ان الجانب الاسرائيلي غير مستعد الان لدخول حرب، وغير معني بدخول حرب بعد القرار الترامبي الاخير ليس خوفا، بل حتى لا يتورط امام العالم وتعيش اسرائيل عزلة دولية بقدر الذي تعيشه اليوم من انتقاد ولوم على القرار الاخير والذي اعتبر ان القدس عاصمة لإسرائيل، رغم ان القدس حسب القوانين الدولية مازالت ضمن اطار الوضع النهائي والحل الاخير لملف المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.

اما الجانب الفلسطيني والحلقة الاضعف دائما غير مستعد تماما لخوض حربا رابعة حتى لو تلملم شمل محور المقاومة الفلسطينية ورغم دعم ايران وحزب الله بالسلاح والمال، إلا ان الإعداد غير كامل لدخول حربا اخرى تودي بآلاف من الابرياء في غزة فهذه المرة حربا سيخسر فيها الجميع.

كل ما تقوم به الفصائل اليوم هو الحفاظ على الوضع الحالي ، فغزة قادت حروبا ودفعت الثمن، خطاب حسن نصر الله اكد في اكثر من جانب انه يدعم الجانب الفلسطيني المقاوم وسيقدم السلاح والمال وعلى الجانب الفلسطيني توفير الدرع البشري، ولكن الى متى يبقى الفلسطيني يقدم نفسه درعا بشريا؟

الجهاد الاسلامي يدرك مخاطر المرحلة المقبلة اذا خاض حربا لذا يفكر الف مرة قبل الخوض في حرب.

بالنسبة للسلطة الفلسطينية هناك تفاهمات اول بأول مع الجانب الاسرائيلي حول تهدئة الوضع الحالي، المثلث الدائر الان حول ادارة ملف التهدئة، اتصالات قائمة بين قيادات السلطة وبعض قيادات حماس للسيطرة على الوضع الحالي.

دخول حرب لا يجلب الدمار على الجانب الفلسطيني فقط وإنما على الاقليم أجمع، وعلى الدول ايضا.

ترامب اقر بالقرار الاول ولكن هناك في بداية عام 2018 ورقة اخرى في كتاب ترامب سيتم الاعلان عنها بداية العام القادم، ولكن اذا رجعنا الى الوراء وسمعنا خطاب ترامب لرأينا بين السطور والذي اشار فيه في اكثر من مرة جملة السلام الاقليمي، ولكن هل الورقة الاخرى السلام الاقليمي وانتهاء الحروب في منطقة الشرق الاوسط؟

انسحاب روسيا من قاعدة حميميم بطرطوس يعني انتهاء الحرب على داعش في سوريا، ولكن هل يعني انتهاء الحرب في سوريا؟

هل المحور الاقليمي ” ايران ، حزب الله ” بعد حروبه في سوريا والعراق والحرب التي ما زالت مستمرة في اليمن عبر انصار الشريعة ” الحوثيين” ، هل سيخوض حربا اخرى ضد اسرائيل؟ ام كعادته سيستخدم الدرع الفلسطيني يقاوم وإيران بعيدة عن ارض المعركة!

قمة اردنية سعودية يعني ان السعودية تداركت التحالفات الجديدة التي كادت ان تحدث بين الاردن وقطر وتركيا وقد يذهب الى ايران، وموافقة الاردن حضور القمة السعودية اذن رجعنا الى المربع الاول والى محور الاعتدال.

ملاحظة: موقف الدول العربية من قرار القدس في الاعلام يختلف عن الغرف المغلقة بينها وبين اسرائيل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن