بعد تأخر الإعلان عنها.. تخبط في أوساط الفلسطينيين وحكومة التوافق قد تكون شعيرة وليس قمحه

المصالحة الحكومة

كان من المقرر الإعلان عن حكومة التوافق الوطني الفلسطينية أمس الخميس، وقد أعلنتا حركتا “فتح” و”حماس”، تأجيل الإعلان للأسبوع المقبل، لاستكمال المزيد من المشاورات بينهما.

أعلن أمس الخميس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عن تكليفه لرئيس الوزراء بالضفة الغربية رامي الحمد الله، رسمياً بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، مبيناً أنها مهمة صعبة وتحتاج لوقت، بينما تعللت الأخيرة في بيان صحفي لها أن “مشاورات تشكيل الحكومة لازالت بحاجة لعدة أيام لوضع اللمسات الأخيرة عليها قبل الإعلان”.

تأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة وتأجيله إلى مطلع الأسبوع القادم، يزيد من التخمينات والإشاعات المتضاربة، ويعزز توتر الأجواء وتخوف الفلسطينيين، حيث يتساءلون حول المانع والمُعطل للإعلان عن الحكومة، ولا يجدون جواباً سوى التجارب السابقة وما حصدته من فشل.

وقد كثرت التحليلات والتأويلات لدى الشارع الفلسطيني، حيث ذهب البعض باتجاه أن تأخر الإعلان عن الحكومة والاختلاف على وزير الداخلية إنما  يعود لخلافات شخصية، بينما رأى آخرون أن لإسرائيل يد في ذلك وهي التي تقرر من يتولى الداخلية ومتى، وربط آخرون بين الإعلان عن الحكومة ونتائج الانتخابات المصرية.

يشار إلى أنه قد انتهت مساء أمس الخميس، المدة القانونية الأولى لتشكيل حكومة التوافق الوطني البالغة خمسة أسابيع، وتمدد المدة، حسب القانون الفلسطيني، لأسبوعين آخرين لاكتمال مشاورات تشكيل الحكومة وإعلانه.

وكانت مجموعات شبابية خرجت في الـ 27 من الشهر الجاري، للتظاهر في ساحة الجندي المجهول بغزة، “لإدانة ورفض استمرار تغليب المصالحة الذاتية والفئوية من قبل حركتي “فتح” و”حماس” على مصالح الكل الفلسطيني، وتذكيرهم بأن ساعة الصفر قد اقتربت، والشعب لا يريد للتاريخ بأن يعيد نفسه” .

لكن ساعة الصفر حلت، والإعلان عن تشكيل الحكومة تأجل، فخاب ظن هؤلاء الشباب، وخيّم مشهدُ ضبابي على الساحة الفلسطينية، يتخلله ترقب مشوب بحذر وخوف كبيرين.

محمود محمد30 عاماً و سامي حجاج 36 عاماً، كانا يعملان بجوار ساحة الجندي المجهول، حيث انتهت المظاهرة بعد انقضاء منتصف النهار وغادر الجميع، بينما بقي محمود وسامي في عملهما،

سامي اعتبر أن المظاهرة لا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي، وقال لـ “نوى” “نحن في أجواء مصالحة ومثل هذه التظاهرات قد تزيد الوضع سوءً”، وأضاف “أنا متفائل بحكومة جديدة تجلب الخير لنا وتقضي على البطالة، لنعيش في ظروف أفضل”.

بينما تدخل محمود معترضاً “المظاهرة تعبر أننا على اطلاع بما يجري وسنحاسب من يتخاذل في حق من حقوقنا، ونريد مزيداً من التظاهرات”، وأضاف وملامح اليأس تكسو وجهه “حتى الآن لم يعلنوا عن تشكيل الحكومة، يبدو إنها شعيرة كالمرات الماضية”.

في ذاتِ الاتجاه كان رأي محمود هنية 23 عاماً، فقد بين أن ما يسرب من كواليس يوحي بأن بعض الأطراف غير جادة في طريق المصالحة، وأضاف “هذه الأطراف ترى في المصالحة مغنمًا وليس مغرمًا، وبالتالي أعتقد أن التوجه العام لإدارة الرؤية العامة في المصالحة ليس سليمًا”.

كذلك قال محمد الشيخ 27 عاماً “عداد المصالحة انتهى ولم يتم الإعلان عن الحكومة بعد، يبدو أنهم لم يتفقوا والحجة هي من سيكون وزير الداخلية”، وأضاف متسائلاً “ماذا كانوا يفعلون طيلة الأسابيع الماضية ؟”.

ويخالفهما رزق شحادة 31 عاماً، معتبراً أن التأخير سيعود بالخير على الشعب، بينما الاستعجال ليس في مصلحتنا، وقال “صبرنا أكثر من 7 أعوام، ولن يضرنا الانتظار أسبوع آخر”.

بينما يذهب هاني الجزار 38 لتحليل أكثر عمقاً، فقد أوضح أنه منذ البداية تم تحديد موعد الإعلان عن الحكومة الفلسطينية خلال 5 أسابيع وهي المتوافقة مع نتائج الانتخابات المصرية، وقال “يبدو أن فتح وحماس ترغبان في كسب ود النظام المصري الجديد، بتقديم هذا الإعلان كانجاز للفريق السيسي، فعباس يرغب بقطع الطريق على دحلان، وحماس ترغب بتلبية دعوة السيسي بترميم العلاقة وإصلاحها”.

وتابع الجزار”حماس مدركة لخطر بقاءها في السلطة، والقوة التابعة لها تستطيع حمايتها كتنظيم وليس كحكومة”.

أعلى النموذج

من جهته عقب الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله على تأخير الإعلان عن الحكومة، بأن عملية التفاوض تتم بين الطرفين بشكل غير مباشر، حيث تتفاوض حماس مع عزام الأحمد ممثلاً عن حركة فتح، ويقوم الأحمد بدوره بالرجوع إلى رئيس السلطة الفلسطينية والتشاور معه.

وقال في حديث خاص لـ “نوى”، “الوصول إلى اتفاق ليس بالأمر السهل، وقد نجد الخلافات داخل الفصيل الواحد، فما بالكم بين فصيلين مختلفين”.

وبشأن الخلاف على وزارة الداخلية، بين أن كل فصيل يريد ترجمة وجودة على الأرض تعزيزاً لثقته بالقوة التي سيمتلكها، حيث أن الطرفان يريدان أن يستقويان بالسلاح من خلال أداة الشرطة، وأشار إلى أن الحمد لله رفض وزارة الداخلية، إلا أن المحاولات جارية لإقناعه.

وعن كلمة الرئيس الأخيرة التي اعتبر فيها “التنسيق الأمني مقدساً” والتي أثارت جدلاً في الساحة الفلسطينية، قال عطا الله “لا أرى شيئاً غريباً في الأمر، هذه الكلمة قيلت عدة مرات ولكن بشكل غير مباشر، والآن قيلت بهذه الصراحة، كما أن السياسة ليست مقدسة”.

ولفت خلال حديثه لـ “نوى” إلى أن الغريب في الأمر هو صمت حماس تجاه كلمة عباس الأخيرة، موضحاً أن صمتها رغبةً منها في عدم تعقيد الأمور والتعكير على أجواء المصالحة، وأضاف “في حال حدثت خلافات فإن المستفيد الأول هو إسرائيل، حيث سيتضح أن هنالك ملفات يختلف عليها الفصيلين، وحماس تريد أن تفوت هذه الفرصة عليهم”.

المصدر: شبكة نوى

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن