بعد تصريحات السفير القطري.. هل اقتربت الصفقة بين حماس والاحتلال؟

بعد تصريحات السفير القطري.. هل اقتربت الصفقة بين حماس والاحتلال؟

عبد الله عبيد – لأول مرة يخرج السفير القطري محمد العمادي بتصريحات يكشف فيها عن وجود مفاوضات بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، للتوصل إلى صفقة بخصوص قطاع غزة الذي يعاني من حصار دام 11 عاماً، خصوصاً وأنه يعاني من أزمات جمة بعد ثلاثة حروب متتالية على مر سنوات الحصار.

السفير العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة قال في مقابلة خاصة في مقر إقامته في غزة مع وكالة أنباء (شينخوا) “لا يوجد حتى الآن أي صفقة بين حماس وإسرائيل (..) هناك مباحثات بين الطرفين للوصول لهذه الصفقة بوجود الأميركان”.

وأكد العمادي أن الإدارة الأميركية طرحت مؤخرا تنفيذ مشاريع لصالح قطاع غزة تختص بتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء وتحلية مياه الشرب وتوفير عمل وتأهيل المنطقة الصناعية في غزة.

حماس لا زالت صامتة حيال تصريحات العمادي، ولم تُصرح بالنفي أو التأكيد من هذه التصريحات، إلا أن محللون وخبراء بالشأن الإسرائيلي أكدوا في أحاديث مختلفة مع “النجاح” بوجود قنوات اتصال بين حماس وإسرائيل تسير من تحت الطاولة.

وبحسب المحللون فإن قطر إحدى قنوات الاتصال بين حماس وإسرائيل، مشيرين إلى أن تصريحات العمادي تشكل ورقة ضغط على السلطة الفلسطينية للقبول ببعض من مطالب حركة حماس.

لقاءات غير مباشرة

المحلل السياسي الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أوضح أن تصريحات العمادي بهذا الخصوص تؤكد على ما تم تداوله في الإعلام الإسرائيلي سابقاً، من وجود لقاءات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل.

وبحسب تحليل أبو سعدة لـ موقع “النجاح” المحلي، فإن هناك حوارات تجري بين إسرائيل وحماس، لإنهاء المعاناة في قطاع غزة والتوصل لهدنة طويلة المدى، وعملية تبادل أسرى، مشيراً إلى أن هذه الأمور هي التي يتم الحديث عنها في المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف.

وأكد أن إسرائيل تحاول استغلال الانقسام بين فتح وحماس، للتوصل في اتفاق مع الأخيرة، لفصل غزة عن الضفة.

وتابع المحلل أبو سعدة “حماس تريد الخروج بأي شكل من الأشكال من الوضع الراهن في غزة، ولا تريد إشراك السلطة في مفاوضاتها مع إسرائيل”، مشدداً في الوقت ذاته على جهوزية حماس لعقد اتفاق مع إسرائيل.

واستدرك متسائلاً: “لكن في المقابل هل إسرائيل جاهزة للتوقيع مع حماس مثل هذا الاتفاق تقديم تنازلات من رفع حصار واطاق سراح عدد كبير من الأسرى ؟.. كل هذا يُنظر له من خلال مدى مرونة الاحتلال في الاتفاق مع حركة حماس”، على حد توقعات أبو سعدة.

وكانت حركة “فتح” حذرت من أية حوارات ومفاوضات تجرى بخصوص الوضع الإنساني في غزة، واعتبرت هذه الصيغ التفاف حول القضية الوطنية وتمرير لصفقة القرن التصفوية.

وقال المتحدث باسم الحركة عاطف ابو سيف في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الاثنين، إن قضية الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده هي قضية تحرر وعودة واستقلال، وإن الانتقاص من هذه القضية عبر تحويلها إلى قضية إنسانية هنا أو هناك، ليس إلا انجراراً وراء رؤية دولة الاحتلال للصراع وقبول بمنطق سلطاتها من أن الحل الاقتصادي، المرفوض وطنياً، هو أساس الحل مع الفلسطينيين.

وأضاف، يجب النظر بقلق وخطورة إلى كل ما يشاع حول انخراط حماس مباشرة أو غير مباشرة في محادثات مع إسرائيل ومع الإدارة الأميركية حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، لأن هذا خروج عن الصف الوطني في اللحظة التي تتكاتف فيها الجهود وتتعاظم من أجل إفشال صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، وعلى حماس أن تكون واضحة وصريحة في مواقفها بشان ما يعرف بصفقة القرن، وان لا تقف في وجه الإرادة الشعبية الجارفة الرافضة لكل مشاريع التصفية، مشيرا إلى أن أي حوارات ومفاوضات حول الوضع الإنساني في قطاع غزة ليس الا تخاذل يساهم في تمرير المخطط الأميركي.

قنوات اتصال

من جهته، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي أن قطر إحدى قنوات الاتصال بين حماس وإسرائيل، مؤكداً أن هناك لقاءات تجري فعليا بين حماس وإسرائيل للتخفيف عن قطاع غزة.

وقال الهندي: جرت لقاءات مباشرة بين وزير إسرائيل ووزير سابق من حماس على معبر ايرز، وهذا الأمر أكده العمادي في تصريحاته الأخيرة”.

وأضاف “تصريحات العمادي في هذا التوقيت للضغط على السلطة الفلسطينية، وللتأكيد أن هناك مفاوضات بين حماس وإسرائيل وعليها القبول ببعض مطالب حركة حماس”، منوهاً إلى أن السلطة الفلسطينية ترى بأن أي اتفاق بين حماس وإسرائيل خارج إطار منظمة التحرير يعد مشبوهاً.

وبحسب المختص بالشأن الإسرائيلي فإن اللقاءات التي تسير سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بين حماس وإسرائيل من أجل هدن طويلة المدى وانهاء الأزمة الانسانية في قطاع غزة، لافتاً إلى أن إسرائيل تريد أيضاً التوصل مع حماس لاتفاق لأن هذا يعنيها الكثير من عملية فصل غزة عن الضفة “فهي بذلك تعزز بأن هناك سلطة في غزة تديرها حماس وسلطة في الضفة بقيادة فتح.. وهذا ما تريده بالتأكيد”.

وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد ذكرت مؤخرا أن إدارة ترامب تأمل أن تتمكن عبر جولة كوشنير من جمع نحو نصف مليار دولار لإطلاق مشاريع حيوية عدة في غزة تهدف إلى منع انهيار الوضع في القطاع، وتمهيداً لطرح “صفقة القرن”.

وحسب الصحيفة تربط إدارة ترامب بين المساعي المذكورة وتهيئة الأوضاع في قطاع غزة لإنتاج زخم إيجابي يمكّن من طرح خطة ترامب التي لم يعلن موعد إشهارها بعد.

واتهمت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية بالتخطيط لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بهدف تقويض قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وبهذا الصدد، عقب العمادي قائلا إن موقف بلاده ثابت بأن “أي حلول لصالح قطاع غزة يجب أن تكون عبر السلطة الفلسطينية وهذا شرطنا”، مضيفا أنه “من دون موافقة ووجود السلطة لن نتدخل وأي حل يجب أن يكون بوجود السلطة، وهذا قرار قطر الواضح”.

كما أكد أن قطر لن تتدخل في صفقة القرن الأميركية الساعية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي “إذ أن موقفنا أنه في حال وافقت السلطة الفلسطينية، فنحن معكم، وإذا لم توافق فنحن معها”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن