بعد صلاة الجمعة.. حدود غزة تحاكي مقاومة الضفة الشعبية

حدود غزة

غزة – محمد عطا الله

يوم الجمعة من كل أسبوع يبدأ الشاب محمد أبو خاطر في تجهيز مقلاعه استعدادا للمواجهة، إذ يتجمع مئات الشبان بعد صلاة الجمعة قرب السياج الحدودي للقطاع وأعينهم تتجه صوب الأراضي المحتلة.

وفي المقابل تبدأ الجيبات العسكرية (الإسرائيلية) بالتحرك لمنع تقدم الشبان تجاه الحدود, فيتم رشقها بالحجارة ليخرج الجنود المدججون بالسلاح ويباشرون بإطلاق الرصاص على المتظاهرين العزّل.

حالة من الكر والفر بين الشبان المتظاهرين وجنود الاحتلال تسود المنطقة، وسيارات الإسعاف تبدأ نقل عشرات الإصابات إلى مستشفى كمال عدوان شمال غزة، من لم يصبه الرصاص الحي يصاب بحالة من الاختناق الشديد الناتج عن الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه بنادق الجنود.

وبينما يتوقف الشاب أبو خاطر عن رشق الحجارة يبدأ حديثه لـمراسل “الرسالة نت” المتواجد ميدانيا, ويقول” نحن جئنا هنا لندافع عن حقوقنا التي اغتصبها الاحتلال، ولا يهمني ان استشهدت أو أصبت فقد اصبت قبل شهر برصاصة في قدمي وها أنا أعود مرة أخرى”.

ويعتبر أبو خاطر أن رشق الحجارة أحد انواع المقاومة، الحجر هو بداية كل مقاومة وأساسها سواء في غزة أو الضفة أو أي مكان في العالم.

لا يختلف الشاب أبو خاطر عن حال الشبان الآخرين فالجميع على قلب رجل واحد يقارعون جنود الاحتلال.

وبينما يتوشح الشاب باسم دياب الكوفية الفلسطينية رافعا علم فلسطين، يتعالى صوت التكبير من حنجرته كلما تصاعد صوت الرصاص واطلاق قنابل الغاز، الشاب دياب قال لـ”الرسالة نت” أنه يقطن في حي الشجاعية ويقطع مسافة كبيرة سيرًا على أقدامه برفقة أصدقائه حتى يصل الى الحدود الشرقية.

وأضاف “نحن مجموعات شبابية فردية نؤمن بفكرة المقاومة الشعبية ونتواصل عبر الفيس بوك مع بعضنا كل اسبوع لتحديد مكان التظاهر”, موضحا ان حبه للوطن وشوقه لرؤية الأراضي المحتلة هو ما يدفعه للمشاركة في المظاهرات الأسبوعية على الحدود.

وتشهد المناطق الحدودية التي كانت في السنوات الماضية مسرحا لعمليات التجريف والاجتياحات (الإسرائيلية) مسيرات أسبوعية يقودها الشبان الفلسطينيون.

وقد أعلنت المصادر الطبية على لسان ناطقها الدكتور أشرف القدرة عن اصابة 17 مواطنا برصاص الاحتلال (الإسرائيلي) في المواجهات التي شهدتها المناطق الحدودية يوم الجمعة الماضي.

وتفرض دولة الاحتلال منطقة عازلة بعمق 300 متر على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وتطلق الرصاص الحي صوب كل من يحاول اختراق تلك المنطقة ولا سيما المزارعين.

الناشط محمد يوسف عضو ائتلاف شباب الانتفاضة قال إن هذه التظاهرات تأتي في اطار اعادة البعد الشعبي للنضال الفلسطيني واحياء المقاومة الشعبية في نفوس المواطنين وتسليط الضوء على قضايا مركزية.

وأضاف “الهدف من المسيرات الحدودية كسر حاجز الـ300 متر الذي فرضه الاحتلال (الإسرائيلي) ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية”.

وأوضح الناشط يوسف أنهم تمكنوا من كسر هذا الحاجز يوم الجمعة الماضي وزرعوا أغصان الزيتون على الحدود الشرقية لمدينة غزة.

ويرى يوسف أن هذه المسيرات سببت حالة من الارباك في صفوف الاحتلال ويحاول منعها بشتى الطرق، مؤكدا ان استهداف الاحتلال للمتظاهرين وتعمد اصابتهم بالرصاص الحي قد يكون مقدمة لقتل المتظاهرين في الأيام المقبلة.

وبين يوسف أن الائتلاف حقق الكثير من الأهداف التي وضعها, قائلا “حققنا الكثير من الأهداف، وهناك تفاعل من الإعلام الغربي معنا في كثير من القضايا التي نطالب بتحقيقها، ويشارك معنا خلال التظاهرات ناشطون أجانب”.

المصدر: الرسالة نت

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن