وكالات / الوطن اليوم
حققت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” فوزا ساحقا في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة في جامعة بيرزيت كبريات الجامعات الفلسطينية بمدينة رام الله التي تعتبر المركز السيادي للسلطة الفلسطينية، فيما حصلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” على المركز الثاني وكانت احزاب اليسار بالمركز الثالث، في إشارة قوية كما يراها محللون ومراقبون سياسيون بحسب نتائج الانتخابات بانها توجه طلابي في الجامعة لمعاقبة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم حركة فتح الى جانب احزاب اليسار.
وبحسب المحللين فان نتائج انتخابات جامعة بيرزيت (استطلاعا لرأي المجتمع الفلسطيني) وعبرت عن رأي الشارع الفلسطيني في فصائل منظمة التحرير وحركة فتح على وجه الخصوص لعدم قدرتها في الحفاظ على شعبيتها بين أوساط الجناهير التي تعتبرها حاضنة المشروع الوطني والصمام الرئيسي لوحدة الشعب.”
ويرجع المراقبين خسارة حركة فتح وفوز حماس في الانتخابات الى فشل اداء مجلس الطلبة السابق والذي كانت تقوده حركة فتح في جامعة بيرزيت وعجزها عن تلبية احتياجات ومطالب طلبة الجامعة الاساسية، اضافة الى تهميش واهمال القيادة الفتحاوية العليا للقاعدة الفتحاوية وخاصة الشبيبة والذين يشكلون عنصرا أساسيا مهما ورافدا لحركة فتح في الدفاع عن مسيرتها ومشوارها النضالي واستمرارها بالحفاظ على مسارها.
ويرى المحللين” ان على قيادة حركة فتح أخذ العبر والدروس من عدم فوز ذراعها الطلابي في جامعة بيرزيت، الأمر الذي يتطلب دعما معنويا للقاعدة الفتحاوية والنزول عند رغبات ومطالب الشبيبة الفتحاوية كونها العمود الفقري لحركة فتح، فيما وجه المحللين،” الى شراكة ووحدة حقيقية بين حركتي فتح وحماس في تشكيل مجلس طلبة جامعة بيرزيت رغم فوز الاخيرة في هذه الانتخابات.”
وفازت كتلة الوفاء الإسلامية “الذراع الطلابي لحركة حماس” في انتخابات مؤتمر مجلس طلبة جامعة بيرزيت للعام 2015-2016 بـ 26 مقعداً بمجموع 3400 صوتا متقدمة على كتلة الشهيد ياسر عرفات “الذراع الطلابي لحركة فتح” التي حصلت على 19 مقعداً بمجموع 2545 صوتا.
وجاء القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي “الذراع الطلابي للجبهة الشعبية” في المرتبة الثالثة حاصلاً على 5 مقاعد بمجموع 695 صوتا فيما حصل تحالف بيرزيت الطلابي التقدمي (“الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة النضال” على مقعد واحد، بمجموع 146 صوتاً.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للانتخابات وعميد شؤون الطلبة بجامعة بيرزيت محمد الاحمد أن 7039 طالباً من أصل 9135 توجهوا للانتخاب ممن يحق لهم الاقتراع، حيث وصلت نسبة الاقتراع إلى 77.1%، كما بلغ عدد الأوراق اللاغية 186 وعدد الأوراق الفارغة 66 ورقة.
من جهته أشاد رئيس الجامعة خليل هندي بتعاون الطلبة والتزامهم، خاصة وأنها جرت في جو ديمقراطي وهادئ، وعكست مدى المسؤولية التي يتمتع بها الطلبة ومدى حرصهم على جامعتهم. مؤكداً أن الجُهود المبذولة من قبل الجامعة لا تَكتمل بدون جهود الطلبة، ليساهم الطرفان في التأثير الفاعل والايجابي في المجتمع.
من جهتها اعتبرت حركة حماس الفوز الكاسح الذي حققته الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، “يؤكد على تبني أبناء الشعب الفلسطيني عامة وفئة الشباب منه خاصة لبرنامج المقاومة، وأن حركة حماس هي الأقرب للمواطن”.
وقال القيادي في حماس، والناطق باسمها حسام بدران، إن في تصريح صحفي له، تعقيبًا على نتائج انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، إن” الإنجاز الكبير الذي انتزعه أبناء الكتلة الإسلامية في ظل حملات الاعتقالات الأمنية والسياسية التي تستهدف بها قوات الاحتلال وأجهزة السلطة طلبة الجامعات، ما هو إلا رسالة تأكيد على أن القمع لم ولن يجدي نفعًا في إقصاء الجماهير عن الالتفاف حول خيار المقاومة.” كما قال
واعتبر بدران إلى أن “التراجع الكبير” في شعبية حركة فتح، والذي مني به ذراعها الطلابي (حركة الشبيبة الطلابية) في جامعة بيرزيت، ومن قبلها في جامعة بوليتكنك فلسطين، هو رسالة جماهيرية وشعبية إلى قيادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية، أن نهجهما السياسي مرفوض، وأنه لا يرقى لتطلعات الشعب الذي يتمسك بالمقاومة خيارًا استراتيجيًا.حسب قوله
وشدد بدران بالقول” إن الرسائل التي حملتها نتائج الانتخابات في بيرزيت والبوليتكنك ليست سياسية فحسب، بل هي نقابية طلابية خدماتية كذلك، حيث لامس الطلبة خلال أعوام ما بعد الانقسام حالة الإقصاء التي فرضتها حركة فتح على الجامعات عبر سيطرة ذراعها الطلابي على مجالس الطلبة، وتراجع الخدمات النقابية في جميع الجامعات مع غياب حرية العمل النقابي للكتل الطلابية المختلفة.”
يذكر أن الكتلة الإسلامية في جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل، قد حققت تقدما لافتا في الانتخابات التي أجريت أمس الثلاثاء، بحصولها على 15 مقعدا من مقاعد المؤتمر العام البالغ تعدادها 31 مقعداً.
من جهته صرح الناطق باسم حركة حماس في قطاع غزة، سامي أبو زهري في بيان مقتضب بان “فوز الكتلة الإسلامية الساحق في انتخابات جامعة بيرزيت هو انتصار لمشروع المقاومة واستفتاء على قوة حركة حماس في الضفة الغربية، ودليل على أنها أقوى وأكبر من كل مشاريع الاستئصال.”
وقالت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية، إن “الفوز التاريخي الذي حققته في انتخابات مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت، بداية عهد نقابي وطلابي جديد.”
وهنأت الكتلة عموم طلبة جامعة بيرزيت بتفوق خيارهم الذي انتخبوه بأنفسهم، شاكرة إياهم على الثقة العالية التي منحوها لكتلة الوفاء الإسلامية، وواعدة إياهم بمستقبل نقابي وخدماتي أفضل.
وأكدت على انتهاء حقبة التفرد والإقصاء التي شابت السنوات الماضية نتيجة تقييد حرية التعبير والعمل النقابي لعدد من الكتل الطلابية، مجددة الدعوة لتشكيل مجالس طلبة موحدة من جميع الكتل الطلابية بكافة الجامعات.
وطالبت الكتلة الجامعات الأخرى بالسير على نهج إدارة جامعة بيرزيت، وإتاحة المجال للطلبة لاختيار ممثليهم.
واحتفل المئات من أنصار حركة حماس، في قطاع غزة بتحقيق الحركة أول فوز لها في انتخابات طلابية بالضفة الغربية منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007. وخرج متظاهرون في مسيرات جابت عددا من مدن قطاع غزة، ورفعوا رايات حركة حماس، ولافتات تحيي المقاومة، وسط إطلاق “الألعاب النارية” وتوزيع الحلوى في عدد من الشوارع الرئيسية.
وقال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تصريح نشره على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، إن “فوز حركة حماس في انتخابات “جامعة بيرزيت” إحدى أهم وأكبر جامعات الضفة الغربية “يؤكد على قوة مشروع المقاومة وإيمان جيل الشباب بأن خيار المقاومة هو الطريق الصحيح لتحرير فلسطين”.
وأضاف أبو مرزوق إن الانتخابات “أظهرت فشل محاولات ما وصفه بتهميش وإقصاء حركة حماس في الضفة الغربية”.
اعلنت الكتلة الإسلامية انها ستنظم الخميس مهرجانا طلابيا في جامعة بيرزيت وذلك احتفالا بفوزها في انتخابات مجلس الطلبة .
وقالت الكتلة ان “المهرجان سيقام الخميس في قاعة الشهيد كمال ناصر الساعة الثانية عشرة والنصف للاحتفال بفوزها وحصولها على لـ26 مقعدا بزيادة قدرها 6 مقاعد مقارنة بنتائج الانتخابات السابقة.”
يذكر أن 4 كتل طلابية تنافست في انتخابات جامعة بيرزيت لهذا العام للفوز بمقاعد مجلس الطلبة الـ 51 وهي : كتلة الشهيد ياسر عرفات، وكتلة الوفاء الإسلامية، القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، و تحالف بيرزيت الطلابي.
وكالة قدس نت للأنباء
