بن سلمان في بغداد قريباً.. العلاقات بين أزمة الثقة وآمال التقارب

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

بعد سنوات من التوتر بين العراق والسعودية يعيش البلدان تقارباً سياسياً ودبلوماسياً تُوج بإعادة فتح المعابر الحدودية بينهما، العام الماضي، بعد زيارة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إلى المملكة ولقائه بالملك سلمان، واستقبال وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أعقبته زيارة وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي.

وبعد سلسلة الزيارات التي أجراها مسؤولون عراقيون إلى المملكة تحدثت مصادر حكومية ووسائل إعلام، الأسبوع الماضي، عن زيارة رسمية مرتقبة لولي العهد السعودي إلى العراق تستمرّ يومين؛ لتعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، بعد زيارات عديدة سيقوم بها إلى عدد من الدول الأوروبية.

وحول هذا الأمر قال القيادي في تحالف “تضامن”، النائب طلال حسين الزوبعي: إن” الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى العاصمة العراقية بغداد ومحافظة النجف جنوب العراق، تهدف لترصين التفاهم الأمني في مواجهة الإرهاب، والذي سيحقق الانتقال والابتعاد عن الاتهامات المتبادلة والمضادة بين الطرفين”.

وأضاف إن أبرز ما تهدف إليه الزيارة هو عودة العراق إلى حضنه العربي وإبعاده عن التدخل والنفوذ الإيراني، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لا سيما أن السعودية تمثل قوة اقتصادية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وفي العراق فرص استثمارية كبرى، ما يحقق للبلدين المزيد من التقدم الاقتصادي، ويدعم علاقات العراق مع إخوانه العرب.

وحول نية محمد بن سلمان زيارة مدينة النجف الدينية جنوب العراق أشار الزوبعي إلى أن “الزيارة هي بمنزلة إقرار بأن الأئمّة الكرام لهم نفس التقديس لدى السعودية، وإشارة إلى بداية نهاية المشروع الطائفي، وولادة الدولة الوطنية في العراق والمنطقة”.

وقال رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، واثق الهاشمي: إن “الزيارة ستكون مهمة جداً لتأكيد أن العلاقات العراقية السعودية جيدة بعد فترة ركود ووجود مصالح مشتركة بين البلدين”.

وتابع الهاشمي الزيارة ستشكل عاملاً مهماً لاستعادة العراق مكانته السابقة في المنطقة، وأن يؤدّي دوراً كبيراً بإبعاد شبح الخلافات الكبيرة في المنطقة؛ كالصراع الخليجي الخليجي، والتقاطع الإيراني الخليجي، وأن يؤدّي دوره بتأطير هذه العلاقات نحو الأفضل.

وتوقع أن تلقى هذه الزيارة ترحيباً كبيراً من الشعب العراقي، وتؤكّد عمق العلاقة الشقيقة بين الطرفين.

وأضاف: إن “نية محمد بن سلمان زيارة مدينة النجف هي رسالة حية من السعودية إلى الشعب العراقي تؤكّد بأن هناك حواراً بين المذاهب، وأنها تتعامل مع كافة مكوّنات الشعب العراقي”، معتقداً أن الزيارة ستكون علامة فارقة في تطوير العلاقات العراقية السعودية.

من جهتها رأت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب زيارة محمد بن سلمان بأنها ستكون باباً جديداً من أبواب التدخّل في الشأن السياسي العراقي على المدى القريب؛ من خلال دعمها لبعض مرشحي الانتخابات التشريعية المقبلة.

وقال عضو اللجنة، رزاق الحيدري، في تصريح صحفي: “ولي العهد السعودي يتبنى مشروعاً لدعم الساسة العراقيين في الانتخابات المقبلة؛ ليتبوؤوا مكانة سياسية تخدم الرياض”، مبيناً أن “المشروع ممكن أن يتحقق كون السعودية تسعى جاهدةً للتدخّل في الشأن السياسي العراقي عن طريق شراء الذمم بالمال السياسي وتوسيع نفوذها في المنطقة عبر العراق”.

واعتبر أن “بوادر التدخل السعودي لتبني جهات سياسية عراقية بدت واضحة وعلنية”، عادّاً هذا الأمر “تدخلاً سافراً وانتهاكاً للسيادة العراقية، وهو أمر مرفوض تماماً”.

من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة، سعد الحديثي، في تصريح صحفي: إن “الخطة المستقبلية بين العراق ودول الخليج العربي التي أقرّها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير تتضمّن المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، إضافة إلى الجانب الأمني وتحدياته”.

وأشار إلى أن “الخطة ذات طبيعة عامة، وسيتم إجراء لقاءات على مستوى اللجان المختصة بين الطرفين العراقي ومجلس التعاون الخليجي في وقت لاحق لبحثها”، دون تحديد موعد دقيق لذلك.

ونوه الحديثي بـ “وجود جملة من التحديات المشتركة بين كل من العراق ومجلس التعاون الخليجي تتعلق بالتطرف والإرهاب وحركة الإرهابيين ومصادر تمويلهم”.

جدير بالذكر أن العلاقات العراقية انقطعت مع دول الخليج العربي بشكل كامل بعد غزو العراق للكويت عام 1990، إلا أن العلاقات تحسنت بعد قطيعة دامت نحو 27 سنة، وبدأت العلاقات تتطور بشكل ملحوظ بدءاً من العام الماضي.

 

هذا المحتوى من (الخليج أونلاين)

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن