تأجيل الدراسة يهدد نصف مليون فلسطيني

تأجيل الدراسة يهدد نصف مليون فلسطيني

تسود حالة من الخوف أوساط اللاجئين الفلسطينيين خشية تأخير بدء العام الدراسي بالمدارس التابعة لـ أونروا، بعد أن قال مفوضها العام بيير كرينبول إن مخاطر التأجيل قائمة ما لم تتمكن الوكالة من تفادي أزمتها المالية بتأمين 101 مليون دولار.

عائشة الرخ وحمزة أبو حديد طالبان فلسطينيان من المنتظر أن ينتقلا هذا العام إلى الصف السادس الأساسي في مدارس مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية، غير أنهما يعيشان قلقا من إمكانية تأجيل فصلهم الدراسي الأول المقرر يوم 24 أغسطس/آب الجاري.

ومِثل الرخ وأبو حديد فإن نحو نصف مليون من طلبة المدارس التابعة لـ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمناطق الضفة وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، ينتظرون قرار الوكالة النهائي بشأن افتتاح العام الدراسي.

ونفذت لجان اللاجئين بالضفة اعتصاما حاشدا الثلاثاء شارك به مئات الطلبة والمعلمين والعاملين بمرافق وكالة أونروا أمام مكتب مفوض الأمم المتحدة في رام الله احتجاجا على التهديد بتأجيل العام الدراسي، واستمرار سياسة تقليص مساعدات أونروا للاجئين الفلسطينيين.

وطالبت لجان اللاجئين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعدم إدارة الظهر لقضية اللاجئين أو المس بحقوقهم الأساسية كالتعليم خاصة.

ودعوا المنظمة الأممية إلى إلزام المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته تجاه وكالة الغوث، وتوفير موازنات ثابتة، وتأسيس شبكة أمان لاستمرار عملها، وبذل جهود فاعلة من أجل تثبيت حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم.

وخلال الاعتصام، ارتدت طالبات فلسطينيات زيهن المدرسي الأزرق ورفعن لافتات كتب عليها “افتحوا أبواب مدرستي”. وقالت الطالبة تالا اللداوي من مخيم قلنديا شمال القدس “إما أن نعود إلى مدارسنا أو يفتحوا لنا أبواب العودة إلى بلادنا”. علما بأن عائلتها كانت قد هجرت من مدينة اللد في نكبة عام 1948.

ووفق مدير عام المخيمات بدائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير ياسر أبو كشك، فإن التهديد بتأجيل العام الدراسي يمس حوالي 491 ألف طالب و22 ألف معلم في سبعمئة مدرسة، بالإضافة إلى أكثر من خمسة آلاف من طلبة المعاهد في كافة مناطق عمل وكالة الغوث.

وقال أبو كشك إن الأهالي والطلاب في مخيمات اللاجئين يستعدون للنزول إلى الشوارع في حال أجلت الدراسة.

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم بنحو سبعة ملايين فلسطيني منهم نحو تسعمئة ألف لاجئ في الضفة الغربية، ومليون وثلاثمئة ألف بقطاع غزة.

ويصنف 220 ألفا منهم في الضفة تحت خط الفقر، بينما تقول وكالة الغوث إن 52 ألفا منهم في حالة العسر الشديد ولا يجدون قوت يومهم، بينما تقدم مساعدات غذائية لـ36 ألفا فقط.

وقال أبو كشك إن الأزمة المالية التي تعانيها وكالة الغوث الدولية ناتجة عن قرار سياسي لدى المانحين الرئيسيين، ومنهم كندا التي تراجع دعمها تدريجيا بالسنوات الثلاث الماضية بعد تولي حكومتها اليمينية المنحازة لإسرائيل، بينما قررت الولايات المتحدة وقف دعم أونروا بضغط من اللوبي الصهيوني.

ويعتقد مدير عام المخيمات بدائرة شؤون اللاجئين أن القرار بإنهاء عمل وكالة الغوث قد اتخذ ويتم تكريسه تدريجيا عبر تقليص خدماتها، وأن ما يجري الآن هو مجرد جس نبض لردة فعل اللاجئين في المخيمات.

وبدوره، يعتقد عضو اللجنة التنفيذية لـ منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن المشكلة سياسية بالأساس وليست مالية، وتتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في الحصول على الإغاثة وحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.

وقال أبو يوسف للجزيرة نت إن تقليص دور وكالة الغوث الدولية يستهدف المس باللاجئين الفلسطينيين، وسيشكل كارثة إنسانية وسياسية تعكس تخلي المجتمع الدولي عن التزامه حيالهم.

بينما قال النائب بالمجلس التشريعي جمال حويل، وهو من مخيم جنين، إن مخيمات اللاجئين تنظر بخطورة للتهديدات بإغلاق مدارسها.

وقدّر حويل للجزيرة نت أن تداعيات إغلاق المدارس ستكون خطيرة، وقال “نحن نتجه إلى حالة انفجار بسبب تقليص خدمات أونروا وما تخلفه من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمنية كبيرة في مخيمات اللاجئين ستضرب النسيج المجتمعي الفلسطيني”.

المصدر: الجزيرة نت

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن