تجدد الاشتباكات شرقي أوكرانيا وبوتين منفتح على حل

تجدد الاشتباكات شرقي أوكرانيا وبوتين منفتح على حل

تجددت الاشتباكات، في شرقي أوكرانيا، غداة تعثر الحكومة في كييف في وقف الأزمة السياسية وتقسيم البلاد . وأعلنت روسيا انفتاحها على حل لمشكلة إمداد أوكرانيا بالغاز، وأعلنت عن مناورات عسكرية بالطائرات قبل وأثناء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، وشدد وزراء حارجية 5 دول غربية كبرى على معاقبة روسيا اقتصادياً وبشدة إذا عرقلت الانتخابات المقررة في 25 مايو .

وأعلنت الحكومة الأوكرانية، أمس الخميس، أن قواتها حققت تقدماً في منطقة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون شرقي البلاد . وقال الرئيس المؤقت ألكسندر تورشينوف أمام البرلمان إن القوات الحكومية شنت هجوماً حطمت فيه تحصينات للانفصاليين جنوبي سلافيانسك . وأوضح أن الجنود يسيطرون حالياً على مساحة خمسة كيلومترات حول برج إرسال تلفزيوني جنوب المدينة، مشيراً إلى أن البرج يبث قنوات أوكرانية . وكان الانفصاليون سيطروا على البرج وبثوا عليه التلفزيون الرسمي الروسي .

إضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قوتها دمرت معقلاً للانفصاليين في غابة بالقرب من مدينة كراماتورسك . وقالت إنه لم تحدث خسائر بين صفوف الجنود رغم وقوع معركة قوية، وإنه تم اعتقال ثلاثة “إرهابيين” .

وقبل عشرة أيام من انتخابات رئاسية تعد بالغة الأهمية لمستقبل أوكرانيا التي تشهد حركة انفصالية موالية لروسيا في الشرق، تواجه السلطات في كييف المدعومة من البلدان الغربية، صعوبة في تسوية الأزمة السياسية التي عرضت وحدة البلاد للخطر . وقد واجهت السلطات الأوكرانية الاربعاء صعوبة في اقامة “طاولة مستديرة” لمناقشة وحدة البلاد . وقد شارك في هذا المؤتمر، رئيسان أوكرانيان سابقان ومرشحون إلى الانتخابات الرئاسية ونواب، منهم نواب موالون لروسيا . لكن أياً من انفصاليي مناطق دونيتسك ولوغانسك الذين صوتوا الأحد لاستقلالهما، لم يحضر على رغم الدعوات المتكررة التي وجهتها موسكو .

وكان اجتماع مسؤولين أوكرانيين وانفصاليين إلى طاولة واحدة سيشكل اعترافاً بالتيار الانفصالي فيما تشن كييف منذ نحو الشهر عملية عسكرية “لمكافحة الإرهاب” من أجل استعادة السيطرة على المناطق الشرقية الناطقة باللغة الروسية والقريبة من الحدود مع روسيا .

وقال الرئيس الأوكراني تورشينوف ان كييف مستعدة للاستماع إلى الناس في الشرق، لكنها ترفض الخضوع “لابتزاز” المتمردين المسلحين الذين “يفرضون إرادة” روسيا . وأجابه المسؤول البرلماني الكبير الموالي لروسيا الكسندر افريموف ان “عشرات آلاف” السكان المحليين يدعمون المتمردين المسلحين وان على أوكرانيا وقف عمليتها العسكرية في الشرق التي تقتصر ضحاياها على “المدنيين المسالمين” . لكن الحكومة أعلنت أن سلسلة من اجتماعات الطاولة المستديرة ستعقد “في المناطق” . وتحدث مشاركون عن إمكانية عقد طاولة مستديرة في دونيتسك ابتداء من السبت .

ووجهت مجموعة “انترناشونال كرايزيس” للدراسات في تقرير انتقادات حادة إلى السلطات الأوكرانية بسبب “عجزها عن بسط النظام في الجنوب الشرقي حيث يهدد الانفصاليون الذين تدعمهم موسكو وتشجعهم، وحدة أوكرانيا وامكانية استمرارها” . واعتبرت المجموعة أن “على كييف والمرشحين إلى الانتخابات الرئاسية مخاطبة الجنوب الشرقي وعرض مشاريعهم للحكم المحلي وحقوق الاقليات والقول ان أوكرانيا ستضطلع بدور الجسر بين روسيا وأوروبا ولن تكون ساحة مواجهة على صعيد الجغرافيا السياسية” . وأعربت المجموعة من جهة اخرى عن اسفها ل “ضعف” الرسالة الموجهة إلى الأوكرانيين . وجاء في التقرير أن على “كييف أن تتحدث بصورة عاجلة إلى شعبها” .

وانتخابات 25 مايو التي دعي اليها بعد إقالة فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/ شباط، يعتبرها الغربيون “أساسية” للخروج من الأزمة . وأقرت روسيا بصوت رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين بأن اجراء هذه الانتخابات الرئاسية هو “اهون الشرور” حتى لو انها لن تكون “شرعية بالكامل” .

وحثت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أمس جميع الأطراف المشاركة في النزاع في أوكرانيا على وضع حد فوري للعنف هناك واحترام حقوق الإنسان والانخراط في حوار وطني لإنهاء الأزمة . وأصدرت رئيسة الجمعية آن براسير بياناً قوياً نيابة عن اللجنة الرئاسية للمجلس وجهت فيه نداء لجميع الاطراف في أوكرانيا “بوضع حد فوري للعنف والترهيب” معربة عن أسفها للخسائر في الأرواح في الاشتباكات الأخيرة بين الموالين لروسيا والمؤيدين للقوات الأوكرانية . وشددت براسير على أن “العنف لا يمكن أن يجلب حلاً ويجب أن يتوقف على الفور ويتعين على كل الأطراف ضمان احترام حقوق الإنسان احتراماً فعلياً على كامل أراضي أوكرانيا” داعية إلى اجراء تحقيقات في أحداث العنف ومحاسبة الجناة .

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ مناورات جوية عند الحدود الأوكرانية في يوم الانتخابات الرئاسية الأوكرانية . وذكرت الوزارة أن مقاطعة فورونيغ، وهي منطقة روسية تتاخم أوكرانيا، ستشهد في فترة ما بين 21 و26 مايو سباقاً للطائرات العسكرية يعرف باسم مناورة أفيادارتس 2014 تشارك فيه 71 طائرة ومروحية للقوات الجوية الروسية .

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس ان بلاده “لا تزال منفتحة” على محادثات حول مستحقات أوكرانيا لقاء امدادات الغاز، مؤكداً عدم تلقي اي “عروض ملموسة” من الاتحاد الاوروبي تحول دون قطع الغاز عن أوكرانيا اعتباراً من الشهر المقبل . وفي رسالة مفتوحة إلى قادة عدد من الدول الاوروبية دعا بوتين بروكسل إلى “التفاوض بشكل نشط أكثر” بحثاً عن سبل لتثبيت الاقتصاد الأوكراني الذي يعاني الازمة في هذا البلد .

في أثناء ذلك، تكثف الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون جهودهم للاتفاق على فرض عقوبات أقسى على روسيا في حال حاولت عرقلة الانتخابات المقبلة في أوكرانيا . وخلال محادثات في لندن أمس الخميس، اطلع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا على أحدث الجهود الأمريكية لصياغة عقوبات، فيما يسعى الغرب إلى دعم الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري في أوكرانيا في 25 مايو، بحسب مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية، قال للصحفيين ان الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون من أجل “بعث رسالة موحدة إلى الانفصاليين الموالين لروسيا وموسكو بان أي عرقلة لهذه الانتخابات سيترتب عليها ثمن جديد تدفعه روسيا يشتمل على فرض عقوبات على قطاعاتها الاقتصادية” . (وكالات)

قبرص: العقوبات على روسيا تهدد إنقاذ الجزيرة

أكد رئيس قبرص نيكوس أناستايساديس رفضه لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، وقال إن هذه العقوبات يمكن أن تعوق برنامج إنقاذ بلاده .

وقال أناستايساديس أمس الخميس: “إذا فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا فإن ذلك يمكن أن يكون له آثار سلبية بالغة على البرنامج الذي اتفقنا عليه مع الترويكا” .

وأكد أن رأس المال الروسي سيظل موجوداً في الاقتصاد القبرصي وفي نظامه المصرفي حتى بعد الأزمة الكبيرة التي تعرض لها النظام المصرفي في قبرص العام الماضي، مشيراً إلى أن ستة روسيين أعضاء في مجلس إدارة مصرف قبرص منذ سبتمبر/أيلول عام 2013 . (د .ب .أ)

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن