تحليل أسرائيلي: حماس وأبو مازن كلاهما في عزلة والحرب قادمة بدون نتيجة

تحليل أسرائيلي: حماس وأبو مازن كلاهما في عزلة والحرب قادمة بدون نتيجة

اعتبر الصحفي الصهيوني غال بيرغر في مقال مطول نشر على موقع قناة (كان) الصهيونية أنه بغض النظرعن الكيفية التي ينظر بها المرء إلى الوقائع فإن الرأي يتبلور بعد دراسة البدائل إن الحرب الجديدة مستمرة لأنه من المفهوم أن الوضع في غزة ومستوى العنف من غزة يمكن أن يترك كما هو عليه اليوم بمرور الوقت.

قال إن هناك فرقا بين وعي الدولة للوقائع ووعي الجمهور لها والقدرة على الاحتواء ليست متناسبة وهناك فجوة عميقة في هذا الإطار وأن الضغط الشعبي انتقل من سكان المستوطنات إلى قطاعات أخرى تدريجيا وردود الدولة لاتعطي جوابا.

ورأى أن صناع القرار في الكيان يعملون في بيئة من عدم اليقين، واقع متعدد المتغيرات، وليس كلها يمكن التنبؤ بها وكثير منها خارجة عن إرادتهم.

وأضاف أن من الواضح أن لا أحد يستطيع أن يقول متى تندلع حملة ضد قطاع غزة، بعد شهرين أوستة أشهر، أو سنة ونصف، وبالتأكيد لا يستطيع أحد تحديد نطاقها ولكن من الواضح أن هناك اتجاها إلى حرب جديدة .

يضيف أنه من الصحيح أن هناك تفاهماً في الكيان وحماس بأن حرباً جديدة في غزة ستقود إلى نفس النقطة بالضبط، ومن المؤكد أنه سيعيد حماس إلى منطقة الردع ، بعد أن بدأت تظهر منذ فترة طويلة إشارات على أنها تنحرف عن دائرة الخطوط الواضحة التي رسمتها إسرائيل في نهاية العدوان الأخير قبل أربع سنوات، و من المحتمل أن تحقق الحرب فترة من عامين إلى خمسة أعوام من الهدوء النسبي، لكنها لن تغير غزة بشكل جذري، ولن تحل مشاكلها الجذرية، فالحرب لوحدها بدون التسوية ستعيد ضبط المؤقت وتفتح مؤقتًا جديدًا يتجه إلى الخلف في طريقه إلى حرب جديدة.

يظهر تحليل للوضع أن حماس غير مستعدة لدفع ثمن التسوية الكبير (نزع السلاح وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وعودة الجنود والجثث) وإسرائيل غير مستعدة لأن تكون مرنة بشروطها، و اللاعبون الآخرون – مصر ومبعوث الأمم المتحدة وآخرون – يكسرون رؤوسهم ولكنهم يتحركون حول ذيلهم بحركة دائرية.

يقول المحلل الصهيوني غال بيرغر أن حماس وإسرائيل تعرفان بعضهما البعض، خصوصا يحيى سنوار، الذي أمضى حوالي ربع قرن في أسر إسرائيل، و استثمر لسنوات عديدة في دراسة المجتمع الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية، ومئات الساعات من المشاهدة المستمرة للسياسيين والمعلقين الإسرائيليين الذين يتخطون استوديوهات التلفزيون. إنه يعرف جيدا “ما الذي يجعلنا متوترين وما يؤلمنا” ، ويعرف النقاط الضعيفة ويعرف كيف يتعرف على الشقوق التي يمكن أن يلعب بها مع الأعصاب الحساسة للتجربة الإسرائيلية. إنه يعرف كيف ينشطنا. كما يفترض أن إسرائيل تعد، إن لم تكن مستعدة، خطة طوارئ لضربة مفاجئة في غزة. هو ليس راكدا، هو أيضا يعد شيئا، السؤال الوحيد هو من سيضغط على الزر أولاً.

يقول الكاتب أنهم حاولوا في الكيان مؤخرا تحليل ما يجري في رأس يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، بعد ستة أشهر من المظاهرات على السياج والاستنتاجات هي: لم تحقق حماس انجازاً هاماً في غزة، ما عدا نقل غزة من طرف إلى آخر بينما المصالحة مع أبو مازن عالقة، وعلى الرغم من تنازلات حماس للسلطة الفلسطينية، ما زال أبو مازن يهدد بفرض مزيد من العقوبات على غزة ولا تزال العلاقات بين حماس ومصر سليمة، من خلال المنظور الأمني​​، مع تصور مصر العميق بأن حماس هي أولاً وقبل كل شيء عدو، ويستمر المصريون في الاحتفاظ بقطاع غزة في هدوء نسبي بينما العلاقات المصرية الإسرائيلية على النقيض من ذلك في ازدهار.

بالإضافة إلى ذلك ، ووفقاً للتحليل الإسرائيلي ، لم تخرج قطر وتركيا من غزة. وتتأثر حماس من العزلة السياسية التي تتمتع بها، ومن الحركة العالمية ذات المكانة الإقليمية، رغم أنها تجد نفسها تتقلص وتتركز أكثر فأكثر في غزة. لم تنجح جهودها لمهاجمة إسرائيل من كل من غزة الضفة الغربية.

ويزعم الكاتب أن حماس وحدها، تقريبا تقريبا في الظلام. لذا أ هذا وضع يفيد إسرائيل وهي لاتريد إسقاطها أو ربما توصلت إلى استنتاج مفاده أن هذا ليس في متناول يدها وزعم أن إنزال حماس عن الشجرة المزعومة يتكلب ليس تحركا مخمليا بل ثورة داخلية عنيفة وأن الصهاينة لازالوا يلعبون بهذه الفكرة دون تفاصيا إضافية.

يضيف، حتى لو كان الفرضية التي نجح الكيان في القيام بها صحيحة ، ما هو ثمن الهدوء؟ هذا هو ما تحاول حماس فك شفرته في الأشهر الأخيرة، في غضون ذلك دون نجاح. والإجابات التي تتلقاها لا ترضيها. أولئك الذين يريدون الهدوء على المدى الطويل سيتعين عليهم إيجاد حلول أساسية، بتسويىة عميقة.

من يتحدى هذه القصة المعقدة بين إسرائيل وحماس هو الذي يجلس في رام الله: أبو مازن الذي لن يذرف دمعة إذا ما كسرت إسرائيل عنق حماس في حملة جديدة في غزة.

و في الوقت الحالي، ليس أبو مازن مستعدًا للتراجع عن المطالب القصوى بأن تنقل حماس جميع غزة إليه، وهو شرط للمصالحة الفلسطينية الداخلية. وعندما يقول كل شيء، فإنه يعني كل ذلك، غزة العليا وغزة السفلى (تحت وفوق الأرض)، بدون كتائب القسام التي يجب اخضاعها لإطار رسمي ، وسيقومون بإخلاء شوارع غزة لجماعة أبو مازن، طموحات حالمة. وأبو مازن يعرف محيطه جيدا، وهو يسيطر على اليد العليا في قيادة فتح ولا أحد يجرؤ على انتقاده علنا.

يضيف الكاتب أن أبو مازن أخذ معه هذا الأسبوع إلى سلطنة عمان في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية المثلث الذهبي: جبريل الرجوب ، ماجد فرج وحسين الشيخ، وقيل على سبيل المزاح، أن هذا يبدو وكأنه تجربة أداء في الوقت الحالي. لكن الحقيقة هي أن اعتقاد الاختفاء الفوري للرئيس انخفض بشكل كبير. ربما باستثناء توجيهاته الخاصة، ربما هذا هو السبب في أنه أبقى الورثة المحتملين بالقرب منه، كي لايحضروا له مفاجأة.

وفي الآونة الأخيرة ، يضيف الكاتب كانت الشكوك تتنامى حول الحمة السياسية لدى أبو مازن، سواء بالنسبة إلى الأمريكيين، أو في الساحة الفلسطينية الداخلية أو قطاع غزة أو لدى حماس. وهناك شكوك حول سياسته “كل شيء أو لا شيء” تجاه الإدارة الأمريكية، تجاه حماس وإسرائيل وخوفه أن ينتهي كل هذا بدون شيء، وأن السلطة الفلسطينية قد وضعت نفسها في موقف يقطعها عن العمليات الداخلية والإقليمية والدولية التي كانت تحدث وستحدث على أي حال معها أو بدونها.

هذه الشكوك تتغذى ليس فقط من قبل كبار المسؤولين الفلسطينيين الذين يتساءلون عن طبيعة التحركات التي يقودها الرئيس، ولكن أيضا من قبل عناصر أجنبية وإسرائيلية بالتأكيد. ويجد أبو مازن نفسه في عزلة دولية كصورة مرآة للحالة الجيوسياسية لمنافسته الحادة حماس. والأمريكيين ليسوا في جيبه، تتراجع حصة رئيس السلطة الفلسطينية ، كما لو كان هناك سهم أحمر ساطع على أسهم ناسداك الرقمية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن