تركيا تستثمر التطبيع مع الاحتلال لتنويع مصادر الغاز الطبيعي

الغاز الاسرائيلي

يستقبل وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي برات البيرق، نظيره الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، في إسطنبول كبرى المدن التركية، اليوم الخميس، على هامش مؤتمر الطاقة الدولي الذي افتتح أعماله في الـ 9 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

ويعد اللقاء، أول اجتماع على المستوى الوزاري بين الجانبين، منذ اعتداء بحرية الكيان الإسرائيلي على السفينة التركية “مافي مرمرة”، التي كانت متجهة لفك الحصار على قطاع غزة، عام 2010، وقتل عدد من الناشطين الأتراك كانوا على متنها.

تطبيع يتعطش للطاقة

ويأتي اللقاء في إطار تطبيع العلاقات بين الجانبَين، منذ حزيران/يونيو الماضي، وإقدام تل أبيب على دفع 20 مليون دولار أمريكي لأنقرة، كتعويض عن حادثة أسطول الحرية.

ويدور الاجتماع حول إمكانيات تصدير غاز الكيان الإسرائيلي إلى تركيا المتعطشة للطاقة، بالإضافة إلى إجراء محادثات حول إمكانية نقل الغاز الطبيعي من الكيان الإسرائيلي إلى دول القارة الأوروبية عبر الأراضي التركية.

وعانت تركيا خلال الأعوام الأخيرة، سلسلة من الأزمات التي أنهكت اقتصادها؛ ما دفعها إلى إنهاء الخلاف مع تل أبيب وتسريع وتيرة الحل على أمل إنعاش الاقتصاد التركي، واستيراد الغاز من الكيان الإسرائيلي، بهدف تنويع مصادر الغاز الطبيعي بعد أن عانت من العقوبات الاقتصادية الروسية خلال الفترة الماضية، واستخدام موسكو الغاز كورقة للضغط على أنقرة.

ودفعت العزلة الإقليمية التي عانت منها تركيا، بسبب مشاكلها العميقة مع دول الجوار، بأنقرة للبحث عن شركاء تتسم علاقتها الاقتصادية بهم بالديمومة والتوازن؛ ما جعل البوصلة تتجه لإعادة فتح العلاقات مع تل أبيب.

حاجة وتبريرات

وتعتمد تركيا بشكل متزايد على واردات الغاز الطبيعي بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي سنويًا، وزاد الطلب على الغاز لأكثر من ثلاثة أمثاله منذ عام 2000 ليصل إلى نحو 47 مليار متر مكعب، ومن المتوقع أن يواصل ارتفاعه مع نمو اقتصاد البلاد وعدد سكانها، ويبلغ إجمالي إنفاق تركيا على الطاقة نحو 60 مليار دولار سنوياً.

ويستخدم الغاز الطبيعي في تركيا، بشكل رئيس، في قطاع الطاقة الكهربية والتدفئة، مع توجيه كميات كبيرة منه إلى قطاعات الصناعة، ومن المتوقع أن يظل نمو الاستهلاك قوياً بسبب تزايد استهلاك الكهرباء كما أن محطات توليد الطاقة الجديدة تواصل تحفيز الاستمرار في الطلب.

وتنتج تركيا كمية ضئيلة جداً من الغاز الطبيعي، ودخل عدد من حقول الغاز الطبيعي مرحلة الإنتاج في البحر الأسود شمالاً، إلا أن الإنتاج المحلي لا يغطي الطلب، ولا تزال تركيا تستورد حوالي 97% من حاجتها من الغاز الطبيعي.

ويُنتظر أن يعلن الجانبان، التركي والإسرائيلي، خلال الأسابيع المقبلة، عن تبادل السفراء، ووفقًا لوسائل إعلام تركية تم اختيار كمال أوكام سفيرًا لتركيا في تل أبيب، بينما ينتظر أن تعقد اللجنة العليا للتعينات في وزارة الخارجية الإسرائيلية في الـ 27 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لاختيار سفيرها في أنقرة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن