تساؤلات إسرائيلية حول إقالة السيسي لرئيس مخابراته

رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي
رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي

بحث يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في الأسباب الكامنة وراء إقالة رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة اللواء خالد فوزي، مشيرا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يريد تقوية موقعه في السيطرة على هذه المؤسسة الأمنية.

وأوضح أن خبر إقالة فوزي انتشر في العالم العربي كالنار في الهشيم، حتى قبل أن يصدر رسميا عن الرئاسة المصرية، مقدما جملة تفسيرات لهذا التطور الدراماتيكي في مصر.

أول هذه التفسيرات اتهام السيسي لفوزي بالإخفاق في تحقيق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، التي كانت مهمة للسيسي، تمهيدا لدخول الفلسطينيين في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية مصرية، لكن فوزي أخفق بتحقيق اختراق في الأفق المسدود لهذه المصالحة، مما أساء إلى دور السيسي في المنطقة.

تفسير آخر ذكره بن مناحيم، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يتعلق بالتسريبات الإعلامية لصحيفة نيويورك تايمز الخاصة بأحد ضباط الأمن المصريين، الذي طالب عددا من الإعلاميين المصريين بعدم معارضة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن القدس عاصمة إسرائيل، ورغم النفي المصري لهذه التسريبات، لكن الصحيفة الأمريكية أصرت على صحتها.

تفسير ثالث لإقالة فوزي مرتبط بالتحضيرات للانتخابات الرئاسية المصرية في آذار/ مارس القادم، وخشية السيسي من وجود نفوذ لمنافسه الجنرال سامي عنان في المؤسسة الأمنية، ولذلك فقد أراد السيسي السيطرة عليها مبكرا، من أجل ضمان فوزه، خاصة أن جهاز المخابرات العامة له دور كبير في العملية الانتخابية.

وأضاف بن مناحيم: هناك تقدير بأن السيسي سيجري تغييرات جوهرية في قيادة هذا الجهاز، للحفاظ على استقرار مصر، وقد يقدم على تعيين المقرب منه عباس كامل رئيسا للجهاز بصورة دائمة.

مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يقيل فيها السيسي رئيس جهاز المخابرات العامة، فقبل ثلاث سنوات أقال الجنرال محمد فريد التهامي، ومن الطبيعي أن يعين المقربين منه في المواقع الأمنية الحساسة في ضوء التحديات التي يواجهها، سواء المشاكل الأمنية مع الجماعات المسلحة، أم في الوضع الاقتصادي الصعب.

وأوضح أن إقالة فوزي تأتي بالتزامن مع تقديرات أمنية، تشير إلى أن الجيش المصري يسعى لترشيح شخصية قوية لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئاسية.

الكاتب الإسرائيلي زعم أن الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها فتح وحماس، باتتا تخشيان أن تؤثر هذه الإقالة على تجميد ملف المصالحة بينهما، لأن فوزي كان المسؤول المباشر عن إبرامها قبل أشهر، ولذلك لا تجري اتصالات مصرية فلسطينية في هذه الآونة.

وختم بالقول: إقالة فوزي ستلقي بظلالها السلبية على المصالحة الفلسطينية التي تعاني أصلا موتا سريريا، مما يطرح أسئلة حول التعامل الجديد للمخابرات المصرية مع حماس، وهل تسعى مصر مجددا لاستئناف مباحثات المصالحة، ومتى وكيف، كلها أسئلة تشغل الفلسطينيين، وليس لديهم عليها إجابات واضحة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن