تساؤلات وشكوك حول مقتل الجنرال همداني بعد أيام من إقالته

الوطن اليوم /غزة

يبدو أن الصورة التي حرصت إيران على إخراجها إعلاميا، لمقتل القيادي في الحرس الثوري “حسين همداني”، تخفي صورة أخرى غامضة.

فعلى الرغم من المديح والأوصاف الكبيرة والنعي الذي ناله بعد مقتله من مرشد الثورة علي خامنئي، وحتى الرئيس حسن روحاني، مرورا بالقائد العام للحرس الثوري محمد علي جعفري، فإن هناك مؤشرات وشكوكا حول مقتل همداني، وخلافه الأخير معهم الذي سبق إقالته.

الرواية الإيرانية الرسمية تقول إن “همداني”، أكبر المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، والذي قدم الدعم للقوات الإيرانية وقوات حزب الله في معاركها ضد الفصائل السورية المعارضة، لقي حتفه في معارك مع تنظيم الدولة.

وأعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن العميد “استشهد خلال عملية استطلاع كان يقوم بها في منطقة حلب بسوريا”، مضيفا أنه “كان يتولى منذ فترة طويلة مسؤولية تقديم الاستشارات في جزء من سوريا وفي حلب”، ومشيرا إلى أنه “كان منهمكا بعملية استطلاع بمنطقة في حلب ليقدم استشاراته بدقة”.

لكن المعلومات الأخرى تشير إلى أن همداني كان في الفترة الأخيرة “من المغضوب عليهم” بسبب “فشله” في مهمته في سوريا، وهو الأمر الذي أدى إلى إقالته قبل نحو أسبوع من موته.

إقالة وفشل في سوريا

وقالت مصادر إيرانية، في الرابع من الشهر الجاري، إن طهران أقالت اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية.

ووفقا لما قالته وكالة “سحام نيوز” الإيرانية، المقربة من التيار الإصلاحي في إيران، فإن إقالة همداني جاءت بضغوط من رئيس جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني حسين طائب، الذي كان له دور مباشر في إرسال القوات العسكرية الإيرانية والمليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية للقتال إلى جانب قوات النظام في سوريا.

وقد أكد الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، الشكوك حول الرواية الرسمية لمقتل همداني، وأشار إلى تضارب الأنباء حول مقتل همداني وكتب على حسابه على “تويتر”:

تضاربت المعلومات حول مقتل همداني ، قتل في معارك حماة، ومصدر آخر ذكر أنه تم تصفيته في دمشق لمعارضته التدخل الروسي، وأخيراً قتل في حلب
— د.فايز الدويري (@fdwairi) أكتوبر 9, 2015
وأشار الكاتب اللبناني، أحمد عايش، إلى مقاربة حدثت في سوريا، لأحد أبناء النظام السوري شديدي الولاء، وقال إنه بعد مضي أكثر من نصف عام على مصرع اللواء رستم غزالة بسبب خلافه مع النظام السوري حول الدور الإيراني في الحرب السورية، فها هو الجنرال الإيراني حسين همداني يلقى حتفه بعد فترة وجيزة من تنحيته، بسبب فشله في هذه الحرب، ما أدى إلى التدخل العسكري الروسي فيها.

وقال إنها “الحرب التي تأكل رجالها بعد أن تحوّلهم من حلفاء إلى أعداء كما ظهر في الموت المهين لغزالة. ولن يمضي وقت طويل حتى تنجلي أسرار سقوط همداني الرمز القوي للتدخل الإيراني في سوريا وأيقونة “حزب الله” الذي يقاتل هناك”.

وبحسب اللواء الإيراني محسن رضائي فإن همداني توجه الى سوريا منذ أربعة أعوام مع بدء الهجوم، وأشار إلى أنه أسس مليشيا الدفاع الوطني هنالك وشارك في 80 عملية كبرى.
خلافه مع نصر الله

لكن حسابا على “تويتر”، يقول صاحبه إنه منشق عن حزب الله، قدم رواية مختلفة، كان قد أعلن عنها، في 4 تشرين أول/ أكتوبر، أي قبل وفاة همداني بستة أيام، بعدة تغريدات منفصلة تشير إلى خلاف همداني مع زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قائلاً:

أقالة اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني بحجة ضعف أدائه في سوريا اتهمه حسن نصرالله انه سني و يريد ان يكون بديل سليماني
— منشق عن حزب الله (@mahdi13203505) October 4, 2015

حسين همداني قدم تقرير لقيادة الحرس الثوري عن سرقات اسلحة حزب الله و بيعه في سوريا و فساد وضعف حزب الله في الحرب السورية
— منشق عن حزب الله (@mahdi13203505) October 4, 2015

بعد ان قدم اللؤاء حسين همداني تقرير مفصل عن الفساد في حزب الله و كيف اصبح قادة حزب الله اغنياء بسبب السرقات المالية تم اقالة اللواء
— منشق عن حزب الله (@mahdi13203505) October 4, 2015

تبادل الإتهامات بين حسن نصر الله و اللواء حسين همداني بسبب الفشل في سوريا مما ازعج القيادة الايرانية التي انحازت مع نصرالله و طار همداني
— منشق عن حزب الله (@mahdi13203505) October 4, 2015
وقال الـ”منشق عن حزب الله”، بعد مقتل همداني بتغريدة جديدة: “قلنا لكم إن الجنرال حسين همداني طار منذ عدة أيام وشرحنا سبب الخلاف بينه و بين حسن نصرالله”.

عدم إعلان تنظيم الدولة

أمر آخر أثار الريبة، وهو عدم تبني تنظيم الدولة لمقتل همداني، على الرغم من أنه يسارع في كل عملية كبيرة له إلى تبنيها، ويشيد بإنجازاته وخططه العسكرية، إلا أنه في هذه المرة صمت بشكل غريب.

وإن كان عدم إعلان التنظيم لا يشكل دليلا، على عدم مسؤوليته عن العملية، فإنه يطرح تساؤلات عن حقيقة مقتله في ظل الظروف الغامضة المحيطة به.

صورة مثيرة

وأثارت صورة لجثة همداني شكوكا أخرى حول مقتله، إذ تظهر كدمة واضحة على عينه اليسرى، واختلفت التأويلات حول كيفية حدوث تلك الكدمة على العين فقط، وليس كامل الوجه فيما لو أصيب بوجهه. وتبدو عين الجنرال اليسرى وكأنه تعرض لضربة في عينه.

يذكر أن همداني، كان نائب الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس (العمليات الخارجية) في الحرس الثوري، الذي يدير الاستخبارات العسكرية وعمليات المليشيات خارج البلاد.

وكان همداني يعرف بكونه المشرف على العمليات التي ينفذها اللواءان “الفاطميون” و”الزينبيون” اللذان أرسلتهما إيران لمساندة نظام بشار الأسد، فضلا عن عمليات حزب الله اللبناني في سوريا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن