تغيَرت المعادلة والحل الاقليمي يلوح في الافق.

تمارا حداد
تمارا حداد

 

بقلم الكاتبة : تمارا حداد

في ظل ما نسمعه عن الحل الإقليمي والسلام الاقتصادي وهو ما يحدث فعلا على ارض الواقع ، في ظل التواطؤ العربي وغياب الآفاق السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغباء البعض في تحليل ما هو آتي مستقبلا، نعم يحدث الآن في الوطن العربي بعد التغيير الديمغرافي والجغرافي ونجاح المهندسين المتخصصين في التهجير بذلك وبامتياز .

أول نجاح لمخططي التهجير كان في فلسطين، نعم هاجر الفلسطينيين قسرا من بيوتهم وتم التغيير الديمغرافي والجغرافي لملامح فلسطين إلى إحلال المستوطنات وإحلال شعب لا يمت بصلة بأرض فلسطين، هذا النجاح ساعد مهندسي التهجير إلى إرساء قواعد التغيير الديمغرافي والجغرافي للوطن العربي من اجل تحقيق مآرب لإسرائيل وأميركا وحفظ الأمن القومي لإسرائيل.

لم تذكر إسرائيل يوما أن حل الدولتين هو الحل ولم تقبل بحل الدولة الواحدة كون هذا الحل يضر بيهودية الدولة الإسرائيلية، ولكن بعد توطيد فكرة حل الدولتين لدى الفلسطينيين جاءت فكرة الحل الإقليمي لقطع الطريق على الفلسطينيين بإنهاء هذه الفكرة وإنهاء حلم كل فلسطيني، بإرساء دولة فلسطينية على أراضي 1967 .

الحل الإقليمي سيبدد هذا الحلم ، الحل الإقليمي يلوح في الأفق والكثير من العوامل ساعد هذا الحل ليطفو على السطح أولا :-

• الحزبية والطائفية والتي فتكت بالشعوب وعدم وعيها أن هذه الحزبية ما هي إلا لتفكيك الشعوب وتقسيم أوطانهم .

• الأجندات العربية التي قد تكون قاصدة أو غير قاصدة لتشتيت الشعوب .

• بالنسبة لفلسطين الأحزاب والفصائل فصلت الأرض الفلسطينية وجاء ذلك ضمن الالتقاء بالمصالح الإسرائيلية .

آثار الحل الإقليمي :-

1. شرق أوسط جديد ضمن علاقات التطبيع .

2. مقاومين هم إرهابيين .

3. غياب الدولة الفلسطينية على أراضي 1967 بل كنتونات عربية صغيرة تحت سيادة اسرائيلية.

4. تبادل أراضي بين الضفة وإسرائيل وتبادل أراضي بين مصر وإسرائيل للتواصل الجغرافي البري بين مصر والأردن وإنشاء سكة الحديد وإرساء قواعد المناطق التجارية والسياحية .

5. ضياع حق اللاجئين.

6. حكم ذاتي في الضفة في الوقت الحالي وهو اقل التكاليف الحالية لإسرائيل مع حفظ الأمن لإسرائيل .

7. تبديد الوهم بان هناك حلا للدولتين وسيكون مستقبلا تصريحات لبعض القيادات أننا لم ننجح بذلك وعلينا أن نجيد علاقات التطبيع مع إسرائيل لا يوجد لدينا خيار آخر .

هل هناك أمل ؟ الأمل بان يكون نظاما عادلا ديمقراطيا يؤمن بالإنسان قبل المصالح، لو بدأت الانظمة العربية تعمل لشعوبها عبر مبدا الشفافية والعدل وتكافؤ الفرص لما حدث لنا كفلسطينيين وعرب من حالة ضعف وهوان وتنازل واحباط، لا نلوم اسرائيل على ما تقوم به، فالاوروبيون اعطوا فرصة للنظام الفلسطيني بان يكون له قائمة وله دولة فلسطينية حرة، ولكن وجدوا ان عدم اعطاء الشعب حقه في الحياة من مساواة لكافة فئات الشعب بعيد عن المحسوبية كباقي الدول الاوروبية التي تؤمن بالانسان قبل المنصب.

الاوروبيون والدول الغربية يراقبون ما تقوم به المؤسسات الفلسطينية، فاذا ما قاموا بتصويب اوضاعهم، فاسرائيل سترجع لتقويم الوضع الحالي وهذا هدفها الحالي ضم الضفة الغربية لاراضيها ولكن بطريقة كنتونات مسيطر عليها من قبل اسرائيل، وما تنشره اسرائيل ان قيادات السلطة هي التي تقوم بقطع رواتب غزة رغم نفي البعض خوفا من الحرج، واسرائيل ترد لن نسمح بهذا القطع خوفا من انفجار القطاع في وجهها، هذه صفعة في وجه تلك القيادات حتى تتعلم من يضر بشعبه وباهله وخان بلده في نهاية حياته صفعة من الدولة التي تتعامل معها ضد شعبه، فاسرائيل لا يهمها سوى امنها فقط.

تغيرت المعادلة تغيرا جذريا وبدات اسرائيل تفضح القيادات التي هي سبب بؤس الشعب الفلسطيني، وتظهر لنا اسرائيل انها حمامة سلام وبالفعل بدات تروج لهذا الكلام فالحل القادم التطبيع والسلام الاقتصادي بعيد عن الحروب، ولكن هذا لن يحدث الا بنظام مطبع مع اسرائيل ولكن بنفس الوقت عادل لشعوبهم بعيد عن الفساد، فالشعوب الان لا يعنيها حرية الشعب بقدر لقمة العيش، واستطاعت اسرائيل طيلة السنوات القادمة بمجيء قيادات ظالمة ان تقول لنا انظمتكم هي التي ظلمتكم وليس نحن، نعم نجحت والقادم سيثبت مجيء انظمة مسالمة” مستسلمة” ولكن اخف ظلما.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن