تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة.. ملفات أنجزت وأخرى عالقة

وفد حماس للقاهرة

منذ التاسع من فبراير الجاري يجري وفد رفيع المستوى من حركة “حماس” برئاسة رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، لقاءات مكثفة مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، هي الأطول في تاريخ زيارات حماس السابقة، وسط تساؤلات حول طبيعة الزيارة، وحديث غامض عن ملفاتها الناجحة والفاشلة.

طبيعة اللقاءات والتي يُغلفها كثير من السرية من قبل الجانبين (حماس، مصر)، تُركز بشكل أساسي على المصالحة العالقة، وحصار غزة، ومعبر رفح، والوضع الأمني بسيناء، وأضيف إليها مؤخراً ملف جديد “صفقة تبادل الأسرى”، بحسب ما صرح به مسؤولون.

ويقول محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، إن وفد حركته “يسعى من خلال لقاءات القاهرة إلى البحث عن حلول عملية وجادة لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، بعد تخلي الرئيس محمود عباس والحكومة عنه، وإحياء المصالحة من جديد”.

وفي تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، يضيف الزهار: “وفد الحركة وضع الجانب المصري في ضوء التطورات الحاصلة في قطاع غزة ومعاناة سكانه، التي تتفاقم بفعل الحصار المشدد وإغلاق معبر رفح البري، واستمرار أبو مازن في خطواته العقابية”.

 

– لقاءات مصيرية

ويصف الزهار اللقاءات التي تجري بالقاهرة بأنها “هامة ومصيرية”، مشيراً إلى إنها لا تزال مستمرة بعد انطلاقها في التاسع من الشهر الجاري، وقد حققت بعض الإنجازات التي ستعود بالفائدة الكبيرة على قطاع غزة وسكانه خلال المرحلة القصيرة المقبلة.

وذكر القيادي في حركة “حماس” أن الحركة قدمت المرونة والتنازل الكافيين لإتمام المصالحة الداخلية بحسب اتفاق القاهرة الأخير، متهماً عباس بمحاولة إفشال المصالحة والسعي لإيصالها لطريق مسدود، بناءً على إملاءات وضغوطات خارجية.

والخميس وصل إلى العاصمة المصرية وفد ثالث من قيادة الحركة، لينضم إلى وفدين آخرين توجها في وقت سابق من الشهر الجاري لبحث سبل إتمام المصالحة وتخفيف الحصار عن قطاع غزة، مع الجانب المصري.

وقالت الحركة في بيان مقتضب: إن “الوفد يضم صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي، وماهر صلاح رئيس منطقة الخارج، وزاهر جبارين عضو المكتب السياسي”.

وفي 9 فبراير الجاري غادر قطاع غزة وفد من “حماس” برئاسة هنية عبر معبر رفح، متوجهاً إلى القاهرة، وضم الوفد في حينه عدداً من الشخصيات القيادية في الحركة أبرزهم أعضاء المكتب السياسي خليل الحية، وروحي مشتهى، وفتحي حماد، وتبعهم وفد ثانٍ وصل القاهرة، وضم 3 من أعضاء المكتب السياسي لحماس وهم موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نصر.

وفي وقت سابق قال عضو المكتب السياسي، خليل الحية: إن “وفد حماس عبر عن رفضه لكل الحلول التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن وفد الحركة أكد خلال اللقاء مع وزير المخابرات المصري أن فلسطين للفلسطينيين ومصر للمصريين.

وأضاف الحية أن الوفد جدّد تأكيد ضرورة إنهاء أزمة معبر رفح بشكل كامل، والعمل على إنهاء المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة، وتحسين الأوضاع الحياتية والإنسانية والاقتصادية.

وذكر أيضاً أن مصر سترسل وفداً أمنياً إلى قطاع غزة قريباً للمضي في تطبيق تفاهمات المصالحة، والعمل على إنهاء أزمات القطاع.

مسؤول في وزارة الخارجية المصرية كشف لـ”الخليج أونلاين” أن جولات الحوار والنقاش التي تتم بين جهاز المخابرات المصرية ووفد حركة “حماس” الأمني والسياسي، كانت “معقدة” نظراً لخطورة وأهمية الملفات التي يتم بحثها.

وقال: “إضافة إلى ملفات المصالحة وحصار غزة وقضية معبر رفح التي لا تزال عالقة، مصر طالبت وفد حركة “حماس” برقابة أمنية مشددة على طول الخط الحدودي الفاصل بين غزة والأراضي المصرية، ومساعدتها في مراقبة الحدود، بالتزامن مع حملتها الأمنية العسكرية في شبه جزيرة سيناء”.

– أجواء إيجابية

وذكر المسؤول المصري أن القاهرة استغلت الحالة الإيجابية التي أحاطت بلقاءات وفد “حماس”، لفتح ملفات أخرى من بينها “صفقة تبادل الأسرى”، مؤكداً أن مصر تسعى لإحراز تقدم بهذا الملف خلال فترة قريبة، وقد أخذت الضوء الأخضر من حركة “حماس” لذلك.

وأشار إلى أن حركة “حماس” أبدت مرونة وروحاً إيجابية كافية لأن تُجبر بها مصر على اتخاذ خطوات جادة وعملية للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على القطاع وسكانه.

بدوره أكد أحمد يوسف، القيادي في حركة “حماس”، أن نوعية الشخصيات التي تستضيفها القاهرة من قادة الحركة السياسيين والأمنيين، مؤشر على أن مرحلة كبيرة من النقاش تتم داخل الأراضي المصرية.

وأضاف يوسف: “القاهرة فتحت كل الملفات مع وفد “حماس”، وعلى رأسها صفقة تبادل الأسرى والمصالحة وغزة ومعبر رفح والأمن بسيناء”، متوقعاً أن تخرج نتائج اللقاءات السرية التي تجري منذ أسبوعين تقريباً بقرارات هامة ومفاجئة للجميع، وخاصة على صعيد حصار غزة بعد تعطل المصالحة.

وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن وفد حماس الموجود حالياً في القاهرة يضم ممثلي الذراع العسكري للحركة، مشيرة إلى أن هذا الأمر يرفع من إمكانية التحاور على صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.

وبحسب الصحيفة فإن “هناك مصادر بغزة تتحدث عن إمكانية التوصل لاتفاق بين مصر وحماس دون السلطة؛ بهدف منع حدوث انهيار في قطاع غزة المحاصر”.

وفي 12 أكتوبر الماضي وقعت حركتا “فتح” و”حماس” على اتفاق للمصالحة في القاهرة، لكن تطبيقه تعثر.

ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة، أوضاعاً معيشية متردية من جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ نحو 12 عاماً، إضافة إلى استمرار العقوبات التي يفرضها الرئيس محمود عباس منذ قرابة العام عليه.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن