تفاصيل مفاجئة في جريمة هزت الرأي العام بمدينة رفح

بينما “لا تزال جارية” تحقيقات أجهزة الأمن في قطاع غزّة حول ملابسات جريمتي قتل في مدينتي رفح و غزة تفصل بينهما (زمنيا) 5 ساعات فقط، بات الناس في القطاع، كما تتحدث أوساط مختلفة، أكثر قلقا حيال “الأمان الشخصي” …

حتى كتابة هذا التقرير، تقول أجهزة الأمن العاملة في قطاع غزة ان تحقيقاتها التي لم تنته بعد، تشير إلى وجود شبهات بأن “وائل أبو نحلة” الذي احترق 90 في المئة من جسده في “جريمة مركبة” بمنزل في رفح راحت ضحيتها والدته وشقيقته الأصمّتين (ليلة الإثنين/الثلاثاء)، تأكد لدى الأجهزة ذاتها في غزة أن وفاة مصور تلفزيون فلسطين كمال محمد أبو نحل، ( 40 عاما) “لم تكن بفعل تعرضه لـ”ذبحة صدرية” كما أشار المسؤولون في “مديرية الداخلية”، وإنما بفعل جريمة متعمدة عزز أحتمال وقوعها في وقت مبكر من صباح الثلاثاء “العثور على آثار ضربات على ظهره” .

قالت مصادر أمنية أنه عند الساعة 9:53 من مساء الاثنين الماضي، تلقت الشرطة في “رفح” ( عبر الرقم المجاني 100 ) اتصالا هاتفيا من أحد المواطنين، أبلغ فيه عن نشوب حريق بمنزل عائلة المواطن محمود أبو نحلة في حي الجنينة شرق المدينة، ما استدعى و صول الشرطة و الدفاع المدني إلى المكان بعد أقل من 8 دقائق، حيث انتهت الجهود في مواجهة الحريق بانتشال المرأة المسنة آمنة أبو نحلة ونجليها الأصمّين وائل وهدى ( 35 و 55 عاما)، لتشير التحقيقات اللاحقة إلى “وجود آثار دماء” على جسم الأم الذي لم تظهر عليه أي آثار للحروق، فيما لفتت المصادر إلى أنه صدرت أوامر بإغلاق المنزل ومنع المواطنين وأفراد العائلة من الاقتراب منه، وذلك قبل إرسال طاقم أظهرت المعاينات الأولية التي أجراهها وجود “جالون” يحتوي على البنزين و سكين.

وفي الإطار، ومع بدء تناقل أحاديث من قبل الجيران عن احتمال حدوث جريمة بمنزل المواطن أبو نحلة، وصل مركز الأمن مواطن وأخبر أحد ضباط المباحث بأنه باع “الجالون” فارغا والسكين لوائل أبو نحلة، قبل نحو 30 دقيقة فقط على نشوب الحريق بالمنزل، لتؤكد تقارير طبية وردت لاحقا بأن جثتي الأم وإبنتها قد تعرضتا للذبح الشديد من الرقبة بعمق كبير، وهو ما رجح لدى الأجهزة المختصة بالتحقيق أن وائل “قتل والدته في غرفتها ثم قتل شقيقته ذبحا في الغرفة التي حدث فيها الحريق، قبل أن يقدم على الانتحار بإحراق نفسه على السرير الخاص به وفي الغرفة حيث قتل شقيقته التي احترق جسدها بنسبة تصل 70 في المئة” .

في الاحاديث المتناقلة حول دوافع وائل لاقتراف الجريمة قبل إضرامه النار في جسده، لا تستبعد المصادر الأمنية وجود تحريض من طرف ثالث دفعه لاقترافها، لكن شقيق الأم أبو نحلة لديه رواية أخرى تشير إلى وجود “جريمة كبيرة أبطالها ( كما قالت نساء من الجيران ) ملثمان شوهدا وهما يقفزان من البيت وقت الحادثة” و “فقدان ذهب تمت سرقته من المنزل”، مشيرا في حديث مع القدس دوت كوم إلى استغرابه من رواية “الداخلية” عن أن “وائل نفذ الجريمة وانتحر حرقا”، لافتا إلى أن إبن شقيقته “كان على علاقة ممتازة جدا مع والدته وشقيقته”، وهو ما أكده عدد من الجيران في أحاديث منفصلة .

المصادر الأمنية  قالت أن رواية عائلة أبو نحلة إنما تروى “تحت تأثير الصدمة”، مبينةً أن الكسر الذي تم التحدث عنه في نافذة بالمنزل نجم عن كسره من قبل مواطنين حاولوا إخماد الحريق، بينما لم يثبت سرقة أي أموال أو مصاغات ذهبية أو أي مقتنيات أخرى .

أما بالنسبة لجريمة مقتل مصور تلفزيون فلسطين كمال محمد أبو نحل من سكان حي الشيخ رضوان شمال غزة، فقد تحدثت مصادر أمنية ، أنه عثر على آثار ضربات على ظهره، رغم أن “الداخلية” قالت في البداية أنه توفي بفعل “ذبحة صدرية”، مشيرة إلى أن الرجل كان غادر منزله في وقت غير محدد من الليل وعثر عليه عند الساعة 5:40 فجرا ملقى على طرف إحدى الطرق بالقرب من صيدلية مسلم، تعرفت عليه زوجته في مكان وفاته الذي يبعد نحو 600 متر عن منزله، حيث حولت جثته للطب الشرعي وأظهر التقرير أنه تعرض للضرب من الخلف من قبل مجهولين “على رأسه وأعلى ظهره و باستخدام “مفك للبراغي”.

من جهته، قال ابن عم للمغدور أبو نحل  أنه تعرض، أيضا، للطعن، إلا أن جسده – كما قالت مصادر أمنية – “لم تظهر عليه أي آثار طعن”، لافتا إلى أن الضحية “ليس لديه أي أعداء”، بينما لم تظهر التحقيقات أنه تعرض لأي سرقة !

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن