تفريغ نفط كردستان في إسرائيل للإلتفاف على بغداد

النفط

الوطن اليوم/ وكالات

قام إقليم كردستان العراقي -الذي يتمتع بقدر من الحكم الذاتي- بالكشق عن تفاصيل عملياته السرية لتصدير النفط، و ذكر إنه يعتزم بيع كميات أخرى سواء شاءت بغداد أم أبت، وذلك لحاجته للمال من أجل البقاء ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

و نقلت وكالة رويترز عن وزير الموارد المعدنية في الإقليم أشتي هورامي، القول إنه لتجنب رصد النفط فقد تم تهريبه في كثير من الأحوال عن طريق إسرائيل ونقل مباشرة بين سفن راسية قبالة ساحل مالطا، وإن سفنا خداعية استخدمت لزيادة صعوبة متابعتها من جانب بغداد.

و في نقد لحكومة بغداد، قال هورامي “من الناحية الفعلية تعرضنا للتمييز ضدنا ماليا لفترة طويلة. وبحلول عام 2014 عندما لم نتسلم الميزانية قررنا أننا بحاجة للبدء في التفكير في مبيعات مستقلة للنفط”.
ويحق لكردستان الحصول على 17% من إجمالي الموازنة العراقية، و يوضح الإقليم إنه يحتاج لإيرادات مستقرة لسداد التزاماته والإنفاق على مليون لاجئ من الفارين من الحرب في سوريا والعراق، وكذلك لتمويل جيش البشمركة الذي يقاتل تنظيم الدولة.

و يقوم الإقليم بتصدير أكثر من خمسمئة ألف برميل يوميا من النفط، أي نحو سبع الصادرات العراقية، ويعتقد أن بغداد تقبل الآن جزئيا على الأقل توجه الصادرات الكردية المباشرة لما يصل إلى عشر دول.

و كان معظم الزبائن يخافون الاقتراب من نفط كردستان لأن بغداد هددت بمقاضاة أي مشترٍ.

و أضاف هورامي “كانت لعبة جديدة تماما علينا. فقد أراد المشترون أن تستأجر حكومة إقليم كردستان ناقلات خاصة للنفط الخام، ولم نكن نعرف شيئا عن صناعة الشحن أو النقل البحري”.

و استمرت حكومة الإقليم مع تاجر النفط المخضرم مرتضى لاخاني الذي كان يعمل بشركة جلينكور في العراق في العقد الأول من القرن الحالي، للمساعدة في إيجاد السفن.

ويقول هورامي إن من السابق لأوانه الكشف عن أسماء المتعاملين وشركات الشحن ومشتري النفط الكردي.

ينوي إقليم كردستان زيادة صادرات النفط بما يصل إلى مليون برميل يوميا (رويترز).
و وجه بعض المشترين الناقلات إلى عسقلان في إسرائيل حيث تمّ تفريغ النفط في منشآت تخزين لإعادة بيعه لاحقا لمشترين في أوروبا. وبيع النفط الكردي أيضا إلى مالطا ونقل في البحر من سفينة إلى أخرى، مما ساعد على إخفاء المشترين النهائيين وبهذا حماهم من تهديدات شركة النفط الحكومية العراقية.

و يعتزم الإقليم زيادة الصادرات بما يصل إلى مليون برميل، ويريد أن يصبح أيضا مصدرا لكميات كبيرة من الغاز، وهو ما سيرسخ أقدامه على خريطة الطاقة العالمية.

و قد سمحت مبيعات النفط المستقلة في 2014 لكردستان باقتراض نحو ثلاثة مليارات دولار من مصادر من بينها تركيا وبيوت تجارية.

و يذكر هورامي إن عدد الدول التي تستقبل النفط الكردي ازداد حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2015 إلى حوالي عشر، لكنه امتنع عن ذكر أسمائها.

و سبق أن أوضحت رويترز أن النفط الكردي وجد طريقه إلى دول مثل إسرائيل والمجر.

و سمحت المبيعات المستقلة لحكومة كردستان بتحقيق دخل يتراوح بين 800 مليون و850 مليون دولار شهريا بدءا من يوليو/تموز الماضي، بما يمكنها من صرف المرتبات وسداد تكاليف استمرار شركات نفط مثل جينيل.

على الرغم من ذلك، أدى انهيار أسعار النفط منذ عام 2014 إلى ازدياد صعوبة سد العجز في التمويل.

و حتى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الحالي كان الإقليم متخلفا ثلاثة أشهر عن صرف المرتبات، لكن هورامي يقول إنه يأمل في سد هذا العجز من خلال زيادة الإنتاج عام 2016، كما يتطلع لبيع بعض الأصول والبنية التحتية لإتاحة سيولة مالية.

و حتى اليوم، ما زالت حكومة الإقليم تدين بثلاثة مليارات دولار لمقرضيها في 2014، لكن هورامي يأمل في تسديد هذه الديون أو على الأقل تقليلها بدرجة كبيرة على مدار 2016.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن