تنازلات حركة حماس لا تضمن مصالحة فلسطينية

حماس

يُفترض أن تُمهد التنازلات التي قدمتها حركة حماس لمنافستها حركة فتح، الطريق إلى المصالحة بعد 10 سنوات من انقسام بين الحركتين, لكن وكالة الأنباء الأمريكية، نشرت تقريرًا اليوم الأربعاء، يقول إن إنهاء الانقسام، لا يزال بعيدًا.

ويرى كاتب التقرير الصحفي محمد دراغمة أن محاولة إنهاء الانقسام هذه المرة تبدو مختلفة عن سابقاتها؛ فحماس تعاني مشاكل سياسية واقتصادية صعبة بعد سنوات من الحصار الإسرائيلي – المصري، الأمر الذي دفعها لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها قبل ستة أشهر لإدارة القطاع، والاستعداد لإجراء انتخابات عامة، وتسليم مهام الحكومة إلى الرئيس أبو مازن الذي رحب بدوره بهذه المبادرة، وأبدى ارتياحًا تجاهها.

ويرى الكاتب أن الأوضاع الصعبة في القطاع الذي خاض ثلاثة حروب مع إسرائيل، وارتفاع نسبة البطالة لتصل 40٪، وعدم توفر الكهرباء لمليوني فلسطيني، وعدم قدرة الآلاف على السفر، وتصعيد أبو مازن من ضغوطاته على حماس، بقطع رواتب الآلاف من الموظفين، والتوقف عن دفع فواتير كهرباء غزة إلى إسرائيل، هي من أبرز الأسباب التي دفعت حماس لتقديم هذه التنازلات، سيما وأن حماس لم تستطع تعويض خسارة عشرات الملايين من الدولارات التي كانت تتلقاها من حكومة أبو مازن.

وأشار الكاتب إلى تصريح محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية في فتح، والذي قال فيه إنه لم يعد من الممكن للسطلة الاستمرار بدعم حماس ماليًا، لذلك فإن حماس لم يكن بوسعها إلا أن تواصل حكم قطاع غزة، وبذلك فإن عليها أن توفر التمويل اللازم لذلك، وإمّا أن تتنازل عن الحكم.

ولا يغفل الكاتب التغييرات التي مرت بها حماس، حيث نأت الحركة بنفسها عن جماعة “الإخوان المسلمين”، وعرفت نفسها في الوثيقة السياسية الأخيرة على أنها “حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية”، مُعتبرًا أن هذا التغيير قد يسمح للحركة بتحسين علاقاتها مع جارتها مصر.

أما في انتخابات الحركة الداخلية فاختير يحيى السنوار قائدًا جديدًا للحركة في غزة، وهو شخصية حازمة، لديه علاقة قوية مع الجناح العسكري للحركة.

ويقول المسؤولون في حماس إن السنوار يؤمن أن حركته يجب أن تبقى حركة مقاومة ومعارضة، وليس حكومة، وقد انتظر اللحظة المناسبة للتنازل عن الحكومة.

الرئيس عباس، وحكومة الوفاق الوطني في رام الله، وحركة فتح، رحبوا جميعًا بإعلان حركة حماس الذي جاء بعد عدة أيام من المحادثات مع الوسطاء المصريين.

ومن المتوقع أن يقوم الرئيس عباس المتواجد في نيويورك لإلقاء خطاب أمام الأمم المتحدة، بمناقشة خططه بما يتعلق بملف المصالحة بعد عودته إلى المنطقة يوم غد الخميس.

حماس قالت إنها أعطت أوامر للمسؤولين بأن يكونوا إيجابيين في تسليم المناصب العليا لحكومة الحمدالله, لكن ذلك لا يعني أن لا عقبات أخرى في طريق تحقيق المصالحة، فالحركة لديها آلاف المقاتلين المسلحين، وتملك ترسانة ضخمة من الصواريخ وقذائف الهاون، ورفضت طلبات سابقة لنزع سلاحها، وعلى الأغلب لن تُغير حماس رأيها في هذا الموضوع.

الموضوع الآخر، هو التفاهمات التي جرت بين حماس، والقيادي المفصول من فتح محمد دحلان، والذي يقف على النقيض من الرئيس عباس، فتقول حماس إن اتفاقها مع أبو مازن لن يؤثر على علاقتها مع دحلان، وأنها ملتزمة بالتعامل معه.

وقال مسؤول كبير في حماس “لقد أبلغنا مصر بأننا بدأنا تحقيق المصالحة الاجتماعية مع دحلان، وأن دحلان جزء من الطيف السياسي الفلسطيني.

هل سيوافق عباس على أن يشارك الحكم مع حماس؟ يتساءل الكاتب، ويقول إن أبو مازن لم يُظهر حتى الآن استعدادًا لإنشاء شراكة مع حماس, لكن عزام الأحمد، القيادي في فتح، يقول إنه سيتم عقد اجتماعات في الأسابيع المقبلة مع مسؤولين من حركة حماس في القاهرة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن