تنامي الوجود العسكري الامريكي في افريقيا

تنامي الوجود العسكري الامريكي في افريقيا

كتب يوجين بورير: في عام 2006، نشر 1% من كوماندو البحرية في قيادة عمليات المنطقة الافريقية، اما في عام 2016 فقد تم ارسال 17.2% من كل  قوات العمليات الامريكية الخاصة بما فيهم ذوي القبعات الخضراء الى افريقيا وعند عام 2014 وقف العدد على 700، وهو عبارة عن زيادة بمقدار 41% في سنتين.

جاءت هذه الارقام من تقرير نيك تورس في جريدة الاعتراض حول ” زيادة هائلة في العمليات العسكرية الامريكية في افريقيا، كل هذا جرى من قبل ادارة اوباما، كانت الامور تظهر في عناوين الاخبار بشكل عادي ولكن الامر كان كبيرا. هذا ليس التمدد العسكري الوحيد للولايات المتحدة في القارة الافريقية ، فالجيش الامريكي ينفق 100 مليون دولار لبناء قاعدة للطائرات المسيرة في النيجر.

على الاقل هناك 1700 من القوات الخاصة الامريكية منتشرون في 33 دولة افريقية وجاهزين في كل وقت، ان المهمة المعلن عنها لهذه القوات هي:”  دعم المهنية العسكرية وقدرات الجيوش”. كما بنت القوات الامريكية نوعا من المشروع المشترك مع فرنسا. في الوثائق التي تفسر لماذا تم انشاء قاعدة في النيجر  يقول الجيش ان ذلك لدعم ” الانتشار الاقليمي الفرنسي”.

نشرت فرنسا حوالي 3 آلاف جندي في خمس من مستعمراتها الافريقية السابقة تحت ادعاء ” قوات مضادة للارهاب”. لقد انشأت فرنسا والولايات المتحدة ارخبيلا كبيرا من القواعد في القارة وذلك لاستعراض القوة. وكما رأينا فقد وضعت آلاف البساطير على الارض وكذلك الطائرات والمسيرات في الجوبينما يقول البلدان قليلا عن ذلك. وتطوي اكثر المعلومات بسرية ، من الواضح ان هناك حربا رئيسية تدور في افريقيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من خلال عملاء افريقيين اضافة الى قواتهم، واذا نظرنا الى مناطق تركز هذه القوات سندرك الفكرة الاساسية عن استراتيجيتها الاعرض.

خاضت الولايات المتحدة قبل عقدين حربا في القرن الافريقي وخصوصا في الصومال حيث فككت الدولة – كما حركت حروبا حيثما هناك دول عميلة  وذلك مقابل المال والسلاح والتدريب، وهي الان تخوض حربا احتلالية ضد المتمردين الشباب. فلماذا قامت الولايات المتحدة بخلق حالة اضطراب في الصومال عام 2006؟ مبدئيا لضمان ان لا تكون هناك حكومة ذات سيادة تسيطر على الممرات البحرية  المكتظة دائما.

التركيز الرئيسي الثاني للقوات هو في منطقة السهل، وخاصة في مالي والنيجر، ومرة اخرى فان السبب السطحي الظاهر لذلك هو المتمردين الاسلاميين في هذه البلدان، وكذلك في نيجيريا وليبيا، وهذه الاقطار غنية بالموارد المادية والبشرية وهي متجاورة ومتشابهة في الخصائص، ان الكلام في الغرب عن عدم السماح بعدم الاستقرار اوقيام حكومات سلفية هو الشيفرة لهدف عدم السماح بهروب الجواهر من ايديهم، ولذا فان الكلام عن قراءة ما بين السطور مطلوب، هذه الدوافع كشفت بوضوح في الوثائق الحكومية الامريكية، ففي مجلة ” بوستشر ريفيو”  لعام 2016  ووفقا للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ فان القيادة الافريقية للجيش الامريكي قد تحدثوا مباشرة عن مهمتهم وهي: ” استمرار الاوامر في مواصلة تحقيق الاهداف بتقوية المؤسسات الديمقراطية، والتمكين من النمو الاقتصادي والتجارة والاستثمار، تحقيق السلام والامن، وفتح الفرص امام التنمية في انحاء القارة، عرضفوائد غير متكافئة لافريقيا والولايات المتحدة واوروبا في المستقبل، المساعدة في بناء مؤسسات افريقية قادرة على حماية سكانها الوصول للرخاء الاقتصادي، ونشر سيادة القانون”.

واضح تماما التوكيد العام على بناء الدول (حسب معايير الديمقراطية الغربية) الاستقرار والنمو الاقتصادي بمعنى آخر تقوية القدرة على على مشاركة القوة البشرية في هذه البلدان في النظام الاقتصادي الرأسمالي الاوسع.

من المهم ان نربط ذلك باستراتيجية اعرض والتي تعيدنا الى المحاولات في  ايام الحرب الباردة  لتصوير  السيطرة على امريكا اللاتينية  في الستينات وحتى الثمانينات كأمر استراتيجي مهم لامريكا، واندفاعا في مواجهة امريكا بعدد متنوع من المنظمات اليسارية المتمردة كان هناك تهديد قاتل للولايات المتحدة والذي ارعب  نصف الكرة الغربي من التوجه نحو الاشتراكية.

خلال صحوة فيتنام لم يكن احتلال امريكا اللاتينية ممكنا، وبدلا من ذلك انشأت الولايات المتعدة عدد من الدول اليمينية المستبدة ، اغلبها كانت تقاد من العسكر. وغذت الولايات المتحدة الروابط مع المؤسسة الامنية منفقة عليهم بسخاء ومسلحة لهم كما قامت بتدريبهم بما يسمح لهم السيطرة على بلدانهم بالقبضة الحديدية. في المقابل، ضمنوا ان القوى السياسية المعادية لسياسات صندوق النقد الدولي/ الولايات المتحدة  حول التقشف لن تصل الى السلطة، بل انها اغرقتهم في الدم والحروب القذرة من السلفادور الى الارجنتين.

تتخذ الولايات المتحدة الان نفس الاستراتيجية في افريقيا الغنية بالموارد، مستغلة العلاقات بالعسكر وهبات الاسلحة والتدريب، ان الولايات المتحدة تبني علاقات مع عدد من الدول تسود المقايضات في المصالح العامة الكبرى التي تراها الولايات المتحدة. واذا كان عليهم ان يسحقوا مظاهرة للمعارضة او اثنتين فان الولايات المتحدة ستدعم ولكنها ستقول خلاف ذلك.

عن موقع ليبريشن (التحرير) / ترجمة جبريل محمد

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن