تهديدات أوروبية لليونان للتأثير على مواطنيها قبل الإستفتاء

2015070391132

وكالات / الوطن اليوم

بعد أشهر من المحادثات الفاشلة، استخدم قادة الاتحاد الاوروبي لغة غير دبلوماسية في تصريحاتهم بشأن اليونان ووجهوا مجموعة من الاتهامات إلى أثينا من بينها التوجه نحو الانتحار، والابتزاز، والكذب.

ورغم أن هذه الانتقادات تعكس مشاعر الإحباط من أساليب التفاوض التي يستخدمها رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس وحكومته التي يقودها حزب سيريزا اليساري المتشدد، إلا أنها ربما تكون كذلك جزءا من استراتيجية لتعبئة الرأي العام قبل نهاية الأزمة، بحسب ما يرى خبراء.

ورئيس المفوضية الأوروبية جان – كلود يونكر، المعروف بصراحته، كان أبرز الزعماء الذين أعربوا عن مشاعرهم بدون تحفظ. ففي مؤتمر صحافي عقد يوم الاثنين الماضي قال إنه يشعر ب”الخديعة” و”الحزن الشديد” بسبب “ألاعيب” اليونان.

ويبدو أن ما أثار غضب يونكر، الذي كان من أشد مؤيدي تسيبراس في الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الخمسة من المحادثات، هو خروج اليونان من المحادثات بينما كان الأطراف على وشك التوصل إلى اتفاق حول مستقبل اليونان في أوروبا، بحسب الاتحاد الأوروبي.

وبعد ذلك دعا تسيبراس إلى إجراء استفتاء يوم الاحد المقبل يحدد فيه اليونانيون موقفهم من شروط الاتفاق، وهي الخطوة التي اعتبرها قادة الاتحاد الأوروبي بمثابة تصويت على مستقبل اليونان في أوروبا.

وفي الأسابيع السابقة شوهد يونكر (60 عاما) يرحب بتسيبراس (40 عاما) بالعناق والقبلات أثناء زياراته لبروكسل، إلا أن جو البهجة ذلك اختفى.

وقال يونكر إنه “سأقول لليونانيين أنا أحبكم بحق، وأن عليكم أن لا تختاروا الانتحار لمجرد أنكم خائفون من الموت”، داعيا اليونانيين إلى التصويت ب”نعم” في الاستفتاء.

وفي محاولة أخيرة، قدمت اليونان اقتراحا تطلب فيه صفقة إنقاذ أخرى بقيمة نحو 30 مليار يورو (33 مليار دولار) تضاف إلى برنامجي الإنقاذ بقيمة 240 مليار يورو اللذين حصلت عليهما منذ 2010.

إلا أن دول منطقة اليورو رفضت إجراء أي محادثات إضافية مع أثينا إلا بعد اتضاح نتيجة الاستفتاء.

وإضافة إلى تصريحات يونكر، أدلى العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي بتصريحات تنتقد اليونان.

فقد دعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد اليونان إلى التصرف “كالبالغين”، فيما وصف الألماني مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي أساليب أثينا بأنها “مزعجة حقا” و”متعبة”.

ولكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تقود أكبر اقتصاد في أوروبا، كانت أكثر حذرا في تصريحاتها، إلا أن وزير ماليتها فولفغانغ شويبله اتهم تسيبراس بإطلاق “مزاعم غير صحيحة لا تمت للواقع بصلة”.

وذهب يانيس ريرس وزير مالية لاتفيا إلى أبعد من ذلك، إذ قال للتلفزيون المحلي أمس إنه “نستطيع الآن أن نرى سياسات سيريزا: الترهيب، الابتزاز والأكاذيب”.

وقد ردت الحكومة اليونانية على الانتقادات بالمثل، إذ اتهم تسيبراس قادة أوروبا في تغريدة على تويتر بممارسة “الخنق المالي” و”الابتزاز” و”الإكراه”.

ورغم الخلافات بين الطرفين إلا أن وزراء مالية منطقة اليورو تركوا الباب مفتوحا لإجراء مزيد من المحادثات بعد الاستفتاء. وأقر القادة الأوروبيون بأن هذه المحادثات ستكون أكثر صعوبة من سابقتها.

واعتبر محللون أنه ربما كانت وراء هذه التصريحات الغاضبة استراتيجية سياسية.

ورأى بابلو كالديرون مارتينز أستاذ الدراسات الاسبانية والأوروبية في جامعة كنغز كوليدج في لندن أن القادة الأوروبيين ربما يحاولون التمهيد لتداعيات الحل النهائي للأزمة.

ومن المرجح أن يكون هذا الحل مكلفا جدا لدول منطقة اليورو كما أنه سيؤدي إلى انقسام الرأي العام.

وأوضح أن جميع القادة الأوروبيين “يحاولون تغطية أنفسهم من أي نوع من الانكشاف (على تداعيات الأزمة) … فقد بدأت لعبة تبادل الاتهامات وتحميل المسؤولية للآخر”.

وأشار برونو امابل الخبير الاقتصادي في جامعة بانثيون سوربون في باريس إلى أن التصريحات السلبية تهدف إلى توجيه رسالة الى الناخبين الأوروبيين. وأوضح أن هذه التصريحات “تريد أن تظهر لعامة الناس أن أي حكومة ليسار متطرف تقود إلى الفشل وأن عليهم ان يثقوا بالأحزاب التقليدية”.

ومعظم الحكومات في دول منطقة اليورو حاليا هي حكومات تتبنى سياسات اقتصادية ليبرالية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن