جهود مصرية لمنع التصعيد.. استئناف مباحثات التهدئة؟

جهود مصرية لمنع التصعيد.. استئناف مباحثات التهدئة؟

على وقع التصعيد الذي تشهده المناطق الحدودية شرقي قطاع غزة، وصل وفد يضم قيادة حركة “حماس”، أمس السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة، عبر معبر رفح البري، للاجتماع بمسؤولين في المخابرات المصرية، تلبية لدعوة سابقة، لبحث ملفي التهدئة مع إسرائيل والمصالحة الفلسطينية.

يأتي ذلك فيما تشهد المناطق الحدودية في القطاع أحداثا دموية ساخنة على غير العادة منذ عدة أسابيع، عند 5 نقاط حدودية، قمع فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين العزل في إطار مشاركاتهم في فعاليات مسيرات “العودة” بأسلحة مختلفة، ما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص بينهم طفلان وإصابة أكثر من 500 متظاهر، بينهم 90 بالرصاص الحي، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن خلال الأحداث الدامية التي شهدها الأول من أمسن الجمعة، “تجمع نحو 20 ألف فلسطينيي في عدة مواقع على طول الحدود وأشعلوا إطارات ورشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة والعبوات الناسفة المحلية الصنع”.

وادعى المتحدث العسكري الإسرائيلي أن “كل ما يحدث على الحدود مع غزة هو تكتيك لحركة حماس لحرف الانتباه عن الوضع الإنساني وعن فشل المصالحة مع فتح”.

ومنذ توقف مباحثات التهدئة في نهاية آب/ أغسطس الماضي إثر تهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتجميد ميزانية القطاع التي تصل إلى 100 مليون دولار شهريًا في ظل الأوضاع الإنسانية والمعيشية المتردية في غزة، ارتفعت حدة المواجهات في ظل قمع الاحتلال العنيف، لأعداد المتظاهرين الآخذة بالتزايد على طول السياج الأمني الفاصل شرقي القطاع.

والسبت الماضي، وصل وفد أمني مصري ضم مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات اللواء أحمد عبد الخالق، والقنصل المصري لدى فلسطين عبد الله شحادة، إلى غزة عبر معبر “بيت حانون” (إيريز)، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية مع قيادة “حماس”.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر “غربية مطلعة”، أن المخابرات المصرية حاولت استرضاء قيادة الحركة خلال الاجتماع في غزة، وذلك لاستياء قادة الحركة، بعد تنفيذ السلطات المصرية لرغبة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بوقف الوساطة في مباحثات للتوصل لاتفاق تهدئة طويل الأمد بين حركة “حماس” وإسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن المخابرات المصرية ستركز خلال اجتماعات القاهرة على إتمام ملف المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس” بعد أن وصلت إلى طريق مسدود رافقها حملة اعتقالات بحق ناشطي “حماس” في الضفة الغربية المحتلة تزامن معها حملة اعتقالات مماثلة ضد ناشطي “فتح” في غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولهم إن حركة حماس استأنفت الحشد الشعبي عن النقاط الحدودية لدفع المصريين إلى استئناف جهود الوساطة في مباحثات التهدئة، بمعزل عن التطورات المتعلقة بملف “المصالحة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يفسر عدد الحشود التي وصلت يوم الجمعة الماضي، إلى المناطق الحدودية، حيث تمكن العشرات من الشبان من قص أجزاء كبيرة من السياج واقتحام المنطقة الحدودية لتبدأ هناك مواجهات رشق المتظاهرون خلالها الجنود الإسرائيليين بوابل من الحجارة والزجاجات الحارقة قبل أن تفرقهم زخات من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

في المقابل، أكدت مصادر في الحركة لـ”العربي الجديد” أن وفد حماس الذي يضم كلًا من سامي أبو زهري، وروحي مشتهى، وطاهر النونو، وصلاح البردويل، ونزار عوض الله، وعطا الله أبو السبح، فيما ترأس الوفد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، سيركز على ملف التهدئة.

وقالت المصادر إن “الوفد سيقدم ردًا وافيًا وموقفًا واضحًا، بشأن مقترحات سبق للوفد الأمني المصري الذي زار غزة بقيادة مسؤول ملف فلسطين في جهاز المخابرات اللواء أحمد عبد الخالق، طرحها خلال لقاء قيادة الحركة في القطاع”.

وأوضحت أن “اللقاء سيتناول الحديث بشأن ملف التهدئة مع الاحتلال، ومناقشة تصوّر مصري مؤقت، متعلق بهذا الملف لمنع التصعيد المتبادل فيه لحين التوصل لاتفاق مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية بشأن المصالحة الداخلية، إذ يشترط رئيس السلطة ضرورة إنجاز اتفاق المصالحة قبل المضي في تفاهمات التهدئة مع الاحتلال”.

وأضافت أن “مصر تبذل جهودًا مضاعفة، بشأن ملف التهدئة لما يمثله من أهمية بالنسبة للمنطقة، التي لا تحتمل انفجارات جديدة تزيد من تأزم المشهد للجميع”، مشددة على أن “القيادة المصرية تتطلع إلى إحراز تقدم ونتيجة ملموسة في ملف التهدئة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية العاملة في قطاع غزة”.

وأشارت إلى أن “المشاورات ستتطرق إلى ملف صفقة الأسرى”، مؤكدة أن “هناك إلحاحًا من الجانب الإسرائيلي، على تفعيلها، عبر التواصل مع أكثر من وسيط، في مقدمتهم مصر، والنرويج”. وأشارت إلى أن “الحركة ترحب بالرعاية المصرية لأي عملية تفاوضية غير مباشرة مع الاحتلال”.

في المقابل، قلّلت المصادر من “أهمية المشاورات الخاصة بالمصالحة الداخلية”، مؤكدة أن “نوايا حركة فتح باتت واضحة للجميع بأنها ترفض المصالحة وتتعنت بشروط مستحيلة الحدوث لعدم إتمامها”. وعن الأسباب التي دفعت “فتح” لهذا الموقف، أشارت المصادر إلى أن “إتمام المصالحة الوطنية، قد يمنح دورًا للتيار المناوئ بحركة فتح، والذي يقوده القيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان المنافس اللدود لأبو مازن والمدعوم مصريًا”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن