حرب باردة في أوروبا بسبب اللاجئين

.اللاجئين

وكالات – أثارت أزمة اللاجئين إلى أوروبا مواقف متناقضة بين حكومات الدول الأوروبية المختلفة، غير أن الأبرز كان في الاتهامات الموجهة من بعض دول أوروبا الغربية لدول أوروبية شرقية، وخصوصاً المجر.

على أنه رغم الخلافات بين الدول الأوروبيه في تعاطيها مع أزمة اللاجئين، فإن الشعوب الأوروبية الغربية، على وجه التحديد، أظهرت موقفاً متقدماً على حكوماتها تجاه أزمة اللاجئين إلى أوروبا، فخرجوا بتظاهرات في العديد من المدن تدعم استقبال اللاجئين.

فقد خرجت تظاهرات في كل من لندن ومدريد وكوبنهاغن وأوسلو وهلسنكي ولشبونة، وشملت الآلاف من المتظاهرين الذين حثوا حكوماتهم على استقبال اللاجئين، وانتقدوا موقفها البارد من الأزمة الإنسانية للاجئين.

بين الشرق والغرب

تفاوتت طريقة معالجة الدول الأوروبية الغربية مع أزمة اللاجئين عن مثيلتها في الدول الأوروبية الشرقية سابقاً، بل وذهبت دول مثل النمسا إلى انتقاد طريقة تعامل المجر مع اللاجئين، ما أدى إلى اندلاع أزمة بين البلدين في هذا الخصوص.

الأزمة بين النمسا والمجر اندلعت بسبب تصريحات المستشار التمساوي فيرنر فايمان التي انتقد فيها طريقة معاملة بودابست للاجئين، وشبه سياساتها بعمليات ترحيل اليهود التي ارتكبها النازيون إبان الحرب العالمية الثانية.

وقال فايمان، في مقابلة نشرتها مجلة دير شبيغل الألمانية إن “شحن اللاجئين بواسطة القطارات وإرسالهم لمكان مختلف لما يعتقدون أنهم ذاهبون إليه يذكرنا بأسوأ فصل في تاريخ قارتنا”.

وردت المجر باستدعاء السفير النمساوي لدبها والاحتجاج على تصريحات فايمان، مشيرة إلى أنه {لا يليق بزعيم أوروبي على الإطلاق أن يتفوه بمثل هذه التصريحات في القرن الحادي والعشرين}.

من ناحيته، قال وزير خارجية المجر بيتر سيارتو إن فايمان “يشن منذ أسابيع حملة أكاذيب” ضد بلاده زادت من صعوبة التوصل إلى حل أوروبي مشترك للأزمة.

وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قد انتهج موقفاً متشدداً حيال أزمة اللاجئين، بل وطالب في تصريح لصحيفة بيلد الألمانية نشرت السبت، بضرورة إعادة اللاجئين {إلى حيث أتو} فور أن تغلق بلاده حدودها اليوم الثلاثاء.

ويبدو أن دول أوروبا الشرقية (سابقاً) تحظى بدعم من شعوبها، ففي حين خرجت تظاهرات مؤيدة وداعمة للاجئين في عواصم الدول الأوروبية الغربية، كانت هناك مظاهرات مناهضة للاجئين في عدد من عواصم الدول الأوروبية الشرقية، خصوصاً في وارسو وبراغ وبراتيسلافا.

دول ترفض تقاسم اللاجئين

اجتمعت دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين لبحث مشروع اتفاق بشأن توزيع اللاجئين، غير أنها فشلت في التوصل لتوافق على اقتراح للمفوضية الأوروبية لإعادة توزيع 120 ألف لاجىء في إيطاليا واليونان والمجر، لكنهم اتفقوا على توطين 40 ألفا من هذين البلدين.

هذا الفشل بشأن إعادة توزيع اللاجئين دفع وزير الداخلية الالماني توماس دي مايتسيره اليوم الثلاثاء إلى القول إن على الاتحاد الاوروبي مناقشة سبل الضغط على دول الاتحاد التي تعارض اقتسام اللاجئين، مشيراً إلى أن بعض الدول التي تعارض مبدأ الحصص هي من الدول التي تستفيد من أموال الاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن متحدثة باسم الشرطة الألمانية في بوتسدام قالت إن عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا ألمانيا بالقطارات منذ بداية الشهر وصل إلى 91 ألفاً و823 شخصاً.

لكن ألمانيا نفسها، وبعد أسبوعين من فتح الأبواب أمام اللاجئين، عادت إلى فرض الإجراءات القانونية على الراغبين في دخول أراضيها، على الحدود مع النمسا.

لاجئون أم إرهابيون؟

على أي حال ثمة مخاوف حكومية وشعبية تطال اللاجئين، إذ ظهرت مؤخراً تصريحات تشير إلى مخاوف من أن عناصر متشددة قد تكون مندسة بين اللاجئين.

وبدأت هذه النغمة في التزايد مؤخراً إلى الحد الذي دفع بابا الفاتيكان فرانسيس، الذي كان قد طالب في وقت ما بفتح أبواب الكنائيس لاستقبال اللاجئين، إلى التصريح بأن {الجماعات الإرهابية مثل داعش يمكن أن تكون مندسة بين آلاف اللاجئين الذين يتدفقون إلى أوروبا.

بل ولفت البابا، في مقابلة مع راديو ريناسينا البرتغالي إثر تهديدات متكررة من تنظيم داعش باستهداف روما والفاتيكان، إلى أن روما نفسها قد تكون هدفاً محتملاً.

وأوضح أنه يعلم أنه “على بعد 400 كيلومتر من جزيرة صقلية هناك جماعة إرهابية قاسية، مشيراً إلى ضرورة الترحيب باللاجئين على الرغم من احتياطيات السلامة.

من ناحيته، أطلق وزير لبناني تحذيراً لدى زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لبلاده للاطلاع على مسألة اللاجئين في لبنان، فقال إن ما نسبته 2 في المائة من اللاجئين السوريين هم من المسلحين التابعين لتنظيم داعش.

ونقلت صحيفة دايلي مايل عن الوزير اللبناني الياس بو صعب أن اثنين من كل 100 لاجئ سوري ينتمون لتنظيم داعش وأنهم “سيقومون بتفجيرات انتحارية في أوروبا”.

من جهتها، تحدثت صحيفة {صنداي إكسبرس} البريطانية عن إمكانية تسلل 4 آلاف عنصر من داعش إلى أوروبا على هيئة لاجئين، وقالت الصحيفة إن هذه المعلومات حصلت عليها من مصدر في التنظيم، الذي قال بحسب زعم الصحيفة إن {عملية انتقال هؤلاء إلى أوروبا تمت بنجاح}.

غير أن رئيس الاستخبارات الاتحادية الألمانية جيرهارد شيندلر رد على مثل هذه الأنباء بالقول إنه لا توجد أي معلومات عن وجود إرهابيين بين اللاجئين، من دون أن يستبعد إمكانية تسلل عناصر من داعش إلى أوروبا.

وشكك شيندلر في أن يخاطر عناصر التنظيم بحياتهم للوصول إلى أوروبا عبر البحر، حيث المخاطر الكبيرة، مشيراً إلى أنه من الأسهل عليهم السفر جواً باستخدام وثائق مزورة أو مسروقة.

كذلك حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرج، من خطر تسلل أفراد من داعش إلى أوروبا عبر الهجرة غير الشرعية والتخفي وسط اللاجئين.

وكانت تقارير إعلامية فرنسية تحدثت مؤخراً عن تسلل أحد عناصر داعش إلى فرنسا بصفة طالب لجوء، مشيرى إلى أنه يقيم حالياً في مخيم الغابة في كاليه مع 3500 لاجئ، تمهيدا للتسلل إلى بريطانيا وتنفيذ عملية إرهابية.

وقالت صحيفة لافوا دو نورد الفرنسية، إنه طلب من عناصر الشرطة المحلية العثور على ذلك الشخص، الذي ترك سوريا في أغسطس الماضي، ووضع اسمه على قائمة فرنسية لمراقية مشتبهي الإرهاب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن