حماس تريد ان تتخلص من عبء غزة وأبومازن يريد انجاز سياسي

عباس هنية

نقل موقع “روتر نت” العبري عن المفكر والكاتب الاسرائيلي د ايدي كوهين: قبل ايام اعلنت حركة حماس حل حكومتها في قطاع غزة استجابة لمطالب جهاز المخابرات المصري، ودعت حكومة الوفاق الوطني للقدوم إلى القطاع وممارسة مهام عملها, وتأتي هذه المصالحة بعد عشرة سنوات من الخلاف مع حركة فتح, اذا ما رجعنا الى التاريخ نرى بانه من ثمانينيات القرن المنصرم من ايام حرب لبنان وحتى يومنا يتكلمون عن ترتيب البيت الفلسطيني ومنذ خمس سنوات وقعت حماس وفتح مصالحات كثيرة باءت جميعها بالفشل والاخيرة هذه لن تكون افضل من سابقاتها ولن تتمكن الحركتان من ترجمة تصريحاتهما الى سلوك واقعي.

اذا ما حللنا الظروف والدوافع التي اجبرت حماس ان تمد يدها الى التصالح مع فتح, يتضح لنا ان حماس تريد ان تتماهى مع حزب الله في لبنان بنقل تجربته الى قطاع غزة فحماس تريد ان تتنصل من تحمل الشؤون الادارية و المالية للفلسطينيين وتدخر اموالها لبناء الانفاق وتجهيز قواتها عسكريا وتقوي نفسها عسكريا مع الحفاظ على اجهزة الامن في غزة تحت يدها وهذا هو حال حزب الله في لبنان يحتفظ بالقوة العسكرية ويلقي بإدارة شؤون اللبنانيين الى جماعة الحريري الى جانب ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لا يهمه مصلحة قطاع غزة خاصة والفلسطينيين عامة من اتفاقه مع حماس, هو يريد من هذه المصالحة تحقيق إنجاز سياسي خاص به يظهره ممثلا لكل الفلسطينيين، وناجحا في توحيدهم حتى ولو بصورة هشة.

عليه هذه المصالحة او بالأحرى المغالطة بين حماس و فتح لن تستمر طويلا وستلقى حتفها قريبا لان كلا طرفاها قدما مصالحهم الشخصية الخاصة الضيقة على مصلحة عموم الفلسطينيين.

وإذا ما فكرت اي من هذين الحركتين بمد يد السلام الى اسرائيل, فيجب عليهما اولا حل اجنحتهم العسكرية والاعتراف الكامل بدون اي قيد وشرط بـ اسرائيل وبيهودية الدولة, وفك كل ارتباط لهم مع امبراطورية الارهاب ايران ومع اي دولة معادية لاسرائيل, غير هذا اي محاولة سلام ستبوء بالفشل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن