حماس و”إسرائيل”.. ضبط النفس أم المواجهة؟

جنود الاحتلال

المتابع للإعلام الإسرائيلي وتصريحات القادة الإسرائيليين حول مسألة فقدان ثلاثة مستوطنين في محافظة الخليل واتهام حركة حماس بالوقوف خلف العملية، وما رافقها من عملية استئصال للحركة بالضفة الغربية. يرى أن “إسرائيل” تحاول فتح صفحة جديدة من الصراع، -رغم أن حماس لم تتبنى العملية رسمياً-.

التهديدات الإسرائيلية بدأت بحملة اعتقالات واسعة النطاق طالت أكثر من 200 من مختلف مستويات كوادر الحركة في الضفة، بمن فيهم نواب المجلس التشريعي ووزراء سابقين وأساتذة جامعات، بجانب العناصر الميدانية التنفيذية، وأكثر من 50 أسيراً فلسطينياً محرراً في صفقة التبادل الأخيرة مع “حماس”.

“حماس”، بدورها، حذرت الاحتلال الإسرائيلي من محاولة توظيف “قضية الخليل” لتمرير مخطط لتصفية الحركة في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن نتائجه ستكون عكسية، “وعليه أن يدرك خطورة الاستمرار فيه”.

“إسرائيل” تقدمت خطوة بمعاقبة حماس، بحديثها عن إمكانية إبعاد عدد من قياداتها في الضفة إلى غزة.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” موسى أبو مرزوق، في بيان صحفي: “لقد جرب العدو الإبعاد وعاد خائباً أمام صلابة مبعدينا وإرادة شعبنا، ونحن نبشره بأن فتح باب الإبعاد من جديد سيفتح عليه نار جهنم، فلقد تجاوزنا الضعف إلى التحدي، والشكوى إلى المواجهة والانتظار إلى المبادرة، ولدينا أوراق قوتنا، والأيام بيننا”.

اتهامات الاحتلال لحماس

المحلل السياسي ناجي البطة يرى أن هدف اتهامات نتنياهو لحماس بالوقوف وراء اختفاء الجنود الثلاثة بالخليل، التمهيد والتبرير لشن حملة عسكرية ضد قطاع غزة.

واستدرك البطة  “هناك قلق إسرائيلي كبير، لا سيما بعد الفشل الذريع في تحقيق أهداف الحربين الآخيرتين على قطاع غزة، على اعتبار أن أي حرب قادمة ربما يكون فيها مراهنة على فشل قد يؤدي إلى تقويض المشروع الإسرائيلي نفسه”.

“المعركة القادمة إذا لم يتم فيها –كما يرى الإسرائيليون- تحقيق أهداف واضحة سيؤدي إلى تآكل المشروع الإسرائيلي”. وفق البطة.

وأضاف “بالتالي سيفكر الاحتلال ويحسب ألف حساب قبل أن يقدم على ارتكاب أي حماقة بحق القطاع وشن أي حرب”.

وعما إذا كان الاحتلال معني باجتياح غزة، أجاب البطة “الاحتلال معني بالاجتياح كما هو معني بتحقيق أهدافه في كل حرب عسكرياً، وسياسياً، وأمنياً، لكنه يخشى من عدم تحقيق هذه الأهداف على بعداما صرح أكثر من مسؤول إسرائيلي بأن غزة ضاعفت قوتها عشرات المرات عما كانت عليه في معركة “حرب السجيل” الأخيرة، حيث لمح جيش الاحتلال إلى أن منظومة المقاومة تمتلك أكثر من 110 ألف صاروخ، وأن “إسرائيل” في تراجع أمني خطير في العشر السنوات الأخيرة، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة وخطيرة عليها.

في سياق آخر، أشار البطة إلى تصريحات مصدر إسرائيلي التي قال فيها “إن هدف ما يجري في الضفة وما سيجري في القطاع هو عودة المستوطنين، وتدمير حماس، إلى جانب إفشال المصالحة”.

وتابع المحلل السياسي حديثه قائلاً: “منذ شهور متعددة يخشى الاحتلال من سيطرة حماس على الضفة، لذلك هم يعتبروا أن المصالحة ستؤدي إلى تقريب المدة الزمنية من سيطرة حماس على الضفة، إذ أن التقديرات الإسرائيلية هي تقديرات أمنية بالدرجة الأولى، والأمن الذي يمتلك المعلومة الحقيقية التي يتيقن منها، هي أن التنظيم الأكثر قوة على مواجهته والسيطرة على الضفة وغزة هي حركة “حماس”.

المصدر: فلسطين الآن

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن