خبراء: انتخابات إسرائيل المبكرة تؤجل ملفات غزة “المعلّقة”

30394_خبراء: انتخابات إسرائيل المبكرة تؤجل ملفات غزة

رام الله / الوطن اليوم

قال محللون سياسيون فلسطينيون، إن حل الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، وقرار الانتخابات المبكرة، يُلقي بظلاله على خارطة الوضع السياسي في قطاع غزة، ويؤثر على تفاصيل المشهد الحياتي واليومي لقرابة مليوني مواطن.

واتفق الخبراء، في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، على أن المرحلة الانتقالية في إسرائيل، ستمر على قطاع غزة، دون أي حرب وتصعيد عسكري واسع، بالتزامن مع تعليق ملفات الهدنة، وتثبيتها وتأجيلها إلى مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر، أمس الأول الأربعاء، حل الكنيست (البرلمان) والتوجه إلى انتخابات مبكرة.

وصادقت الهيئة العامة للكنيست على مشروع قانون حل الكنيست، وتم تحديد يوم 17 مارس/ آذار المقبل، لإجراء انتخابات مبكرة.
وكانت الانتخابات العامة الإسرائيلية جرت في شهر يناير/ كانون الثاني عام 2013.

وينص القانون الإسرائيلي على إجراء الانتخابات العامة كل 4 سنوات، ما لم يتقرر إجراء انتخابات مبكرة.

وإلى حين إجراء الانتخابات المبكرة، وتشكيل الحكومة أمام إسرائيل فترة انتقالية مدتها ستة أشهر، وهذه المدة، كما يرى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ستمر بهدوء على قطاع غزة.

وأضاف: “نتنياهو يعلم جيدا، أن أي حرب على قطاع غزة، ستؤلب سكان غلاف غزة (المستوطنات المحاذية للقطاع)، وأي حرب سترهق الميزانية، واقتصاد إسرائيل، الذي يعاني من ضربات متتالية، كما أنه يدرك تماما أن أسهمه لكي ترتفع فإنه في حاجة إلى الهدوء، وأن أي عنف قد ينعكس بالسلب على مستقبله السياسي”.

وكان يائير لابيد، وزير المالية الإسرائيلي المقال، وجه، انتقادات لاذعة نتنياهو، واصفا اياه بـ”المنعزل عن الواقع وعن شعبه”.

وتطرق الوزير المقال إلى حرب غزة، قائلا: “لقد قدت الحرب على غزة، لكنك فقدت حكومتك، وفقدت ثقة الحكومة الأمنية المصغرة بقدرتك على إدارتها، وحينها أذعرتك استطلاعات الرأي”.

ورأت بعض استطلاعات الرأي في إسرائيل أن الحرب على غزة لم تحقق أهدافها بنسبة تراوحت بين 60 إلى 65 %.

وانطلاقا من هذه الاستطلاعات يؤكد أبو سعدة، أن إسرائيل ستسعى إلى تهدئة الأوضاع الميدانية في قطاع غزة.

واستدرك: “عنوان المرحلة القادمة، لا حرب في غزة، ولا سلام، فالتصعيد اليومي، كإطلاق النار على الصيادين، والمزارعين، سيتسمر، لكن الذهاب نحو انفجار الوضع من المستحيل أن يتم”.

ويقول مسؤولون فلسطينيون في غزة، إن قوات الجيش الإسرائيلي تطلق بشكل شبه يومي، نيران أسلحتها تجاه مراكب الصيادين، كما وتستهدف الأراضي الزراعية على الحدود مع قطاع غزة، وهو ما يعتبره الفلسطينيون “خرقاً واضحاً” لاتفاق الهدنة.

وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في 26 أغسطس / آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، أوقفت حرباً إسرائيلية على قطاع غزة دامت 51 يوماً، ما تسبب بمقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير آلاف المنازل.

ويتفق “هاني حبيب”، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة في رام الله، مع أبو سعدة في الرأي، بأن قطاع غزة، لن يشهد أي تصعيد يرتقي إلى درجة الحرب.

وقال حبيب، إنّه خلال الستة أشهر القادمة على الأقل، ستبقى جميع ملفات قطاع غزة مؤجلة، إلى حين استكمال المشهد السياسي في إسرائيل.

وأضاف: “نتنياهو، سيحرص أن تمضي هذه الأسابيع بهدوء، ودون اشتباك مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وربما يقوم بتسهيل حركة المعابر، ليقينه بأن إي انفجار، سيؤثر على المزاج العام للرأي العام الإسرائيلي”.

وأكد حبيب، أن قطاع غزة، لن يشهد أي انفراج حقيقي في الوضعين الإنساني والاقتصادي، إذ سيمر بمرحلة هدوء وصفها بالسلبية.

وتابع: “سيبقى الحال على ما هو عليه، لا حرب، لا سلام، لا هدنة، التأثير الأكبر على في الضفة، حيث ستتصاعد وتيرة الاستيطان والتهويد، أما قطاع غزة، فستحرص القيادة الإسرائيلية في الأيام المقبلة على تهدئة الحدود، والوضع الميداني.

وفلسطينيا يرى حبيب، أن على الفصائل استغلال هذه الفترة، لإرساء حالة الهدنة، وعدم التفكير بالتصعيد من أجل تسهيل عبور مواد البناء إلى القطاع، والبدء الفعلي في إعمار ما دمرته الحرب.

وستؤجل الانتخابات الإسرائيلية وما بعدها مفاوضات الهدنة غير المباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني كما “وليد المدلل”، رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية (خاص) في غزة.

ويقول المدلل إن هذه المرحلة الانتقالية، ستؤجل الكثير من الملفات والقضايا العالقة، وفي مقدمتها تثبيت اتفاق الهدنة.
ويتفق المدلل، مع الرأيين السابقين في أنّ قطاع غزة، لن يشهد أي سيناريو للذهاب نحو الحرب.

وتابع: ” ستتأجل كافة القضايا، مع حرص القيادة الإسرائيلية على الهدوء، ولكن ما هو أكيد أن جولة المفاوضات غير المباشرة، ستتأجل إلى ما بعد الانتخابات خاصة ما يتعلق بصفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة”.

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام في 20 من يوليو/تموز الماضي، عن خطفها شاؤول آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة.

وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي “حماس”.

كما تتهم إسرائيل حركة “حماس” باحتجاز جثة ضابط آخر (هدار غولدن) قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب الماضي، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفيه.

ويرى المدلل، أن مفاوضات الهدنة، لن تشهد أي حراك فعلي، وقد يلجأ الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى تثبيت التهدئة بشكل شفهي، وترحيل كافة القضايا المعلّقة إلى ما بعد الانتخابات وتشكيل الخارطة السياسية الجديدة.

وقام الجانب المصري بتأجيل المفاوضات غير المباشرة (كانت مقررة في السابع والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين أول) جراء الأوضاع السائدة في شمال سيناء، وإغلاق معبر رفح البري.

ولم يتم تحديد أي موعد جديد لاستئناف المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني .

ويوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، توافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، عبر المفاوضات غير المباشرة على الإلتزام بتثبيت التهدئة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقدما مقترحاتهما لجدول أعمال بحث القضايا العالقة على أن يتم استكمال المفاوضات غير المباشرة في القاهرة.

المصدر: الأناضول

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن