خبير إسرائيلي/ على إسرائيل منع حلم حركة حماس ” تفجير الباصات”

تفجير باص في تل ابيب

توقع يوني بن مناحيم الضابط الإسرائيلي السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، أن تتصاعد “انتفاضة القدس” في عامها الثاني.

وقال بن مناحيم في مقالٍ له أعاد نشره أطلس للدراسات الإسرائيلية اليوم الأربعاء، : “على إسرائيل منع حلم حركة حماس التي تريد إعادة ظاهرة تفجير الباصات في مدن إسرائيل مثلما حدث في السنوات الماضية”.

واعتبر أن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية أمراً مهماً جداً بالنسبة لإسرائيل.

وأضاف الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية في حال ضعف السلطة الفلسطينية، فإن التنسيق الأمني مع إسرائيل سيضعف بشكل طبيعي، وستحاول “التنظيمات الإرهابية” استغلال الثغرة من أجل إقامة بنى تحتية “للإرهاب” في مناطق الضفة الغربية وقواعد لأنشطة “تخريبية” في مدن إسرائيل.

وتابع وفي حال نزل محمود عباس عن المنصة السياسية في العام القادم فعلى إسرائيل أن تفعل كل ما بوسعها كي يتم التغيير في قيادة السلطة الفلسطينية بشكل جزئي بلا صدمات تقوض التنسيق الأمني معها.

وفيما يلي نص المقال كاملاً :

تصادف عملية إطلاق النار في القدس، التي وقعت الأسبوع الماضي على يد أحد سكان بلدة سلوان وأسفرت عن مقتل إسرائيليين، دخول الانتفاضة عامها الثاني.

الحديث ليس عن انتفاضة جديدة، إنها نفس الانتفاضة التي اندلعت على خلفية الأحداث في المسجد الأقصى بتشجيع من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي أعطاها الضوء الأخضر في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عام، لكن ربما في عامها الثاني ستتطور لتتميز بخصائص أخرى جديدة.

قدرت الفصائل الفلسطينية قبل عدة أسابيع أن ملامح الانتفاضة قد تتغير، وأنها ستكون منظمة أكثر ومتكاملة باستخدام سلاح ناري وليس فقط باستخدام سكاكين أو عمليات دهس.

حتى الآن من غير الممكن تحديد إذا ما كان هذا الهجوم يشير إلى بداية موجة “هجمات انتحارية” تستلزم إقامة بنى “تخريبية” في مناطق الضفة التي ينطلق منها المنفذون.

تجد حركة حماس صعوبة في إقامة بنى “تخريبية” في مناطق الضفة بسبب أنشطة “الشاباك” المجدية وأنشطة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي تحافظ على ما يسمى “التنسيق الأمني”، حركة حماس ترى في هذا التنسيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية  حسب اتفاق أوسلو  العدو الأكبر الذي يقف أمام الانتفاضة.

يتشجع الفلسطينيون على خلفية نجاح العملية، لأنها ترمز إلى استمرار الانتفاضة، وبسبب أن وقت العملية جاء حسب قول الفلسطينيين احتجاجًا على المشاركة المخزية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في جنازة الرئيس الإسرائيلي سابقًا شمعون بيرس.

ازدياد خطورة سمات العمليات في العام الثاني للانتفاضة يعكس فشل انتفاضة السكاكين بتحقيق أهدافها في عامها الأول، حيث يسعى الفلسطينيون الآن لزيادة عدد القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين من أجل إظهار نجاح الانتفاضة، حسب معطيات الفلسطينيين في العام الأول قتل 40 اسرائيليًا مقابل 250 فلسطينيًا، العملية تم تنفيذها على خلفية دينية متطرفة ورغبة بالانتقام من نظام إنفاذ القانون في إسرائيل على خلفية الخلاف على الاستعدادات الأمنية التي تقودها إسرائيل في محيط المساجد بالحرم القدسي.

ثبت مجددًا أن تنظيم “المرابطين” الذي اقيم على يد الفرع الشمالي للحركة الاسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، هو تنظيم يشكل خطرًا، الحديث ليس فقط عن استفزاز نساء فلسطينيات لزوار يهود في الحرم القدسي، بل يختص التنظيم بالتحريض.

هذا وقد تم إخراج تلك التنظيمات خلال العام الماضي من قائمة التنظيمات القانونية، تم كبت نشاطاتهم على يد قوات الأمن الإسرائيلية، لكن قد يقوم منفذون أفراد يتبعون للتنظيم بتنفيذ “إرهاب” ضد إسرائيل في ظل غياب معلومات استخباراتية مسبقًا تعمل على إحباط تلك العمليات.

عملية القدس، أعادت للوعي الفلسطيني قضية المسجد الأقصى، الذي كان الفتيل الذي فجر الانتفاضة قبل عام، بالإضافة لذلك يقوم نظام التحريض الفلسطيني بالتذكير بقضايا أخرى مثل استمرار الاستيطان في الضفة الغربية، ورفض إسرائيل عقد مؤتمر دولي وفقًا للمبادرة الفرنسية.

واجه إسرائيل صعوبات كبيرة في تحديد مسبق عبر الاستخبارات للمنفذين الأفراد الذين يخططون لتنفيذ عمليات وإحباطها، لذلك فإن عملية القدس تعتبر نجاحًا من وجهة نظر الفلسطينيين، وقد يتم استخدامها كنموذج للمحاكاة.

تتميز أيام “عيد العرش” بتوجه آلاف الاسرائيليين لمنطقة الحائط الغربي والبلدة القديمة في القدس، وستكون فرصة للفلسطينيين محاولة استغلال ذلك لتنفيذ عمليات.

سيستمر أمر استخدام الحرم القدسي أيضًا في العام الثاني للانتفاضة كمصدر إلهام للعمليات ضد إسرائيل، هذا هو المكان الأكثر قابلية للاشتعال في الشرق الأوسط، الذي بنى الفلسطينيين حوله نظام تحريض كاذب ومتطور قد يشعل العنف في كل مرة من جديد.

استخلصت إسرائيل العبر المطلوبة من العام الأول للانتفاضة، واتخذت ترتيبات أمنية صارمة في الحرم القدسي، مما عمل على تقليص عدد العمليات العنيفة في المكان، فكرة وضع أكثر من 100 كاميرا في منطقة الحرم القدسي تسجل ما يحدث على مدار الساعة تم وضعها على الرف، في الوقت الذي انسحبت الأردن من هذا الأمر بعد ضغط الفلسطينيين عليها بحجة ان إسرائيل ستستخدم الكاميرات لإعتقال فلسطينيين.

تواجد بندقية من نوع (m16) بحوزة منفذ العملية هو إشارة خطيرة، لأن سكان القدس الشرقية قادرون على الحصول على سلاح ناري مسروق من الجيش الإسرائيلي ووصل للسوق السوداء، والحديث هنا ليس عن سلاح بسيط معد من مواد بسيطة كما حدث في عمليات العام الماضي مثل عملية “ديزنغوف” أو “شارونا” في تل أبيب.

لذلك، على قوات الأمن الإسرائيلية وضع تشديد استخباراتي على ظاهرة تجارة السلاح غير القانونية التي يقوم بها إسرائيليون ببيع سلاح مسروق من الجيش الإسرائيلي لفلسطينيين في المناطق مقابل عشرات الآلاف من الشواقل، تعامل ناجح مع هذه الظاهرة سيمنع انتشار واستخدام الأسلحة النارية لتنفيذ عمليات، وسيعود منفذو العمليات الفردية لاستخدام سلاح بدائي أو سكاكين.

قد تتصاعد الانتفاضة في العام القادم، لكن علينا منع تحقيق حلم حركة حماس التي تريد إعادة ظاهرة تفجير الباصات في مدن إسرائيل مثلما حدث في الأعوام الماضية، لذلك فإن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية هو أمر مهم جدًا بالنسبة لنا.

في حال ضعف السلطة الفلسطينية، فإن التنسيق الأمني مع إسرائيل سيضعف بشكل طبيعي، وستحاول “التنظيمات الإرهابية” استغلال الثغرة من أجل إقامة بنىً تحتية “للإرهاب” في مناطق الضفة وقواعد لأنشطة “تخريبية” في مدن إسرائيل.

كذلك، في حال نزل محمود عباس عن المنصة السياسية في العام القادم فعلى إسرائيل أن تفعل كل ما بوسعها كي يتم التغيير في قيادة السلطة الفلسطينية بشكل جزئي بلا صدمات تقوض التنسيق الأمني معها.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن