خبير إيراني: هكذا سمحت الولايات المتحدة لإيران بالتمدد في الشرق الأوسط

خبير إيراني: هكذا سمحت الولايات المتحدة لإيران بالتمدد في الشرق الأوسط

قال الكاتب والخبير الإيراني علي كياني، الذي عمل سابقاً محاضراً جامعياً في إيران، إن الولايات المتحدة سمحت من خلال سياساتها لطهران بالتوسع والتمدد في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع كياني، في مقال له نشر بمجلة “ناشينال إنتريست”، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تدّعي أن كل جهودها من أجل دفع الشرق الأوسط باتجاه الليبرالية دمرتها إيران، وأكد ترامب، مراراً، أن أمريكا دفعت الكثير من المال والدم.

ويقول الخبير الإيراني إن الشرق الأوسط بشكل عام، وغربي آسيا بشكل خاص، معروف بـ”فسيفسائه” من الهويات والبنية السياسية، فالمصالح تداخلت والقيم تغلي في صميم الأديان العالمية المشكّلة لتلك المنطقة؛ الإسلام والمسيحية واليهودية، والمسلمون “سُنة وشيعة”، بالإضافة إلى الهويات العِرقية المتنوعة مثل العرب والفرس والأتراك والأكراد؛ لذا كانت تلك المنطقة فريدة في لعالم.

وتابع: “لعدة قرون، كانت هذه المنطقة مقسمة بين الإمبراطورية العثمانية والفارسية، وبعد أن تضاءل وجود الأتراك والفرس، وبدأ عصر القوة البحرية الغربية، بدأت المنطقة تنهار، وكان لكل من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وهولندا وروسيا، الحصة الأكبر في هذه الكعكة”.

بعد الحرب العالمية الأولى، تم وضع خريطة جديدة للمنطقة، وبعد الحرب العالمية الثانية وانسحاب الأوروبيين، جاءت الولايات المتحدة، وواجهت الاتحاد السوفييتي، وعلى الرغم من أن بنية الأمم والهويات بقيت ثابتة، باستثناء حالة “إسرائيل”، فإن القوى المختلفة خلال القرن الماضي ذهبت وفشلت، غير أن شيئاً واحداً خلف تلك القوى، “هو الفوضى”، بحسب الكاتب.

ويضيف الكاتب أنه ومنذ أربعينيات القرن الماضي، وعندما بدأت أمريكا محاولتها السيطرة، بدأت حرائق المنطقة: انقلاب في إيران، الحرب العربية–الإسرائيلية، الثورة في عُمان، انقلابات تركيا، احتلال أفغانستان من قِبل الاتحاد السوفييتي، كل هذه الأزمات سعت الولايات المتحدة للسيطرة عليها. ولكن وعبر تلك العقود، فإن الولايات المتحدة دفعت الكثير ولم تكسب سوى القليل، وهو ما شكَّل هاجساً لدى الرئيس السابق، باراك أوباما، للانسحاب من المنطقة بسبب التحديات المستمرة والمحبطة.

ويعتبر أنه في السنوات الأخيرة، معظم العمليات الأمريكية بالمنطقة صبت لصالح إيران، وخاصة في غربي آسيا؛ بل ومنحتها اليد الطولى.

فإزالة نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، منح الجماعات الشيعية التي تتحكم بها إيران، قدرة الوصول إلى السلطة، وذات الشيء يقال عن الحرب الأمريكية بأفغانستان، فقد أدت تلك الحرب إلى هزيمة نظام طالبان وفتح المجال أمام إيران لاختراق البلاد، وفي كلتا الحالتين، لم تعدم إيران وسيلة لاستخدام القوى المهزومة بالعراق وأفغانستان، لضرب الأمريكيين.

بعد أربعة عقود من عمر الثورة الإسلامية في إيران، يقول الكاتب، إن المشهد السياسي بطهران بدأ يتغير، واليوم بات لديها عناصر أكثر واقعية يمكنها الاستفادة منها ضد عدوها الرئيسي، أمريكا.

يمكن لإيران اليوم، كما يقول كياني، إقامة دولة قوية داخلياً، وتعزيز نفوذها؛ مستفيدةً من العمليات الأمريكية التي فككت المنطقة، ولعل صورة سوريا هي الأحدث في ذلك، حيث كانت الولايات المتحدة وروسيا والأوروبيون والعرب يقاتلون تنظيم “الدولة”، أكبر عدو لنظام سوريا حليف إيران، وبعد هزيمة “داعش”، تقول اليوم أمريكا و”إسرائيل”، إن طهران قد تعيد توجيه فوهة بنادقها في سوريا لإسرائيل وللقوات الأمريكية.

إن حل المعضلة الأمنية في الشرق الأوسط لا يمكن بسهولة، فالولايات المتحدة تدفع الأمور لتكون أكثر تعقيداً من خلال حليفتها السعودية، لتشكيل جبهة مع “إسرائيل” ضد إيران.

ويختم الباحث الإيراني مقاله بتأكيد أن إخراج إيران من مناطق نفوذها كافة في الشرق الأوسط وغربي آسيا لن يكون سهلاً، واليوم ستفهم أمريكا أن أموالها ودماءها خدمت إيران بطرق عديدة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن