خريشة: أحداث مخيمات الضفة ستتسبب بوأد الانتفاضة

حسن خريشة

أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الدكتور “حسن خريشة” أنه وفقا للقانون الفلسطيني يتسلم رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة مؤقتاً لحين إجراء انتخابات رئاسية حال شغور المنصب بوفاة الرئيس، محذرا من خطورة استمرار الاشتباكات الدائرة في مخيمات الضفة الغربية، داعياً إلى احتواء الأحداث بعيداً عن استخدام السلاح.

وشهدت مخيمات الضفة المحتلة، مؤخرا، حوادث إطلاق نار واشتباكات بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ومجموعات مسلحة تابعة لقيادات فتحاوية تحاول بسط سيطرتها بالقوة في بعض مناطق الضفة. وتأتي هذه الاشتباكات في ظل تصاعد الحديث عن صراعات داخل السلطة وقيادات فتحاوية لإيجاد خليفة لرئيس السلطة “محمود عباس”.

وعلق د. خريشة على الأحداث الدائرة في الضفة قائلا: “لابد من معالجة تلك الأحداث فورًا، فالمخيم مخزن للرجال المقاتلين”، مقرا بوجود حالة من الإحباط في صفوف أهالي المخيمات، فـ”لديهم قناعة أن من يقدم شيئا لا يأكل والعكس”، داعيا الاجهزة الأمنية إلى ايجاد طريقة حوار للتعاطي مع المخيمات باعتبار أهلها ليسوا أعداء، ويعتبروا بُعد استراتيجي للقضية الفلسطينية.

وشدد خريشة ” على ضرورة تطويق الأحداث الجارية كي لا يتطور المشهد للأسوأ، وذلك من أجل المحافظة على القضية الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية للشعب ومكوناته.

وفيما يتعلق بكون الأحداث الجارية في مخيمات الضفة الغربية سببها صراعات فتحاوية تسعى للظفر بكرسي الرئاسة، قال د. خريشة: “كرسي الرئاسة ليس في المخيم، والأشخاص الذين يعتقدون أن استخدام أبناء المخيم لتحقيق مصالحهم الشخصية سيدركون بأن فلسطين لن تقبل برئيس سلطة إلا من خلال صناديق الاقتراع”، مؤكدا أن الجهد المبذول لإثارة الشغب داخل المخيمات مبعثر ولا قيمة له.

وتابع قائلا: “هناك شخص يعتقد أنه قائد الساحة الفلسطينية، ومؤهل ليأتي بعد الرئيس “عباس”، عدا عن محاولات من الرباعية العربية لإحداث مصالحة داخلية فتحاوية واخرى فلسطينية”، موضحا في الوقت ذاته أن المنطقة العربية مأزومة وبعض العرب يريدون التخلص من القضية الفلسطينية كونها أصبحت عبئًا عليهم، بالإضافة إلى أن هناك طرفًا آخر يريد إرضاء الإقليم من خلال القضية لتحقيق أجندته مع الغرب، مضيفاً أن تلك عوامل متشابكة أثرت بما يجري في هذا التوقيت.

وحول ربط البعض أحداث المخيمات بالنائب الفتحاوي “محمد دحلان”، أجاب خريشة أنه “ليس من المعقول تصغير الوطن بسبب خلاف شخصين”، داعيا إلى عدم تضخيم الخلاف أو ربط القضية الفلسطينية بسبب اختلاف وجهات النظر بين أشخاص.

وفيما يتعلق بوجود ترتيبات وتوجه لمناقشة خلافة عباس، رد قائلاً: “الامور واضحة وكل من يحاول الحديث في ذلك يزيف الحقيقة، لدينا مجلس تشريعي ومن يقول إنه نائب الرئيس هذا شأنه، لكن في النهاية القرار وفق القانون ففي حال وفاة الرئيس يتسلم رئيس المجلس التشريعي المنصب مؤقتا حتى عقد انتخابات رئاسية عبر صناديق الاقتراع”.

وعن خطورة تلك الأحداث وتأثيرها على القضية الفلسطينية، يشير خريشة إلى أن هناك تراجعًا للقضية بعدما كانت تستخدم لتجميع الامة العربية، مستدركاً بالقول: “ما يحدث اليوم يعمل على وأد انتفاضة القدس الثالثة”، مؤكدا في الوقت ذاته على أن القضية تتعرض لمخاطر شتى خاصة بسبب الأداء السياسي من قبل القادة، بالإضافة إلى غياب المؤسسات الشرعية كالمجلس التشريعي، فذلك كله فتح الباب للإساءة للقضية وتاريخها.

وفي سؤال للنائب خريشة حول مدى فقدان الأجهزة الأمنية السيطرة على ما يدور داخل المخيمات، أجاب: “لا يمكن القول إنهم فقدوا السيطرة، لكن نأمل أن يسيطرون بالأخلاق باعتبار أن الشعب الفلسطيني مناضل والرصاص لن يجلب إلا الدمار(..) الأحداث الفلسطينية الداخلية لا تشبه الربيع العربي، لذا علينا أن نتسم بالحكمة للتخلص من الاحتلال وليس قتل أبناء شعبنا”.

وحول إمكانية تمدد الأحداث خارج المخيم، رد بأنها “لن تخرج، وفي حال تأزم الوضع سنقف في وجه أي تدهور لتبقى محصورة في مكانها ومن ثم إيقافها وذلك كي لا تأخذ الأمور في اتجاهات سلبية”، وفق قوله.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن