خمس ظواهر فيسبوكية مزعجة تسبب الضغط والسكري

خمس ظواهر فيسبوكية مزعجة تسبب الضغط والسكري

خرج ذلك العملاق الأزرق إلى النور، وغير العالم مع خروجه إلى الأبد. حيث أصبحت زيارة موقع الفيس بوك من الأمور اليومية التي يجب القيام بها، لكي نرى منشورات الأصدقاء، ومطالعة الأخبار الجديدة، والإطلاع على ذلك الكم من المحتوى الّذي لا نهاية له.

لكن في خضام تصفحكم اليومي للفيس بوك لا بدّ أنكم واجهتم وعايشتم بعض الممارسات المزعجة الّتي يقوم بها بعض المستخدمين دون أي أدنى شعور بالذنب، رغم كون هذه الممارسات من الأمور الّتي تسبب أمراض الضغط والسكري في كثير من الأحيان، ورغم تصنيف الدوافع الّتي تدفع الأفراد لممارستها ضمن الأمور الغامضة غير المكتشفة الّتي تحجز مكانها جانب مثلث برمودا والصحون الطائرة، فإذا تولّد لديكم الفضول فأكملو معي لنستذكر سويةً خمسًا من تلك الممارسات.

الإشارة للأصدقاء على منشورات تحوي صور للحيوانات!

أولى تلك الممارسات لا تقل عن كونها جريمة بشعة يشترك فيها طرفان، الطرف الأول هو المسؤول عن الصفحة التي لا هدف لها سوى نشر السخافات والأمور التافهة، وجمع الإعجابات بأي طريقة كانت، أمّا الطرف الثاني، فهو شخص يملك حسابًا فيسبوكيًّا بهدف أوحد وهو تضييع وقته ووقت الآخرين، حيث لا يوفر صاحبنا أي من تلك المنشورات الّتي تطلب منه أن يشير إلى أصدقائه على صور للحيوانات، إلا وأن يُسارع إلى التنفيذ، دون أي تفكير، وتتجاوز سرعته عادةً سرعة السيالة العصبية.

العملية السابقة لا تُضحك سوى فاعلها، حتى لحظة وجود اسمه بجانب أحد الحيوانات هو الآخر، حتى يأتي دوره في الإنتقام مرة أُخرى، ليغرق هو ورفاقه في دوامة لا نهائية لا تتبدل فيها سوى صور الحيوانات.

وبالعودة إلى المسؤول عن الصفحة الّذي ساهم في انتشار هذا المرض، فتبقى دوافعه غير مفهومة، فما الّذي سيستفيده من ضياع وقته ووقت كل من زار صفحته؟ هذا غير الشتائم التي تتدفق من منشوراته جميعها.

القطة التي لا تسقط وصورة قرد برأس عصفور

كلنا يعرف قصة تلك القطة الّتي لم تسقط هذه اللحظة، بالرغم من كمية الحروف والأرقام الّتي أُريقت في سبيل ذلك، وفي الحقيقة لا يُمكن كشف السبب الكوني الغامض الّذي يقف وراء إقدام البعض على محاولة إسقاط تلك القطة بالذات، مع أنّ القطط تملأ الشوارع وهي تسقط ليل نهار ومن كل حدب وصوب، ولذلك ستبقى مسألة رغبة البعض بإسقاط القطة مسألة غامضة عصية عن الفهم.

هنالك ظواهر أُُخرى مشابه لتلك، وهي المسابقات الوهمية الّتي تهدف أيضًا بدورها إلى جمع الإعجابات ومرة أخرى بدون سبب، وعادةً ما تكون هذه المسابقات ذوات شروط سهلة للغاية، ولكن الجوائز قيّمة جدًا، وبالتأكيد دون أن يحصل عليها أيّ أحد.

الأمر الثالث وهو الأخطر، فهو يعتمد على الدين في جمع الإعجابات، حيث تُنشر صورة لشجرة ساجدة أو قرد برأس عصفور معدلّة ببرنامج الرسام، وتأتي هذه الصور عادةً مترافقة لكلمات التهديد والوعيد في حال لم تشارك في هذا الجنون الجماعي.

التعليق بأمور خاصة على الملأ

ينسى معظم مستخدمي فيس بوك بأنهم ينشرون تعليقاتهم على الملأ، فترى شابين يتفقان على اللقاء وتحدي الورق اليومي في إحدى المنشورات، وترى صديقتين تتكلمان عن رحلتهما الأخيرة إلى السوق، حيث تتطلب هذه الرحلة عدد من التعليقات يساوي أبيات ثلاثة من المعلقات السبع مجتمعة، ناهيك عن كمية التفاهة الّتي تُنشر بدون هدف وبدون أي داعٍ.

يُكلّف تطبيق المسنجر ملايين الدولارات سنويًا لتطويره، بهدف جعل تلك الأمور شخصية قدر الإمكان، فاستخدموه رجاءً وارحمونا من تفاصيل حياتكم الشخصيّة.

أسير الغرام، وضاغطهم، ونحن الدولة ولاك

هناك نوعية من مستخدمي فيسبوك لربما ستحيّر العلماء أثناء دراستها في المستقبل، فهؤلاء الأشخاص يشكّلون ظواهر عصيّة على التحليل باستخدامهم لأسماء غريبة، بل وخطوط أغرب لكتابة أسمائهم، ويبقى أهم شيء يشغل بالهم هو الإبتعاد عن أسمائهم الحقيقة قدر الإمكان.

يشغل هؤلاء المستخدمين وظائف حساسة عادةً، فأغلبهم يعمل في فيس بوك ذاتها، أو في مجال اختراق الصفحات، وهواياتهم المفضلة هي “الدعس”، وعلى من يدعس هؤلاء لا يهم، المهم أن يكتبوا تمّ الدعس بعد كل هجمة الكترونية ناجحة.

ونظرًا لكون كامل وقتهم مشغول في الهجمات الإلكترونية ودعس الأعداء مجهولي الهوية، فهم لا يجدون وقتًا كافيًا لتصميم صورهم الخاصة، وهذا ما يُفسر اعتمادهم على تصميمات من عصور حجرية مؤذية للعين غالبًا، صُنعت عن طريق برامج مجهولة الهوية، تُملأ عادةً هذه التصميمات بالورود والدماء وعبارات غريبة للغاية ولكنها مقفاة، وهو الأهم حقيقة لأنها تُسجل انتصاراتهم المتتالية.

طائفية وعنصرية وغباء محض

جلوس مستخدمي فيس بوك خلف شاشاتهم يجعلهم أجرأ على كتابة أشياء لم يكونوا ليجرؤوا على قولها أمام أحد مباشرةً، وخاصة عند استخدام إحدى الهويات السريّة الّتي تكلمنا عنها في الفقرة السابقة.

هذه الميّزة _وهو عيب في الحقيقة_ الّتي يوفرها فيسبوك تُعزز شعور الطائفية والعنصرية عند البعض، وهذا ما يجعلهم يخوضوا في نقاشات مطوّلة بدون هدف يُذكر سوى إشباع بعض رغباتهم في الإنتقاص من الآخرين.

نحن متأخرون عن الأمم بمراحل، ولن نلحقها بمثل هذا الممارسات، ولن أقول أن تلك الأمم خالية من العيوب كذلك، ولكنها خلقت جو من التوازن بين العمل واللهو، وحتى اللهو يجب أن يكون مفيد وغير مؤذي. لذلك نتمنى أن نستيقظ يومًا ما لنشاهد انقراض هذه السخافات من حياتنا تمامًا دون رجعة.

هل تعرفون ظواهر أُخرى مشابهة تشاركوننا بها؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن