“داعش والنصرة” يتقاتلان على ثروات دير الزور

بعد أن تعهدت جبهة النصرة بوقف قتال داعش.. قامت بخطف قادة الجيش الحر في درعا.

ولا يزال الوضع في دير الزور على حاله من جهة المعارك الدائرة بين التنظيمين الإرهابيين التابعين للقاعدة، وحالة من الانقسام والاقتتال بينهما رغم عدم تواجد نظام الأسد بشكل شبه كامل في المنطقة.

فطبيعة وموقع دير الزور فضحا الانقسام الكبير الذي يشهده تنظيم القاعدة، والذي وصل للحرب بين فصيليه، خاصة أن موقع دير الزور في الشرق السوري إذا جاز التعبير يجعل من يسيطر عليها مسيطراً على الحدود العراقية التي تعد طريق القاعدة من وإلى سوريا.

دير الزور تمتلك ما يتقاتل عليه فصيلا القاعدة، فالمحافظة تمتلك آبارا منتجة للنفط ويتم استخراج الغاز منها أيضا، إضافة إلى أنها المصدر الأساسي للملح في سوريا وهو ما جعل خارطة الاشتباكات التي تجري في دير الزور تتركز على الطرق المؤدية لآبار النفط والغاز.

وفي بلدة البصيرة وأبريهة وقرية الزر يعود داعش الذي طرد منذ ثلاثة أشهر من الريف الغربي تحديداً عن طريق مناجم الملح في قرية التبني، فيما تحارب من الداخل جبهة النصرة، ما جعل كل طرف يعزز عناصره في إشارة إلى أن المعارك هذه المرة تأخذ شكل كسر العظم .

وفي ظل هذا الوضع تتحرك عشائر دير الزور لتشكيل وحدات شعبية على شكل الصحوات لمقاتلة النصرة وداعش، حيث بدأت مناطق بحشد مقاتلين للدفاع عن منطقتهم.

ومن جهة أخرى اتسع نطاق معارك الجيش الحر في سوريا ضد النظام و”داعش” الإرهابي، لتضاف إليهما جبهة ثالثة مع إعلان مقاتلي المعارضة فتح معركة في درعا ضد مقاتلي النصرة الإرهابي للمرة الأولى.

وبدأت هذه الجبهة الجديدة التي حاول الجيش الحر تفاديها على مدى الأشهر الماضية، عندما اعتقلت جبهة النصرة الإرهابية قائد المجلس العسكري في درعا أحمد النعمة مع ثمانية آخرين كانوا يرافقونه، بعد أن نصبت لهم كميناً في مدينة صيدا.

وأعلن الجيش الحر الذي أمهل النصرة ساعات لإطلاق سراح المعتقلين لديها، عن بدء هجومه على مقرات النصرة؛ لتحرير قياديه عندما لم تستجب النصرة لطلبه.

من جانبهم قال ناشطون إن النصرة الإرهابية أقدمت على اعتقال النعمة ومرافقيه بسبب تخوفها من تحول ما يعرف بالجبهة الجنوبية التي أطلقها الجيش الحر في درعا مطلع العام لتحرير دمشق، إلى ما يشبه الصحوات العراقية.

وجاءت هذه التطورات في جنوب البلاد، في وقت برز إعلان جبهة النصرة وقف قتالها ضد داعش في الشمال، خاصة في مدينة دير الزور، حيث القتال مشتعل بين الطرفين منذ أسابيع.

وقالت النصرة الإرهابية إن قرارها جاء استجابة لدعوة زعيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال مع داعش الإرهابي.

وجاء في البيان الموقع من جبهة النصرة “إننا نعلن الامتثال لأمر الدكتور أيمن الظواهري بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم”.

وأضاف “في الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائياً”.

كما أعلن البيان الامتثال لأمر الظواهري في شأن إنشاء محكمة شرعية لوضع حد للخلافات بين الطرفين اللذين يخوضان قتالاً فيما بينهما منذ أشهر في مناطق سورية عدة.

وأمر أيمن الظواهري في تسجيل صوتي نشر الجمعة على الإنترنت، جبهة النصرة التي تعتبر ذراع القاعدة في سوريا، بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين.

وربما يعني وقف القتال بين الجماعتين المرتبطتين بالقاعدة، وإعادة توحدهما، أن الجيش الحر بات عليه مواجهة داعش والنصرة الإرهابيين، إضافة إلى قوات النظام، علما أن الأطراف الثلاثة هذه تتمتع بتسليح أفضل وأكثر تطوراً من الجيش الحر.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن