دحلان: دول ذات سيادة تمول الإرهاب.. وحماس تريد المال فقط

محمد دحلان

ما تسعى إليه حماس هو العثور على من يدفع رواتب موظّفيها. إنهم، في حماس، يريدون حكومة وحدة وطنية، لكنّهم في الوقت ذاته، يريدون مواصلة الإمساك بملف الأمن في غزّة.

التحالف بين مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والأردن أمر في غاية الأهميّة. وعلى المجتمع الدولي أن يُحصّن هذه البلدان بهدف مكافحة الإرهاب.

لقد دمّر المالكي مفهوم الدولة في العراق. لقد أخطأت الولايات المتحدة في العراق بفرض نموذحها دون التواجه والتحاور مع مكوّنات ذلك البلد. المالكي هو السبب الرئيس في الحرب الطائفية في العراق، لأنه أسّس جيشاً طائفياً وليس جيشاً وطنياً.

ذهن اردوغان مزدحم بالكثير من الافكار العثمانية .

“يعتاش الإرهاب بفضل الدعم الذي يتلقاه من دول عديدة، لكن ينبغي، ودون أي تردّد، إنزال العقاب بمن يوفّر الدعم والحماية للإرهابيين “.

هذا ما أكّده محمد دحلان أمام عدد كبير المسؤولين من دول عديدة من حوض البحر الأبيض المتوسّط، الذين اجتمعوا في منتدى « Mediterranean-Gulf Forum » الذي عُقد في مدينة كالياري في جزيرة سردينيا، ولعب فيه دحلان دور الليث الحقيقي.

ولكونه وزيراً سابقاً للأمن ومستشاراً للأمن في السلطة الفلسطينية يُعتبر دحلان خبيراً في الكفاح ضد الإرهاب، وقد حاورت (بانوراما. آي تي) محمد دحلان على هامش المبادرة التي عُقدت للمرة الأولى وجمعت ما بين خبراء الناتو والعرب في مجال مكافحة الإرهاب بغية التوصّل إلى حلول مشتركة للتحدّيات التي تُهمّ الجميع وتشغل بال القادة والسياسيين. وكان بديهياً أن يُهيمن شبح «داعش» على الملتقى، ناهيك عن الفوضى العارمة السائدة في ليبيا والحرب الدائرة رحاها في سوريا، وكوباني، والأزمة التاريخية المتمثّلة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يواصل في إشعال منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

س- محمد دحلان، أين وصلتم، انتم في «فتح» في العلاقات مع «حماس»؟

حماس تريد المال من السلطة
ج- “لقد أفضت العلاقات ما بين أبو مازن و«حماس»، حتى الآن، إلى التوقيع على خمسة اتّفاقات، لكن دون أن تُفضي حقاً، إلى ما هو ملموس بالفعل. وتشعر «حماس»، بالذات بعد الحرب الأخيرة، بالحاجة إلى التوصّل إلى اتفاق مع «فتح»، لكن ما تسعى إليه في واقع الحال هو العثور على من يدفع رواتب موظّفيها. إنهم، في حماس، يريدون حكومة وحدة وطنية، لكنّهم في الوقت ذاته، يريدون مواصلة الإمساك بملف الأمن في غزّة. ولهذا السبب لا أرى بأن الوضع قد أفضى إلى حل، إلاّ أنه، في جميع الأحوال، أفضل من لا شيء”.

س- حماس تحتاج إلى الأموال لدفع رواتب موظّفيهاً لكن زعامتها تُقيم في قطر ودبي وفي فنادق غاية في الأُبّهة. لماذا ينبغي على «السلطة الوطنية الفلسطينية» أن تدفع رواتب موظفي «حماس». ألا تمتلك قيادة «حماس» مصادر مالية في حوزتها؟

ج- “في ظل وضع كهذا، ولطالما لم نمتلك بعد حكومة وحدة وطنية، فإنّ حالة القلق والغموض ستظلّ سائدة. يحتاج حلّ القضية الفلسطينية إلى وجود حكومة قادرة على الإمساك بزمام جميع المسؤوليات، بالذات مسؤولية الأمن، وذلك عبر تفكيك المجموعات والفصائل المسلّحة،الخارجة عن القانون والعاملة حالياً في غزة.
نحن نستعد الآن للانتخابات ، لكن الأمور لن تسير بالشكل الصحيح إذا ما واصلت «فتح» دفع رواتب موظفي «حماس» وواصلت «حماس» الإمساك بالأمور. باعتقادي أن «حماس» تسعى إلى استغلال علاقات «فتح» وأبو مازن مع الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأخرى الداعمة لفلسطين”.

س- لقد خصّص منتدى «المتوسّط – الخليج» دورته الأولى لمبادرات الكفاح ضد الإرهاب، و«حماس»، حسب الولايات المتّحدة وأوروبا، منظمة إرهابية…

ج- “لست متأكداً ممّا إذا كانت أوروبا بأسرها تعتبر «حماس» منظمة إرهابية. فلدي معلومات كثيرة حول اتّصالات تُجرى بينها والأوروبيين. تاريخياً كان مفهوم «الإرهاب»، في إطار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فضفاضاً وهلامي التعريف. إن فلسطين اليوم مستعدة لعملية السلام، والفلسطينيون مستعدون للقبول بالسلام، ولديهم نيّة شمل «حماس» بهذه العملية في المستقبل. وعلى أية حال، لا أعتقد بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيشهد حلاً في القريب العاجل، ولن يكون الحل ممكناً إذا ما جرى تجاهل التوازانات في المنطقة بأسرها”.

س- لقد قلت بأن الإرهاب يعيش بفضل الدعم الذي يحصل عليه من دول حامية، وأضفت بأنه ينبغي معاقبة من يدعم الإرهابيين. أيٌ من البلدان كنت تعني في هذا الإطار؟

ج -“لست أنا من بإمكانه تحديد تلك البلدان، لكن بمقدوري التأكيد بأن مصادر عديدة في أوروبا والولايات المتحدة، حدّدت تلك البلدان. خذْ مثلاً: ليبيا، على سبيل المثال. أهناك نموذج أكثر وضوحاً للفشل من النموذج الليبي؟
هناك، في ليبيا، تعشعش «القاعدة»، إلى جانب فصائل أكثر وحشية من «داعش» نفسها. وهناك «السلفيون» و«الإخوان المسلمون». وهناك دول عديدة لها علاقة بهذه التنظيمات، فكيف بالإمكان، إذاْ دحر الإرهاب وتصفيته، إذا ما تواصلت الأمور على هذه الشاكلة؟”.

دول تدعم الارهاب
س- هل تتحدث عن دول أم عن أطراف؟

ج- “أتحدّث عن دول، ذات سيادة سياسية كاملة، توزّع الأموال لتمويل الإرهابيين. أنظر: من عادة العرب إلقاء المسؤولية، دائماً، على عاتق الآخرين. ولهذا ترانا، دائماً، نقول «لسنا نحن، بل هو ذنب الآخرين». لكن علينا الآن الاعتراف بأننا جزء من المشكلة، وقد عثرنا في الدول الغربية شريكاً في ذلك. ما يزال الأمر في إطار تحديد الفئات، فبالنسبة لبعض البلدان تدخل هذه المنظمة ضمن قائمة الإرهاب، في حين لا يفكّر عدد من البلدان العربية وفق هذا المنطق.
ويكفينا أن نُعيد النظر بما يجري في العراق. فإن بين دول التحالف المكافح ضد الإرهاب، إختلافات كثيرة حول الوضع في سوريا. وإذاً كيف بالإمكان مواجهة الإرهاب بشكل فاعل وقوي في ظل تناقض من هذا النوع؟
على آية حال لا وجود لموقف عربي وعالمي واضح حول القضية التي نريد مواجهتها. وهذا ما أجده مثيراً للقلق حقاً. التنظيمات الإرهابية هي المتّحدة الوحيدة حول الأهداف في هذا الظرف. إنها متّحدة بالفعل حول كل شيء”.

س – الإرهابيون متّحدون ويمتلكون المال. هل علينا إذاً، ان نُسجّل بأنهم في طريقهم إلى الانتصار؟

ج- “لا، هم ليسوا بمنتصرين. الانتصار مرتبط بتحقيق الهدف، وهم لم يحقّقوا أهدافهم بعد. إلاّ أنني أتوقع، شخصياً، حرباً طويلة الأمد، بالذات بسبب غياب الاستراتيجية لدى المجتمع الدولي. الخطر الحقيقي يتمثّل في آلاف الأوروبيين الذين يتلقّون التدريبات في معسكرات التدريب الإرهابية في العراق وسوريا. إنهم يتكلمون باللغات الغربية ويحملون جوازات سفركم، يتوجّهون إلى التدريب ويعودون إلى ديارهم مجدداً. الأمر، برأيي، لا يعدو إلاّ مسألة وقت ، ليس إلاّ. على المجتمع الدولي رفض فكرة الانصياع لهزيمة أخرى في الحرب ضد الإرهاب، على شاكلة الهزيمة التي نشهدها اليوم في سوريا، في العراق وفي ليبيا. ليس بإمكاننا القبول بالهزيمة. ثمة حاجة ماسّة للتدخّل العاجل”.

اهمية دور مصر في محاربة الارهاب
س – لكنها المرة الأولى التي نرى فيها اصطفافاً بين البلدان العربية وغير العربية، وهو تقارب لم يحصل من ذي قبل. يكفي أن نرى بأن إيران تقف في ذات الصف مع المملكة العربية السعودية..

ج- “هذا صحيح، وأضيف بأنه ينبغي أن تكون مصر هي مركز التوجّه بأسره. ينبغي إعادة بناء القومية العربية على أساس التعاون والتكافل في مكافحة الإرهاب. ومصر هي اليوم الدولة القادرة على التأثير في ليبيا وتتمكن إخراجها من الفوضى التي غرقت فيها البلاد بدولة وطنية ذات جيش وطني قادر على حمايتها وليس جيشاً خاضعاً إلى سطوة الفصائل الإرهابية”.

س – لكن «الإخوان المسلمون» يواصلون الوجود في مصر، ويتحدّث البعض عن وجود لهم في القوات المسلّحة…

ج- “لا، لا وجود لهم في الجيش. «الأخوان المسلمون» في مصر موجودون في كل مكان، لكن ليس في الجيش، لأنهم إذا ما كانوا يمتلكون ذلك التأثير ما كنّا لنرى السيسي اليوم رئيساً لمصر. الجيش في مصر حمى الدولة. بالتأكيد هو ليس في وضع مريح ، لكن في وضع الفوضى الشاملة التي تعمّ في المنطقة بأسرها، يُصبح التحالف بين مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والأردن أمراً في غاية الأهميّة. وعلى المجتمع الدولي أن يُحصّن هذه البلدان بهدف مكافحة الإرهاب.
ليس بإمكان الغرب والولايات المتّحدة الانتصار على فصائل الإرهاب الموجودة في ليبيا وسوريا والعراق، دون أن تكون قد حصّنت الدول الوطنية. المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والاردن مستعدون للعمل على تأسيس دولة وطنية في ليبيا. لا نفعاً في حرب تُقاد ضد هذه التنظيمات الإرهابية الإسلاموية عن بعد. يعلم الجميع بأن مصر تكافح ضد الإرهاب في سيناء، فما الذي فعلته الولايات المتّحدة في هذا الصدد؟ إنها ترفض أن تبيع إلى مصر طائرات مروحية. فما هي الفلسفة التي يستند عليها قرار من هذا القبيل؟”.

المالكي دمر الدولة العراقية
س – لقد استمعنا إلى حديث مشابه لهذا في العراق أيضاً. حين جرى الاتفاق على وضع نوري المالكي على رأس السلطة، واليوم نشهد تقدّم «داعش». ألا نُغامر بأن نجد أمامنا «مالكياً» آخر في ليبيا أو في مكان آخر وبنفس التداعيات التي شهدناها في الوضع العراقي؟

ج -“لقد دمّر المالكي مفهوم الدولة في العراق. لقد أخطأت الولايات المتحدة في العراق بفرض نموذحها دون التواجه والتحاور مع مكوّنات ذلك البلد. المالكي هو السبب الرئيس في الحرب الطائفية في العراق، لأنه أسّس جيشاً طائفياً وليس جيشاً وطنياً. وليست «داعش» من يهز الوضع في بغداد، بل القوة السنّية في الجيش العراقي. فقد شعر الشيعة في ذلك الجيش بالريبة من زملائهم السنّة”.

س- الإرهابيون يموّلون أنفسهم بثلاثة ملايين دولار يومياً عبر تهريب البترول. من يشتري هذا البترول برأييك؟

ج -“للرد على هذا التساؤل الهام للغاية، يكفي متابعة حركة الأموال”.

س- أنت لا تُفصح عن أسماء، لكنك تترك الإيحاء بالإشارة. هل تفكّر بتركيا مثلاْ؟

ج – “إردوغان هو السبب في المشكلة، لذا لا يُمكن أن يكون حلاً لها. إن ذهنه مزدحم بالكثير من الأفكار العثمانية”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن