دولة على حدود عام 67.. هل سيقبل المجتمع الدولي بحماس الجديدة ؟

قادة حماس

وثيقة حماس ما لها وما عليها، وكيف يمكن أن ينظر المجتمع الدولي لها، وهل لجوء حماس إلى وضع هذه الوثيقة التي جاءت بعد عشر سنوات على حكم قطاع غزة وكذلك المتغيرات في المنطقة يمكن أن تحدد مصير وتوجهات حماس في علاقتها القادمة.

العديد من المطلعين على خبايا الأمور يرون أن كافة التسريبات التي خرجت حول الوثيقة و قبول حماس بدولة على حدود67 يعد نضج سياسي، كون طبيعة المرحلة تتطلب صياغات جديدة تناسبها، وفي المقابل يرى البعض أن تكون هذه المتغيرات هي بداية لدمج حماس في سلك المجتمع الدولي وفق أنظمته وقوانينه.

هذا ورأى الكاتب و لمحلل السياسي الدكتور فهمي شراب، أن التعديل في وثيقة حماس جاء لتوافق مع المستجدات الدولية والإقليمية ولتغيير وضع حماس إلى الأفضل من ناحية التطلع إلى نوافذ إلى العالم الخارجي والحصول على القبول الدولي والعربي أكثر.

وقال شراب في تعقيبه، حول ما تضمنته الوثيقة من تعديلات إن هذه التعديلات جاءت للتوافق وتلبية لمتطلبات خارجية، ولكن ما نريد التأكد منه هو: هل هناك طمأنة للتعاطي الايجابي من طرف المجتمع العربي والدولي مع المخرجات الجديدة للميثاق بعد إجراء التعديلات.

وأضاف شراب، قد تكون هذه الخطوة ليست كل شيء من اجل تغيير التعامل مع حماس، ولكنها خطوة كبيرة على طريق حصول حماس على تعامل أفضل  ولتغيير وجهات النظر بشكل ايجابي حول  حماس”.

تسريبات وصياغات جديدة

هذا ومن المقرر أن يعلن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل خلال الأيام القادمة عن المسودة النهائية لوثيقتها السياسية الجديدة في مؤتمر صحافي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة.

وحول ما أثير عن الوثيقة والتسريبات الإعلامية قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف في تدوينه له على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي: يخلط البعض سواء عن قصد أو غير قصد بين الميثاق لحركة حماس وبين الورقة السياسية التي ستقدمها حركة حماس خلال الأيام القادمة.

وأضاف الصواف، الميثاق يا سادة خرج في مرحلة من مراحل البناء وكان واضحا في مبادئه التي سارت عليها حماس سنوات طوال وهي اليوم في وثيقتها لا تتنكر للميثاق ولا للمبادئ ولا للقيم التي آمنت بها حماس.

وأوضح الصواف، أن طبيعة المرحلة تتطلب صياغات جديدة لثوابت أصيلة ومبادئ راسخة تتناسب وطبيعة المرحلة ولكنها لن تمس الثوابت ولا المبادئ والقيم وستحافظ عليها وهذا قمة التطور السياسي والفكري، فلا تذهبوا بعيدا فيما يتعلق بالورقة السياسية التي ينتظر ظهورها قريبا.

هذا وأكد الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري مساء أمس في تغريده له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”،أن حركته ستعلن عن الوثيقة السياسية الأصلية وستنشرها لاحقا وفق الترتيبات التي حددتها قيادة الحركة.

نضوج البرامج السياسية

بدوره أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني نافذ غنيم، معقبا على الوثيقة: انه عندما تتبني حركة حماس هدف إقامة الدولة الفلسطينية على كامل حدود الأراضي التي احتلت عام 67، فهذا تطور هام يوحد التوجه السياسي المشترك.

وأشار غنيم في تدوينه له على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي، : أن هذا التطور يعالج قضية مفصلية في إطار توحيد الحالة الفلسطينية وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وهو أمر يعني تعزيز الموقف المشترك المبني على أساس، لا دولة في غزة، ولا دولة بدون غزة… نضوج البرامج السياسية للجميع يختصر مسيرة المعاناة لشعبنا.. ويقربنا أكثر من تحقيق أهداف شعبنا العادلة.

آليات للمرحلة القادمة

و قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، إن الوثيقة التي تعدها الحركة عبارة عن الآليات للمرحلة القادمة، مشددًا على أنه لا تغيير على المبادئ.

وأضاف الزهار في تصريحات نشرها نشرها المركز الفلسطيني للإعلام، هناك فرق بين الوثيقة والميثاق، والميثاق في أي دولة لا يتغير مثل الدستور، وأما الوثيقة فهي أدوات وتتغير.

وأكد الزهار أن مبادئ حماس ثابتة ولا تتغير، مشددًا أنه لا فرق بين المقاومة كفكرة وأدواتها المختلفة.

وقال: المقاومة قائمة وسنحارب بكل أدواتها وسنلاحق ونمسك الجواسيس ولا نقبل بشروط إسرائيل.

دولة على حدود 67 مع الاحتفاظ بسلاح المقاومة

بدوره قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، إن هناك بعض المراجعات استدعت وضع الوثيقة السياسية الجديدة للحركة، والتي ستعلن عنها خلال الأيام المقبلة .

وأضاف يوسف في حديث لقناة “الميادين” الفضائية انه بعد وجود حركة حماس عشر سنوات في الحكم، هناك بعض المراجعات استدعت وضع الوثيقة الجديدة.

وعن قبول الحركة لدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 67 قال يوسف ان القبول بدولة فلسطينية بحدود 67 هو من باب الحفاظ على التوافق الفلسطيني، مع الحفاظ على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني.

وأضاف نقبل بدولة فلسطينية مستقلة مع الاحتفاظ بسلاح المقاومة.

واعتبرت الوثيقة التي تضمنت 11 فصلاً و41 بنداً، أن إقامة دولة فلسطينية وكاملة السيادة عاصمتها القدس ضمن حدود الـ 67 هي صيغة توافقية وطنية مشتركة، وأن هذا الأمر لا يعني الاعتراف بالكيان الصهيوني.

وقالت حركة حماس في وثيقتها السياسية لا تنازل عن أي جزء من أرض فلسطين مهما طال الاحتلال ونرفض أي بديل عن تحريرها كلها وان القدس عاصمة فلسطين وحق ثابت لا تنازل عنه ولا تفريط بأي جزء منها.

وقالت حماس في وثيقتها انها ترفض جميع الاتفاقات والمبادرات ومشاريع التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأن تحرير فلسطين واجب الشعب الفلسطيني وواجب الأمتين العربية والإسلامية وان مقاومة الاحتلال حق مشروع والمقاومة المسلحة تُعد خياراً استراتيجياً.

وطالبت حماس في الوثيقة بعودة اللاجئين والنازحين إلى المناطق التي احتُلت منذ عام 1948، ورأت أن هذه العودة حق غير قابل للتصرف من قبل أي جهة كانت، فلسطينية أو عربية أو دولية.

وجاء في الوثيقة أن حماس هي حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية هدفها تحرير فلسطين وأن تشريد الشعب الفلسطيني وإقامة الكيان الصهيوني لا يلغيان حقه في كامل أرضه، وأن فلسطين ستبقى نموذجاً للتعايش والتسامح والإبداع.

نقلا عن وكالة قدس نت للأنباء

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن