ديلي تلغراف: الابتزاز التركي يهدد نجاح الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول أزمة اللاجئين

ديلي تلغراف: الابتزاز التركي يهدد نجاح الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول أزمة اللاجئين

قال تقرير لصحيفة (ديلي تليغراف) اللندنية اليوم الجمعة، إن الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا بخصوص المهاجرين عرضة للتهديد بسبب الابتزاز التركي.

وتضيف الصحيفة أن قادة اوروبا تقاطروا إلى بروكسل لحضور قمة أوروبية تركية تركز على مناقشة الاتفاق المبرم سلفًا مع تركيا بخصوص المهاجرين، بعدما أعرب كثير من قادة الدول الاعضاء عن رفضهم لما سموه “الابتزاز التركي”.

وتشير في تقريرها إلى مطالبة أنقرة الأسبوع الماضي خلال اتفاق بين المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو، بزيادة المبلغ المخصص سلفًا من الاتحاد الاوروبي لبلاده وقدرة 3 مليارات يورو الى 6 مليارات لمساعدتها على وقف تدفق المهاجرين لأوروبا، موضحةً أن أوروبا استقبلت مليونًا ومائتي ألف مهاجر العام الماضي أغلبهم جاء من سوريا.

وتشير الصحيفة في الختام، إلى وجود مقترح يقضي بإعادة المهاجرين، الذين وصلوا اليونان، وفي مقابل إعادة كل فرد منهم إلى تركيا تستقبل دول الاتحاد الاوروبي واحدًا من اللاجئين السوريين، مضيفةً أن جماعات حقوق الانسان تنتقد هذا المقترح، كما حذرت الأمم المتحدة من انه لايتفق مع قوانين الاتحاد الاوروبي أو القوانين الدولية.

وأعلن زعماء الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، توصلهم إلى تفاهم مشترك بخصوص المقترحات التي عرضتها تركيا لحل أزمة اللاجئين، وسيتم عرض هذا التفاهم على الجانب التركي برئاسة أحمد داود أوغلو اليوم الجمعة.

وكانت بدأت أمس في بروكسل، قمة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، لبحث المقترحات التي عرضتها تركيا في 7 مارس الجاري، لحل أزمة اللاجئين بشكل جذري، ولتقوية التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

ويلتقي اليوم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي رئيس الوزراء الهولندي مارك روت، مع رئيس الوزراء التركي ليعرضوا عليه الموقف الأوروبي حيال المقترحات التركية.

وفي حال موافقة داود أوغلو على العرض الأوروبي، يعلن الطرفان اتفاقهما في بيان مشترك، أما في حالة عدم موافقة داود أوغلو، يلتقي زعماء الاتحاد الأوروبي مرة أخرى ظهر اليوم، لبحث الاعتراضات التركية.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في مؤتمر صحفي عقد في وقت متأخر من مساء أمس، إن الزعماء الأوروبيين متفقون على بذل جميع الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق مع تركيا، مشيرة في الوقت ذاته الى أن المفاوضات بين الجانبين لن تكون سهلة.

وأكدت ميركل على ضرورة الإسراع في تطبيق الاتفاق مع تركيا، في حال التوصل إليه، حيث على الاتحاد الأوروبي أن يسرع في قبول لاجئين سوريين من تركيا، مقابل قبول تركيا إعادة استقبال المهاجرين السوريين الذين يتسللون بطرق غير مشروعة من تركيا إلى أوروبا.

وأوضحت ميركل أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بالاتفاقيات الدولية في تعامله مع المهاجريين غير الشرعيين، وسيقوم بدراسة وضع كل مهاجر يصل إلى الجزر اليونانية على حدة، لتقرير ما إذا كان يحق له اللجوء في أوروبا أم لا.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في تصريحات للصحافيين في وقت متأخر من مساء أمس، إنه لا يوجد ضمان لتوصل الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى اتفاق إيجابي بالنسبة لكل من الطرفين، مضيفًا أنه في كل الأحوال لن تنتهي أزمة اللاجئين، حتى في حال التوصل لاتفاق وتطبيقه، مادام لم يتم حل جذور المشكلة.

وقال هولاند إن بلاده تصر على أن يكون الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه بخصوص اللاجئين شاملاً، وعلى أن يتم الاتفاق على كيفية توطين المهاجرين الذين ستتم إعادتهم من اليونان لتركيا، كما أشار إلى أنه ستتم إعادة العمل باتفاقية شنغن، بشكل كامل.

ونُشرت قبل عقد القمة الأوروبية، مسودة للعرض الأوروبي بخصوص المقترحات التركية، وتضمنت تلك المسودة مقترحات لا ترقى لما ترغب به تركيا، وتم إجراء عدد من التغييرات على المسودة، إلا أن قبرص الرومية تصر على أنها ستستخدم حق الفيتو ضد فتح مزيد من الفصول في مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي.

وتصر تركيا على فتح المزيد من فصول التفاوض المتعلقة بمرحلة عضويتها في الاتحاد الأوروبي، في حين تشترط قبرص الرومية، أن تفتح تركيا موانئها ومطاراتها أمام ملاحتها، كي لا تستخدم حق الفيتو ضد فتح مزيد من الفصول.

كما يريد الاتحاد الأوروبي، من تركيا تنفيذ 72 شرطًا، قبل الموافقة على طلبها إعفاء مواطنيها من تأشيرة دخول الاتحاد الأوروبي، في يونيو المقبل.

وفي ما يتعلق بطلب تركيا مبلغ 3 مليارات يورو إضافية من أجل اللاجئين، يقول الاتحاد الأوروبي إن المبلغ الإضافي سيتم دفعه بعد الانتهاء من إنفاق المبلغ الأول الذي تم تخصيصه للاجئين، 3 مليارات يورو أيضا.

وقدمت تركيا مقترحات للاتحاد الأوروبي في القمة المشتركة بينهما، في 7 مارس/آذار الماضي، قائمة لـ”تقاسم الأعباء”، تتم بموجبها إعادة كل مهاجر سوري من الجزر اليونانية إلى تركيا، مقابل إعادة توطين أحد اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا، في إحدى الدول الأوروبية.

كما طالبت تركيا بإلغاء تأشيرة الدخول لمواطنيها إلى الاتحاد الأوروبي، وتسريع مفاوضات انضمامها للاتحاد، إضافة إلى مساعدة مادية تقدر بـثلاث مليارات يورو (3.4 مليارات دولار)، لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين في تركيا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن